أهل البيت عليهم السلام في القرآن
أهل البيت
إنّ محبة أهل البيت من محبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم فهم أقرباؤه صلّى الله عليه وسلّم الذين دعموه وفدوه بأموالهم وأنفسهم وأولادهم في دعوته للإسلام، والذين لولاهم لما وصلت راية الإسلام لما وصلت إليه في وقتنا الحالي، فهذا حمزة بن عبد المطلب يموت شهيداً ويسميه الرسول بأسد الله بعدما دافع عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهؤلاء نساء النبي صلّى الله عليه وسلّم يدعمونه بكلّ ما لديهم وقفون معه حتى وفاتهم عليه الصلاة والسلام ويعلمون المسلمين بعد وفاته أمور دينهم، وهذا علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه في مواقفه التي لا تعدّ ولا تحصى في الدفاع عنه صلّى الله عليه وسلّم وعن راية الإسلام وحتى بعد وفاته، وقد كان من التشريف لهم وللفت انتباه المسلمين لأهمية حبّهم وتوقيرهم أن ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم والرسول عليه الصلاة والسلام في السنة النبوية في عددٍ من المواضع المختلفة، وحتى نحن في صلاتنا نصلي ونسلم عليهم في الصلاة الإبراهيمية في كلّ صلاة، فلا تصح صلاة أي مسلمٍ من دون أن يقوم بذلك.
ذكر أهل البيت في القرآن
إنّ من أشهر المواضع التي ذُكر فيها آل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم هي في آية التطهير إذ قال تعالى: "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"، ففي هذه الآية الكريمة خاطب الله تعالى أهل البيت جميعاً ونساء النبيّ على وجه الخصوص، وقد ذكر عليه الصلاة والسلام أيضاً هذه الآية في حادثة الكساء والتي كان يخاطب فيها عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام إذ كان عليه الصلاة والسلام جالساً عند أمّ سلمة فجاءته فاطمة رضي الله عنه وهو في كساءٍ خيبري، فطلب منها أن تدعو زوجها عليّاً وابنيها الحسن والحسين فأنزل الله تعالى هذه الآية وأخذ عليه الصلاة والسلام الكساء وأدخلهم فيه ودعاه تعالى أن يذهب عنهم الرجس، ويقول العلماء أنّه عليه الصلاة والسلام منع أمّ سلمة من الدخول معهم في الكساء كونها محرمةً على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
أمّا لمن يشكك في حبّ أهل البيت وضرورته فعليه الانتباه إلى الآية القرآنية التي يقول فيها الله تعالى: "ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ"، ومن هذه الآية وأحاديث الرسول العديدة في القرآن الكريم يتبيّن أنّ على المسلمين جميعاً حبّ أهل البيت والاعتراف بفضلهم الكبير في نشر الدعوة الإسلامية، فيكفي المسلم سبباً لكي يحب أهل البيت ويواليهم أنّهم أقاربه عليه الصلاة والسلام من المسلمين.