الخوارزمي عالم الرياضيات وحياته
الخوارزمي
محمد بن موسى الخوارزمي هو عالم فارسي اشتهر بعلم الرياضيات والفلك والتنجيم، والجغرافيا، ولد في بلاد فارس في عام 780م، وعمل في بيت الحكمة في بغداد، وقد ازدهر أثناء عمله كعضو فيه بقيادة الخليفة المأمون ابن الخليفة هارون الرشيد.[1]
حياة الخوارزمي
يعدّ الخوازمي أحد أعظم الأشخاص العرب الذين برعوا في علم الرياضيات بعصورٍ مبكّرة، بالإضافة إلى أنّه مؤرّخ وعالم في الفلك والجغرافيا، وقيل بأنّه ألّف أقدم جداول فلكيّة باللغة العربيّة، وابتكر واحد من أقدم الأعمال في الحساب وعلم الجبر، وتُرجمت بعض مؤلّفاته في العلوم إلى اللغة اللاتينيّة، وبقيت تُستخدم حتّى بداية القرن السادس عشر ككتبٍ رئيسيّة للرياضيّات في الجامعة الأوروبيّة، وعلى الرغم من انتماء الخوارزميّ لمدينة خوارزم في تركستان إلّا أنّه ذهب إلى مدينة بغداد في العراق للعمل في بيت الحكمة حيث إنّه استُدعى للعمل من قِبل الخليفة العباسيّ المأمون، وقد أُنشئ بيت الحكمة من قِبل الخليفة المأمون الذي عُرف برعايته للمعرفة والتعلّم، وقد كان نموذجاً لمكتبة وأكاديميّة بحثية، حيث احتوى على مكتبة كبيرة وغنية بخزائن مخصصة للكتب، وجُمع فيه العلماء المتميزون من مختلف الأديان لابتكار روائع علميّة، بالإضافة لترجمة جميع الأعمال المهمّة من اللغة اليونانيّة إلى اللغة السنسكريتيّة، ومن اللغات المختلفة إلى اللغة العربيّة.[2]
وُصف الخوارزمي بحسب ابن النديم، وابن القفتي، وكما نُقل عن الراحل أيدين سايلي بخزانة الحكمة، وقيل أيضاً إنّه عُيّن الفلكي الخاص لمحكمة الخليفة المأمون الذي كلّفه بإعداد ملخصّات من إحدى الكتب الهنديّة بعنوان سوريا سيدانتا التي كانت تسمّى السند باللغة العربيّة، كما ارتبط اسم الخورازميّ بترجمة بعض الأعمال من اليونانيّة إلى العربيّة، وابتكر العديد من الأعمال العلميّة في علوم الفلك والرياضيات، والجغرافيا والتاريخ، وكتب جميع أعماله باللغة العربية.[2]
إسهامات الخوارزمي في علم الرياضيات
يعدّ الخوارزميّ من أبرز علماء العصور الوسطى، بالإضافة إلى أنّه أهم عالم رياضيات مسلم، وأطلق عليه أب الجبر، كما كتب كتاب الجمع والتفريق في الحساب الهندي والذي استخدم فيه الأرقام الهندية، بما في ذلك الصفر بدلاً من تصوير الأرقام نسبةً للحروف الأبجدية والرموز العشريّة واستخدام التعداد حسب الموضع لأول مرّة، واحتوى الكتاب على العمليّات الحسابيّة الأساسيّة وهي الجمع، والطرح، والضرب، والقسمة، بالإضافة إلى الكسور العامّة والكسور الستينيّة، واستخراج قيمة الجذر التربيعيّ، ولا توجد نسخة عربيّة لهذا الكتب حيث إنّ النسخ المتبقيّة هي باللغة اللاتينيّة فقط، وهناك كتابات أخرى غير معروفة للخورازمي.[2]
يعدّ الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة من أشهر الأعمال الكلاسيكيّة في الجبر، وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينيّة في العصور الوسطى تحديداً في القرن الثاني عشر، وقد حظي بمكانة تاريخيّة بارزة في علم الرياضيّات، وقد عرّف الخوارزميّ في هذا الكتاب الجبر بأنّه تلميذ الرياضيات المستقل، وسرّع عمليّة إدخال قيمة الأرقام العربيّة إلى الغرب، واحتوى الكتاب على حلولاً للمشاكل العمليّة التي واجهها المسلمون في حياتهم اليوميّة كالمسائل المرتبطة بالميراث، والموروث، والتقسيم، والدعاوي القضائيّة، والتّجارة، حيث احتوى على أكثر من 800 مثال، أمّا كلمة الجبر فتعني باللغة العربية الترميم؛ أي نقل القيم السلبية إلى الجهة الأخرى من المعادلة للحصول على قيمة إيجابيّة، أمّا المقابلة فتعني عمليّة القضاء على الكميات المتماثلة من جانبي المعادلة، أمّا التفسير الأمثل لحساب الجبر والمقابلة وضع من قِبل جون بومجارت، حيث عرّفه بعلم المعادلات.[2]
قام الخورازميّ أيضاً بإعطاء قواعد لحل المعادلات التربيعيّة ودعّمها من خلال البراهين الهندسيّة في هذا الكتاب أيضاً، ووصف الكميّة المجهولة بالجذر أو الشيء، والذي يعني الأصل أو القاعدة باللغة العربيّة، وبالتالي فإنّ استخدام جذر المعادلة استُمد من اللغة العربيّة، وقد استخدم الخوارزميّ كلمة الجذر لوصف الدرجة الأولى من المعادلة التربيعيّة، وعلى الرغم من إيقان الخوارزمي من وجود جذرين للمعادلة التربيعيّة وهي السالب والموجب إلّا أنّه اهتم بالجذور الإيجابيّة فقط، كما تناول الكتاب عمليّة الضبط العملي عن طريق تقديم قواعد لحساب قيمة مساحة الأشكال المختلفة كالدائرة، وحساب قيمة حجم المواد الصلبة للأشكال الهندسية كالأهرامات والمخاريط.[2]
علاقة الخوارزمي بالإنترنت
قال فولفغانغ غونتر ليرش وهو عميد محرري صحيفة فرانكفورتز الألمانيّة: (إنّ العالم ما كان ليمتلك الإنترنت وجهاز الحاسوب لولا المفاهيم الأسياسيّة لعلميّ الجبر واللوغرتيمات، وقواعد علم الحساب الحديث الموضوعة من قِبل العالم المسلم الخوارزمي).[3]
كما قال ليرش: (إنّ علماء الرياضيات الحديثة في ألمانيا كآدم ريزا، وكارل فريدريش غاوس، وكورت جويديل أقاموا نتائجهم بناءً على القواعد التي توصّل إليها الخوارزمي، الذي يُنسب إليه مفهوم الخوارزميّة في علم الرياضيات، ويعتبره كبار العلماء بالأب الروحي للحاسوب، وأضاف بأنّه لا يمكن إجراء مناقشة علميّة تختص بأهميّة الإنترنت دون الرجوع لذكر الخوارزميّة).[3] وقال ليرش أيضاً: (إنّ ترجمة أعمال الخوارزميّ إلى اللغة اللاتينيّة في العصور الوسطى هو الأمر الذي ساعد أوروبا في الوصول إلى ما تستخدمه الآن من النظريات الحديثة في علوم الرياضيات والحساب، وأشار إلى أنّ صاحب كتاب حساب الجبر والمقابلة هو واضع أسس علميّ الجبر، وحساب اللوغريتمات، وأول من أدخل رقم الصفر لحل العمليّات الحسابيّة، ومبتكر علامة التساويّ، وحاصل الضرب، وعلامة الجمع والطرح، كما ذكر تفرّد الخوارزميّ في اعتماد الأرقام في حل المعادلات الرياضيّة على عكس اليونانيين الذين اعتمدوا على استخدام الحروف والرسوم في حل المعادلات.[3]
وفاة الخوارزمي
توفي محمد بن موسى الخوارزميّ في عام 850 بعد الميلاد، ولا يزال معروفاً بأنّه من أبرز العلماء المسلمين وأكثرهم أهميّة في العصور المبكّرة.[1]
المراجع
- ^ أ ب "Muhammad ibn Musa al-Khwarizmi", www.famousscientists.org, Retrieved 16-12-2017. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج N. Akmal Ayyubi, "Contribution of Al-Khwarizmi to Mathematics and Geography"، www.muslimheritage.com, Retrieved 16-12-2017. Edited.
- ^ أ ب ت "لولا الخوارزمي ما كان الإنترنت"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2017. بتصرّف.