أحمد بن حنبل طب 21 الشاملة

أحمد بن حنبل طب 21 الشاملة

أحمد بن حنبل

أحمد بن حنبل هو محدِّث، وفقيه مسلم، ورابع الأئمة الأربعة عند أهل الجماعة والسنة، وهو صاحب المذهب الحنبلي، إذ اشتهر بحفظه القوي، وبعلمه الغزير، وبأخلاقه الطيّبة كالتواضع، والصبر، والتسامح، الأمر الذي دفع العديدين من علماء الدين للثناء عليه، مثل الإمام الشافعي، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه خالف هو وغيره من العلماء الفتنة المحدِّثة أن القرآن الكريم محدَثٌ مخلوقٌ، الأمر الذي عرّضه للتعذيب، والسجن، وقد كانت هذه المحنة الأكبر التي واجهها في حياته، وفي هذا المقال سنعرفكم عنه أكثر.

اسم ونسب أحمد بن حنبل

هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وهو من ولد شيبان بن ذهل بن ثعلبة، وليس من ولد شيبان بن ثعلبة كما تروي بعض الروايات، وأمّه هي صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك بن سوادة بن هند الشيبانية، حيث كان جدها عبد الملك بن سوادة من وجوه بني شيبان، علماً أنّ قبائل العرب كانت تنزل عليه فيضيفهم.

مولد أحمد بن حنبل وأسرته

وُلد أحمد بن حنبل في شهر ربيع الأول من عام 164هـ، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الرواة لم يختلفوا في زمن ولادته، وذلك لأنّه ذكر تاريخ ولادته، علماً أنهم اختلفوا في موطن ميلاده، فقيل إنه وُلد بمرو في بلاد فارس مكان عمل والده وجده، وقيل إنّه وُلد ببغداد بعد أن جاءت أمه حاملاً به من مدينة مرو التي كان فيها أبوه، علماً أنّ المؤرخين يرجّحون ولادته في بغداد.

يعتبر أحمد بن حنبل عربي النسب، وهو ذهلي نسبة إلى والده، وشيباني نسبة إلى أمه، علماً أنّ ذهل وشيبان أخوان من بني بكر بن وائل، وهي إحدى القبائل العدنانية، والتي يلتقي نسبها مع نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نزار بن معد بن عدنان، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه القبيلة وصفت بالإباء، والهمّة، والحميّة، كما وعرفت بالصبر على البلاء، علماً أنها من أعز القبائل الربعية نفراً في الجاهلية والإسلام، وأكثرها عدداً، وأعظمها أثراً، وقد كانت منازلهم بالبادية والبصرة، ولأن أصل عائلته من البصرة فقد عرف بالبصري،

نشأة أحمد بن حنبل

نشأ ابن حنبل يتيماً، حيث مات والده بعد مولده، وهو في عمر الثلاثين، فربّته أمه في كنف عائلة والده، علماً أنّ والده ترك له بيتاً يسكنه في بغداد، إضافةً إلى غلّةٍ تغنيه عن السؤال، فنشأ في بغداد، وتربّى فيها، حيث كانت فيها الكثير من المشارب، والمآرب، والمعارف، والفنون، كما كان فيها القراء، والمتصوّفون، والمحدثون، وعلماء اللغة، والحكماء، والفلاسفة، حيث كانت مركز حاضرة العالم الإسلامي.

اختارت عائلة ابن حنبل له أن يكون عالماً بجميع العلوم الممهدة له، مثل علم الحديث، وعلم القرآن، وعلم اللغة، ومآثر التابعين والصحابة، حيث اتفقت هذه التربية مع نزعته النفسية، فحفظ القرآن منذ صغره، فعرف بالأمانة والتقوى، ثمّ تمرّن على الكتابة والتحرير، كما كان محل ثقة من يعرفه، الأمر الذي دفع آباء أبناء جيله إلى اتّخاذه قدوةً لأبنائهم.

طلب أحمد بن حنبل للحديث النبوي

خُيِّرَ ابن حنبل بين علمين من علوم الشريعة الإسلامية، كان عليه أن يختار واحداً منهما، هما: مسالك الفقهاء، أو راوياً من رواة الحديث، وحافظاً من حفّاظه، علماً أنّهما علمان جديدان بدآ بالانفصال في عصره، وقد اختار ابن حنبل في بداية مسيرته أن يتبع رجال الحديث ومسالكهم، إلا أنّه قبل أن يسير في علم المحدثين أراد أن يسلك طريق الفقهاء الذين جمعوا بين الحديث والرأي، علماً أنّه قد أخذ أوّل علمه عن القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة، إلا أنّ ابن حنبل مال بعد ذلك إلى المحدثين، الذين ركّزوا بشكلٍ أساسي على الحديث النبوي.

أخلاق أحمد بن حنبل وصفاته

وفاة أحمد بن حنبل

توفي ابن حنبل وقت الضحى، يوم الجمعة، في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة 241 هـ، عن عمرٍ يناهز 77 عاماً، ودفن بعد صلاة العصر في منطقة الحيدرخانة في بغداد في مسجد عارف آغا القريب من مسجد حسن باشا في مقبرة باب حرب، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ رفاته نقل إلى مسجد عارف آغا في أيام الفيضان عام 1937م، بسبب الفيضان الذي حصل في نهر دجلة.