ابو عبد شمس
ابو عبد شمس
هو الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم ، المكنى بأبا عبد شمس ، والملقب بالوحيد ، والعدل ، وابن صخرة نسبة إلى أمه صخرة بنت الحارث ابن عبد الله . وهو والد خالد بن الوليد رضي الله عنه وعم أبي جهل . كان الوليد بن المغيرة من سادات وكبار أشراف قريش ، وكان احد كبار حكماء العرب ودهاتهم وشجعانهم . عرف الوليد بين قومه بالثراء وكثرة الأموال ، وكان له بستان بالطائف مثمراً صيفاً وشتاءً ، وورد أنه بنى ركن من أركان الكعبة الأربعة منفرداً عندما قامت قريش بترميمها بيتما اشتركت باقي القبائل في باقي البناء ، وكانت قريش تكسو الكعبة عاماً وهو يكسوها عاماً ، وقيل ان قافلة تجارته قدرت بمائة بعير حتى أنها كانت لا تدخل من باب واحد بل من جميع أبواب مكة حتى تصل جميعها في وقت واحد .
وسبب امتناعه عن الإسلام كما ذكر الإمام البغوي في تفسيره أن النبي في المسجد قرأ ((حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير)) وكان الوليد يسمع قراءته ففطن له رسول الله وأعاد الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه.
وظل على كفره حتى مات
وقد نزلت فيه آيات تتوعده بالعذاب في القرآن الكريم لقوله تعالى : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلا إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) } سورة المدثر .