نبذة عن غزوة بدر
غزوة بدر
غزوة بدر هي غزوةٌ وقعت بين المسلمين بقيادة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وقريش ومن حالفهم بقيادة عمرو بن هشام المخزوميّ في العام الثاني من الهجرة، وغزوة بدر هي أوّل معركةٍ فاصلةٍ في الإسلام، وسُمِّيت بهذا الاسم نسبةً إلى المنطقة التي وقعت فيها الغزوة؛ فبدر هي بئرٌ واقعةٌ بين مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، وتبلغ مسافة طرق القوافل القديمة التي سلكها عليه السلام وتصلها بالمدينة حوالي 257.5كم، بينما تبلغ مسافة طرق القوافل القديمة بينها هي ومكّة والتي سلكها جيش قريش حوالي 402.3كم، وسُمّيت غزة بدر بأسماء عدّةٍ، منها: بدر القتال، ويوم الفرقان، وغزوة بدر الكبرى.
سبب الغزوة
خرج الرسول عليه السلام ومعه ما يقارب مئة وخمسين أو مئتين من المهاجرين؛ لاعتراض قافلة قريش التي كانت ذاهبة من مكّة إلى الشام بقيادة أبي سفيان بن حرب، وكان هذا في السنة الثانية للهجرة، وعندما وصل عليه السلام إلى مكانٍ يُسمّى ذا العشيرة وجد أنّ القافلة فاتته، فلمّا اقترب موعد رجوع القافلة من الشام إلى مكّة بعث عليه السلام طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى الشمال؛ لتقصّي خبر القافلة أثناء عودتها، ومكثا هناك إلى أن مرّت القافلة، فأسرعا إلى الرسول لإخباره.
حملت عير القافلة أموالاً كثيرةً، وكان جزءٌ كبيرٌ منها للمسلمين المهاجرين من مكّة، حيث استولت قريش عليها ظلماً وعدواناً، لهذا أرسل عليه السلام بسبس بن عمرو الجهنيّ ليجمع المعلومات المؤكّدة عنها، فلمّا رجع إليه بالخبر اليقين ندب إلى أصحابه الخروج لاعتراض القافلة، ولم يُلزم عليه السلام أحداً من الصحابة بالخروج؛ فلم تكن نيّته القتال، وإنّما كان قصده فقط اعتراض القافلة؛ لإعادة أموال المسلمين.
النتائج
انتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش انتصاراً ساحقاً؛ حيث قُتل من المشركين سبعون رجلاً، ووقع في الأسر سبعون آخرون، بينما قُتل من المسلمين أربعة عشر رجلاً؛ ستّة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار، ودُفنوا في أرض المعركة، وبهذا قويت شوكة المسلمين، وارتفع شأنهم في المدينة وما حولها، وأصبحوا مهيبي الجانب، وحصل المسلمون على غنائم كثيرةٍ، وبذلك أصبح للدولة الإسلاميّة مصدر دخلٍ من تلك الغنائم، فتحسّن وضع المسلمين الماديّ والاقتصاديّ، وانتعش وضعهم بعد أن كانوا في فقرٍ دام ما يقارب تسعة عشر شهراً، أمّا قريش فلحقتها خسارةٌ فادحةٌ؛ فقد قُتل الكثير من زعمائها في الغزوة، ومنهم: أبو جهلٍ، وأميّة بن خلف، وغيرهم من الزعماء الذين عُرِفوا بالقوّة والشجاعة، وأصبح المسلمون يهدّدون تجارتها في المدينة ومنطقة الحجاز بأكملها.