-

الزراعة بماء البحر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الزراعة بماء البحر

تعدّ الزراعة بماء البحر أحد عناصر الزراعة المستدامة، والتي يتم اللجوء إليها في بعد تحليتها، وذلك عندما يزداد معدل الاستهلاك من المياه العذبة وتناقص مخزونها، مما يؤدي إلى حدوث أزمة في المياه؛ لأنّ وسائل الزراعة التقليديّة تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه وخاصة بعض المحاصيل مثل الأرز، ومن خلال هذه الطريقة يمكن توفير استهلاك المياه إلى معدلات قياسيّة، كما يتم استخدام هذه الطريقة في المناطق القاحلة أو شبه القاحلة.

مشاكل تعالجها الزراعة بماء البحر

تعالج الزراعة بماء البحر عدة مشاكل ومنها توفير كميات كافية من المياه عند حدوث نقص حاد في المياة العذبة، أو حدوث ظروف للتربة غير مرغوب فيها للأنشطة الزراعيّة في المناطق السياحيّة، حيث إنّ المياه العذبة تتوفر بنسبة 2.75% من جميع مصادر المياه التي توجد على سطح الأرض، ويوجد 74.5% منها في الأنهار الجليديّة والتي يصعب توفيرها بسهولة.

إنّ الكثير من المناطق تعاني من ندرة في المياه العذبة أو تلوثها ومن هذه المناطق: منطقة أفريقيا في جنوب الصحراء، وشبه القارة الهنديّة، فالمياه العذبة لها دور مهم في الكثير من الأنشطة البشريّة ومنها: الشرب، والاستجمام، والصناعة، وأهمها إنتاج الغذاء؛ لأنّ نسبة الأملاح والأيونات فيها أقل بكثير من مياه البحار، وعليه فإنّ استخدام مياه البحر في الرزاعة يساعد على توفير كميات كبيرة من المياه العذبة، وأثبتت بعض الأبحاث والتجارب أنّ مياه البحر قد تحول ظروف التربة غير المرغوب بها ومنها زيادة الرطوبة.

تأثير مياه البحر في النباتات

يعدّ التسمم من الأمور التي تؤثر في نمو البناتات بسبب الري بمياه البحر، وذلك بسبب الامتصاص الزائد للمواد المالحة ومنها: الصوديوم، والعناصر الغذائيّة الأساسيّة الأخرى كالبوتاسيوم، ومن تلك الأمور أيضاً الملوحة التي قد تنتج عنها بعض الأضرار ومنها: نمو النباتات بأوراق أصغر من المعتاد وأكثر قتامة، وأيضاً قد يصل تأثير الملوحة إلى ظهور تشققات على سطح التربة.

قابليّة المحاصيل للري بمياه البحر

إنّ مياه البحر لا تتناسب مع جميع أنواع المحاصيل الزراعيّة والنباتات، حيث إنّ بعضها قد يموت بعد الري، أما البعض الأخر قد ينمو بشكل طبيعي، ومن هذه المحاصيل التي من الممكن أن تصبح من المحاصيل التجاريّة هي نبات الخبيزة، وهي أحد أنواع النباتات التي تنمو على شاطئ البحر، وأيضاً الطماطم حيث إنّ ريها بماء البحر المخفف والمعالج يكون أكثر صحة من استخدام المياه العذبة، فأظهرت بعض الدراسات أنّ الطماطم المرويّة بمياه البحر المخففة يكون مستوى مضادات الأكسدة الصحيّة فيها أعلى بكثير، وعند ريها بنسبة تصل إلى 12% من محلول الملح، فإنّها تنتج أفضل الثمار والتي تحتوي على فيتامين C وA وبمذاق جيد.

المشاريع الزراعيّة بمياه البحر

تعتمد المشاريع الموجودة على عدة أمور منها: التكنولوجيا، والعوامل الاجتماعيّة، والاقتصاديّة المحليّة، والتي في كثير من الحالات قد لا يمكن أن تتكرر بسهولة في أمكان أخرى، وعليه يجب معرفة الظروف والعوامل المحليّة للمكان الذي ستقام فيه المشاريع، كما يجب متابعتها بحذر شديد حتى لا يحدث أي خلل قي البيئة القائمة؛ لأنّها غالباً ما تكون هشة بالرغم من أنّ هذه المشاريع معدّة بإمكانيّات كبيرة، لذا يجب عمل مشاريع تجريبيّة صغيرة في عدة مناطق مختلفة في جميع أنحاء العالم لإجراء البحوث وجمع البيانات، بحيث يكون الجدول الزمني لها من 2-5 سنوات، وبعد انتهاء هذه الفترة يتم تقييم المشروع لتنفيذه على نطاق أوسع.