تشخيص مرض أديسون طب 21 الشاملة

تشخيص مرض أديسون طب 21 الشاملة

مرض أديسون

يُعرّف مرض أديسون (بالإنجليزية: Addison's disease)، أو ما يُعرف بالقصور الكظري الأولي (بالإنجليزية: Primary adrenal insufficiency)، أو قصور الغدة الكظرية الأساسي، أو قصور الكظر (بالإنجليزية: Hypoadrenalism) على أنّه فشل كامل أو جزئي في قدرة هرمونات قشرة الكظرية على أداء وظائفها،[١] ويترتب على ذلك انخفاض مستويات هرمون الكورتيزول والألدوستيرون في الدم، ولفهم هذا المرض لا بُدّ من بيان أنّه توجد في جسم الإنسان فوق كل كلية غدة تُعرف بالغدة فوق الكلوية أو الغدة الكظرية، وتتكون الغدة الكظرية من قسمين رئيسيين هما الداخلي ويعرف باللبّ، والخارجي الذي يُعرف بقشرة الكظر، حيث يُنتج اللب هرمون الأدرينالين بينما تُعد قشرة الكظر المسؤولة عن إفراز الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol)، والألدوستيرون (بالإنجليزية: Aldosterone)، والأندرُوجين (بالإنجليزية: Androgens) الذي يعرف بالهرمون الذكري، وإنّ تعرض هذه الغدد للضرر أو التلف يُسبب نقصاً في إفراز هذه الهرمونات، وعلى الرغم من ندرة حدوث مرض أديسون، إلا أنّه يمكن أن يُصيب النساء والرجال وخاصة في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين ثلاثين إلى خمسين عاماً.[٢][٣]

لفهم ما يُسببه هذا المرض لا بُدّ من بيان دور الهرمونات التي تنقص عند المعاناة منه، فمثلاً تكمن أهمية هرمون الكورتيزول في استجابة الجسم للتوتر، بالإضافة إلى تنظيم أيض البروتينات والكربوهيدرات والدهون، فضلاً عن أهميته في المحافظة على ضغط الدم وعمل جهاز القلب والدوران، والسيطرة على الالتهاب، وأمّا بالنسبة لهرمون الألدوستيرون فهو يساعد الكلى في المحافظة على توازن الماء والأملاح في الجسم، وعند انخفاض مستواه عن المعدل الطبيعيّ فإنّ الكلى تفقد القدرة في السيطرة على تحقيق التوازن في مستوى الماء والملح في الجسم، فينخفض الضغط عن المعدل الطبيعيّ.[٤]

تجدر الإشارة إلى أنَّ الالتزام بالعلاج على الوجه الصحيح يساعد المصاب على عيش حياة طبيعية، ويتمثل علاج هذه الحالة باستخدام العلاج بالكورتيكوستيرويدات البديلة؛ وقد يتضمن ذلك استخدام الهيدروكورتيزون لتعويض النقص في هرمون الكورتيزول بحيث تكون بدائه البريدنيزولون (بالإنجليزية: Prednisolone) أو الديكساميثازون (بالإنجليزية: Dexamethasone)، ويوصف الفلودروكورتيزون (بالإنجليزية: Fludrocortisone) لتعويض النقص في هرمون الألدوستيرون، وقد يوصف ديهيدرو إيبي أندروستيرون (بالإنجليزية: Dehydroepiandrosterone) في حالات وجود نقص في هرمون الأندروجين،[٥] وأمّا بالنسبة لمدى شيوع مرض أديسون، فقد تبيّن بالاستناد إلى ملخص بحثٍ أجرته كل من جامعة كولورادو في دينفر (بالإنجليزية: University of Colorado Denve) وجامعة روكي فيستا (بالإنجليزية: Rocky Vista University) في عام 2014 م، أنّ شخصاً واحداً من بين كل 20,000 يُصاب بمرض القصور الكظري الأولي أو مرض أديسون في الولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوروبا.[٦]

تشخيص مرض أديسون بشكل عام

إنّ أغلب حالات مرض أديسون تحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي لقشرة الكظر عن طريق الخطأ، وتُعرف مثل هذه الحالة بمرض المناعة الذاتي (بالإنجليزية: Autoimmune disease)، الأمر الذي يتسبب بإعاقة إنتاج قشرة الكظر لهرمونات الكورتيزول والألدوستيرون والأندروجين، وتجدر الإشارة إلى وجود حالات نادرة تكمن وراء المعاناة من مرض أديسون وهي السلّ (بالإنجليزية: Tuberculosis)، وجراحة استئصال الغدد الكظرية، ونزف الغدد الكظرية الناتج عن حدوث إصابة، ووجود مرض وراثي مثل سوء تغذية الكظرية وبيضاء الدماغ (بالإنجليزية: adrenoleukodystrophy).[٧]

ولفهم تشخيص مرض أديسون لا بُد من بيان ما يأتي: إنّ قصور الكظرية الأولي المعروف بمرض أديسون يحدث نتيجة تلف في الغدة الكظرية نفسها، أما القصور الثانوي (بالإنجليزية: Secondary adrenal insufficiency) فيحدث نتيجة خلل في عمل الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary Gland) التي تتحكم بإفراز هرمونات الغدد الكظرية، حيث إنّ الغدة النخامية تفرز الهرمون الموجه لقشر الكظر (بالإنجليزية: Adrenocorticotropic hormone) واختصاراً ACTH، فتستجيب الغدة الكظرية لذلك بإفراز هرمون الكورتيزول، وعليه فإنّ عدم تصنيع النخامية لكمية كافية من الهرمون الموجه لقشر الكظر يتسبب بعدم تصنيع الكظرية لكمية كافية من الكورتيزول، وهذا ما يؤدي مع مرور الوقت إلى صغر الكظرية وانكماشها في حالة القصور الثانوي،[٨] وإنّ تشخيص الإصابة بمرض أديسون يتطلب معرفة الأعراض والعلامات التي تظهر على الشخص المعنيّ وتقييمها، بالإضافة إلى أهمية إجراء بعض التحاليل الطبية، وسيأتي بيان ذلك أدناه.[٩]

مراجعة الأعراض والتاريخ الطبي

حقيقةً يُعدّ تشخيص الإصابة بمرض أديسون في المراحل المُبكّرة أمراً صعباً نظراً لبطء تطور أعراض المرض آنذاك، حيث يعتمد الطبيب المختص على معرفة الأعراض التي يشكو منها المصاب قبل التوجه إلى طلب التحاليل الطبية، هذا بالإضافة إلى ضرورة معرفة التاريخ الصحيّ للمصاب،[٩] ومن أهمّ الأعراض التي تُرافق مرض أديسون وتظهر بشكل تدريجيّ ما يأتي:[١٠]

الفحوصات والتحاليل

يلجأ الطبيب بعد معاينة أعراض مرض أديسون والتاريخ الصحي للمصاب إلى طلب مجموعة من فحوصات الدم التي تُعنى بقياس مستوى الصوديوم، والبوتاسيوم، والكورتيزول، والهرمون الموجه لقشر الكظر في الدم،[١١] كما يلجأ الطبيب إلى طلب فحوصات وتحاليل أخرى بهدف تأكيد انخفاض مستوى هرمون الكورتيزول في الدم ومعرفة السبب الكامن وراء ذلك، ومنها ما يأتي:[١١][١٢]

تشخيص مرض أديسون خلال نوباته

في الحديث عن مرض أديسون يجدر بيان ما يُعرف بالنوبة الأديسونية (بالإنجليزية: Addisonian crisis) والتي تُسمّى أيضاً النوبة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal Crisis)، أو قصور الكظرية الحاد (بالإنجليزية: Acute adrenal insufficiencyِ)، وتتمثل النوبة بظهور الأعراض بصورة سريعة مُسببة حالة شديدة وخطيرة، وخاصة في حال التعرض لتوتر شديد أو مرض، ويجدر طلب المساعدة الطبية على الفور تجنباً للمضاعفات المُحتملة، ويمكن تشخيص الإصابة بهذه الحالة بإجراء فحوصات الدم وملاحظة الأعراض التي تظهر على المصاب، والجدير بالعلم أنّ العلاج قد يتم بصورة فورية حتى قبل الحصول على نتائج اختبارات الدم، ومن أعراض الأزمة الكظرية ما يأتي:[١٦][١٠]

المراجع

  1. ↑ Margaret Schell Frazier, Jeanette Drzymkowski, Essentials of Human Diseases and Conditions - E-Book, Page 188. Edited.
  2. ↑ "Addison's disease", www.nhsinform.scot, Retrieved 7-10-2019. Edited.
  3. ↑ "Addison's disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 7-10-2019. Edited.
  4. ↑ "Understanding Addison's Disease -- the Basics", www.webmd.com, Retrieved September 24, 2019. Edited.
  5. ↑ "Addison's disease treatment: Medications, side effects, and prognosis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-10-2019. Edited.
  6. ↑ "Addison disease: early detection and treatment principles.", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved September 24, 2019. Edited.
  7. ↑ "Addison's disease", www.yourhormones.info, Retrieved 7-910-201. Edited.
  8. ↑ "Definition and Facts", www.niddk.nih.gov, Retrieved October 5, 2019. Edited.
  9. ^ أ ب "Adrenal Insufficiency & Addison's Disease", www.niddk.nih.gov, Retrieved September 25, 2019. Edited.
  10. ^ أ ب "Addison's Disease", my.clevelandclinic.org, Retrieved September 25, 2019. Edited.
  11. ^ أ ب "Addison's disease", www.mayoclinic.org, Retrieved September 25, 2019. Edited.
  12. ^ أ ب ت "Diagnosis", www.niddk.nih.gov, Retrieved September 29, 2019. Edited.
  13. ^ أ ب [ //pituitary.org/knowledge-base/disorders/adrenal-insuffieciency-addison-s-disease "Adrenal Insufficiency (Addison's Disease)"], pituitary.org, Retrieved September 29, 2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت "Addison’s Disease Diagnosis", www.endocrineweb.com, Retrieved October 5, 2019. Edited.
  15. ↑ "Addison's disease", www.nhs.uk, Retrieved September 29, 2019. Edited.
  16. ^ أ ب "Addison's disease: How is it diagnosed?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved October 5, 2019. Edited.