موضوع عن مدينة طولكرم
مدينة طولكرم
مدينة طولكرم هي مدينة عربيّة إسلاميّة تُوجَد في دولة فلسطين المُحتَلَّة، وتُعتبَر مدينة لها تاريخ عريق يمتدُّ إلى آلاف السنين، وهي تحتلُّ مساحة جغرافيّة تُقدَّر بنحو 32 ألف دونم، وتُمثِّل المركز الإداريّ للواء طولكرم،[1] علماً بأنّ المدينة يقطنُها ما يُقارب 61,235 نسمة، وذلك وِفق إحصائيّات، وتقديرات الجهاز المركزيّ للإحصاء الفلسطينيّ في عام 2017م،[2] ومن الجدير بالذكر أنّ معظم سُكّان المدينة يعملون في قطاعَي الزراعة، والتجارة، حيث تنتشر زراعة الأشجار المُثمِرة، والمحاصيل الحقليّة، بالإضافة إلى المصانع المُتخصِّصة في إنتاج الأقمشة، والموادّ الغذائيّة، والصناعات الحرفيّة، والتقليديّة.[1]
تسمية مدينة طولكرم
عُرِفت مدينة طولكرم منذ بداية تأسيسها في العصر الرومانيّ باسم بيرات سورقا (بالإنجليزيّة: Birat Sireqa)؛ أي بئر كرم مختار، وقد ذكر المقريزيّ المدينة في كتاباته، حيث ذكرها باسم طوركرم؛ أي جبل الكرم، وهو الجبل المزروع بالأشجار المُثمِرة، واحتفظت المدينة بهذا الاسم حتى القرن السابع عشر الميلاديّ، إذ أصبحت تُعرَف باسم طولكرم، علماً بأنّها كانت تُمثّل حينها قرية صغيرة تابعة لمُتصرِّفية البلقاء، أمّا بحلول عام 1302 للهجرة، فقد أسَّس العُثمانيّون قضاء جديداً عُرِف بقضاء بني صعب، وجعلوا قرية طولكرم مركزاً لهذا القضاء، حيث استمرَّت بهذا الاسم إلى وقتنا الحاليّ.[3]
الموقع الجغرافيّ لمدينة طولكرم وحدودها
تقع مدينة طولكرم في الجزء الغربيّ من دولة فلسطين، وفي منتصف الجزء الشرقيّ من السَّهل الساحليّ لفلسطين، والواقع إلى الشمال من الضفّة الغربيّة، وعلى بُعد نحو 15كم عن ساحل البحر الأبيض المُتوسِّط، حيث تحدُّها من الجهة الغربيّة الأراضي السهليّة المُمتدَّة إلى البحر، أمّا من الجنوب فتحدُّها قُرى الكفريات، وتحدُّها مدينة الطيبة، والجبل الأخضر من الجهة الجنوبيّة الغربيّة، ومن الجانب الشرقيّ تحدُّها مرتفعات جبليّة تضمُّ قُرى وادي الشعير، كما تحدُّها من الشمال قُرى الشعراوية، أمّا من الشمال الغربيّ فيحدُّها الخطّ الأخضر الذي يفصل طولكرم عن أراضيها المُحتلَّة في الغرب، وممّا يجدر ذِكره أنّ طولكرم تُمثِّل واحدة من مُدن المُثلَّث التي تضمُّ أيضاً مدينتَي نابلس، وجنين؛ حيث تقع جنوب غرب جنين، وشمال غرب نابلس.[2]أمّا في ما يتعلَّق بالناحية الفلكيّة، فإنّ مدينة طولكرم تقع بين دائرتَي عرض 19، و°32 نحو الشمال من خطّ الاستواء، وبين خطّي طول 1، و°35 نحو الشرق من خطّ غرينتش.[3]
وقد حَظِيت مدينة طولكرم بحُكم موقعها المُتميِّز بأهمّية كبيرة على مَرِّ تاريخها؛ فهي تقع عند ملتقى الطرق بين حيفا، ويافا، ونابلس، والقدس، حيث يمرُّ منها خطّ سِكّة الحديد يافا القدس، والذي ساهم بشكل كبير في نُموِّ المدينة، وازدهارها، كما كانت طولكرم قديماً تُمثِّل مَمرّاً للجيوش، والغزوات الحربيّة بين الشام، ومصر، بالإضافة إلى أنّ تضاريس المنطقة كان لها دورٌ مهمّ في جَذْب السكّان إليها؛ فمعظم أراضي طولكرم هي سهول مُنبسِطة مناسبة للزراعة، ممّا مَنَحها قوّة إنتاجيّة كبيرة في هذا المجال.[3]
مناخ مدينة طولكرم
المناخ السائد في مدينة طولكرم هو مناخ البحر الأبيض المُتوسِّط (بوجود تأثيرات مَحلِّية بفِعل اختلاف الموقع، والتضاريس)، حيث يتنوّع بين المناخ الساحليّ، والداخليّ، إلّا أنّه يميل إلى المناخ الساحليّ أكثر منه إلى المناخ الداخليّ؛ بسبب قُرب المدينة من البحر، وتأثُّرها بأجواء البحر مباشرة؛ نتيجة لعدم وجود الحواجز الطبيعيّة (الجبال)، وبذلك يظهر فصلا الصيف، والشتاء بوضوح، كما يكون فصلا الربيع، والخريف قصيرَين، ويصلُ مُعدَّل درجة الحرارة خلال شهر آب/أغسطس إلى نحو 30°، وتنخفض الحرارة ليصلَ مُعدَّلها في شهرَي كانون الثاني/يناير، وشباط/فبراير إلى نحو °15.[3]
تضاريس مدينة طولكرم
تنقسم التضاريس الجغرافيّة في مدينة طولكرم إلى ثلاثة أقسام رئيسيّة، وهي:[3]
- السهول: وتُوجَد في المنطقة الواقعة بين البحر الأبيض المُتوسِّط، وطولكرم، وهي تُمثِّل جزءاً من السهل الساحليّ الفلسطينيّ، ويصل ارتفاعها إلى نحو 55م عن مستوى سطح البحر، كما تتميّز هذه السهول بخصوبتها، وبتنوُّع تُربتها (السمراء، والرمليّة، والطينيّة)، ممّا يجعلها بيئة مناسبة؛ لزراعة المحاصيل الزراعيّة الشتويّة، والصيفيّة، وبالإضافة إلى المناطق الزراعيّة، فإنّ هذه السهول تضمُّ أيضاً العديد من المناطق المأهولة، مثل: وادي القبّاني، وأم خالد، وقاقون، ورمل زيتا، وبير السكّة، وزلفة، وإبثان، والمنشيّة، وباقة الغربيّة، وباقة الشرقيّة، وجت، والطيبة، وقلنسوة، ومسكة، والطيرة، وخربة بيت ليد، وكفر سابا.
- المُرتفَعات الجبليّة: وتتركَّز في الجزء الجنوبيّ، والشرقيّ، والشماليّ الشرقيّ من مدينة طولكرم، ويتراوح ارتفاعها ما بين 300-500م عن مستوى سطح البحر، وهي تُمثِّل امتداداً طبيعيّاً لجبال نابلس، حيث تتميّز هذه المُرتفَعات بالوعورة، وبوجود طبقة رقيقة من التربة، والقابلة للانجراف خلال فصل الشتاء، كما أنّها تضمُّ مساحات مزروعة بالأشجار المُثمِرة، مثل: الزيتون، واللوزيّات، بالإضافة إلى عدّة قُرى سكنيّة، مثل: قرية بلعا، وقرية بيت ليد، ورامين، وصيدا، وسفارين.
- التلال: وهي تمتدُّ بين السهل الساحليّ في الغرب، والجبال في الشرق، وتتركَّز في المناطق الشرقيّة، والجنوبيّة الشرقيّة من مدينة طولكرم، ويتراوح ارتفاع هذه التلال بين 100-250م عن مستوى سطح البحر، وهي تضمُّ عدّة قُرى، مثل: قرية شوفة، وذنابة، ودير الغصون، وعنبتا، والنزلات، وعلار. ومن العوامل التي دفعت السكّان إلى العيش في هذه التلال: الابتعاد عن السهل الساحليّ غير المُحصَّن، ووفرة موادّ البناء، مثل: الحجارة، والطين، بالإضافة إلى المشاكل البيئيّة التي كان يُعاني منها السهل الساحليّ، مثل تشكُّل المُستنقَعات خلال فصل الشتاء.
نبذة تاريخيّة عن مدينة طولكرم
تتميَّز مدينة طولكرم بتاريخ مُوغِل في القِدم، وما يدلُّ على ذلك العثور على آثار يعود تاريخها إلى العصور الكنعانيّة، والبيزنطيّة، والرومانيّة، بالإضافة إلى اكتشاف شواهد أثريّة تعود إلى فترة العصر الحجريّ النحاسيّ (4500-3200 ق.م)، وعُثِر أيضاً على آثار تاريخيّة تعود إلى الفترة الأمويّة، حيث شهدت المدينة التاريخ الإسلاميّ بعد عام 636م، أمّا في بداية القرن العشرين، وتحديداً في عام 1918م، فقد خضعت مدينة طولكرم للانتداب البريطانيّ، وفي حرب عام 1948م (النكبة)، صادر الاحتلال الصهيونيّ مساحات كبيرة من أراضي المدينة، وتمّت مصادرة ما تبقَّى من أراضيها خلال حرب حزيران/يونيو من عام 1967م (النكسة)، وبدأ انتشار الاحتلال الصهيونيّ عليها. وفي عام 1995م، تمّ عقد اتِّفاق أوسلو الذي يقضي بانسحاب الاحتلال الصهيونيّ من طولكرم، وخضوعها للسُّلطة الفلسطينيّة، إلّا أنّ ذلك لم يدم طويلاً؛ حيث وقعت المدينة مُجدَّداً تحت حُكم الاحتلال الصهيونيّ بعد اجتياح عام 2003م، وتمّ إنشاء ما يُقارب 25 مُستوطَنةً على أراضيها.[1]
المراجع
- ^ أ ب ت "طولكرم"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب لجنة التخطيط التنموي المحلي، الخطة التنموية المحلية لمدية طولكرم، صفحة 21. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج محمد بدر عبد الرحيم ، طولكرم وجوارها ، صفحة 15-23. بتصرّف.