هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب القرشي التيمي، يكنى بأبي بكر، ويلقب بالعتيق لأنه كان ذا جمال، ولقدمه في الخير، وغير ذلك، ولقب أيضًا بالصدِّيق لأنه كان يصدق النبي صلّى الله عليه وسلّم ويبالغ في ذلك، وهو أول من آمن بالرسول عليه السلام من الرجال وصدّق به، وقد سمّاه النبي عليه السلام بذلك، وقد ولد بعد عامين وستة أشهر من عام الفيل،[1]وهو من العشرة المبشرين بالجنة، وأول الخلفاء الراشدين، ويجتمع في نسبه مع النبي عليه الصلاة والسلام في مُرَّة بن كعب،[2]عمل في بداية حياته بائعًا للثياب، أي بزازًا، وهو من سادات قريش، وكان عارفًا بالأنساب، وهو ممن رفض في الجاهلية أن يعبد الأصنام، وكان على ملة إبراهيم عليه السلام حنيفيًا، وقد حرّم الخمر على نفسه، وقد تزوج قتيلة بنت عبد العزى في بداية حياته، وتزوج بعدها أم رومان، وقد بويع في العام الحادي عشر للهجرة بالخلافة، واستمرت ما يقارب العامين وأربعة أشهر.[3]
كان رضي الله عنه أول من بذل ماله في نصرة الدين، وقد عرف الكفار قدره أكثر من أهل الزندقة، وقد كان النبي عليه السلام يثق به لعلمه بإيمانه ويقينه، وكان عليه السلام يذكر فضائل أبي بكر ومنزلته ويعلمها أصحابه، وهو أحب الناس إلى الرسول، ولم يتخلف في أي غزوة، وكان زاهدًا وشجاعًا.[4]
من صفاته الجسدية أنه كان ذا بشرة بيضاء، وجسم نحيف، ووجه معروق، وعينين غائرتين، وجبهة بارزة، وشعر أجعد، وصفحتي خديه قليلتي الشعر، يخضب شيبه بالكتم والحناء، أما صفاته الخُلُقية، فقد كان حسن الأخلاق والمعاشرة، ذو حكمة، ورحمة، وعلم واسع بالقرآن الكريم والسنّة النبوية.[5]