علي بن أبي طالب والهجرة طب 21 الشاملة

علي بن أبي طالب والهجرة طب 21 الشاملة

الهجرة النَّبويَّة

هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وأخذ المسلمون يهاجرون على دفعاتٍ سرَّاً؛ كي لا تعلم قريش بهم فتمنعهم، وقد رافقت هجرة النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وصحابته -رضي الله عنهم- جملة من الأحداث والمواقف التي سطَّرها التَّاريخ، ودوَّنتها الكتب وجاءت على ذكرها الآثار والمرويات، ومن أبرز هذه المواقف والأحداث ما قدَّمه علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه-، أثناء هجرة النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وفي هذا المقال تعريفٌ بعلي بن أبي طالب، وبيانٌ لموقفه -رضي الله عنه- في الهجرة.

تعريفٌ بعلي بن أبي طالب

موقف علي بن أبي طالب في الهجرة

بعد أن زاد إيذاء كفار قريش للنَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- ومن معه من المسلمين، وزاد تصدِّيهم لدعوة الإسلام، وغيظهم من مبايعة الأنصار لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ودخولهم في الإسلام، بدأ عدد من المسلمين بالهجرة إلى المدينة المنوَّرة سرَّاً، مما دفع عدداً من كفار قريش إلى الاجتماع في دار النَّدوة؛ ليتباحثوا في أمر النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وما يصنعون معه، وأخذوا يقترحون ويتشاورون في ما بينهم، حتى استقرُّوا على رأيٍ واحدٍ وهو أن يأتوا من كلِّ قبيلةٍ بشابٍّ، وينتظروا خروج الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمام بيته، فإذا خرج ضربوه بسيوفهم ضربة رجلٍ واحدٍ؛ حتى يضيع دمه بين القبائل، فلا يتمكَّن بنو عبد مناف من الثأر له.[٦]

وقد ألهم الله تعالى نبيَّه محمداً -عليه الصَّلاة والسَّلام- بما تآمر عليه كفَّار قريش، فقرّر -عليه الصَّلاة والسَّلام- أن يهاجر إلى المدينة المنورة، فأخبر رفيقه أبا بكرٍ -رضي الله عنه- بذلك، واستعدَّ بجملةٍ من الاستعدادات التي تسهِّل خروجه من مكَّة المكرَّمة دون معرفة قريش أو انتباههم له، ومن هذه الاستعدادات: اختيار الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- لابن عمه علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه-؛ ليبيت في فراشه في الليلة التي يغادر فيها -صلى الله عليه وسلم- مكَّة، فما كان من علي -رضي الله عنه- إلا أن استجاب لما أمره به النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، رغم ما في هذا العمل من مخاطرةٍ بالغةٍ.

استعدّ علي -رضي الله عنه- لفداء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبات في فراشه ملتحفاً ببردته، وكان الشباب الذين اختارتهم قريش واقفين بالباب يترقبون وينظرون من شقوقه، وألقى الله تعالى النَّوم على أعينهم، فناموا ولم يلتفتوا لخروج النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- من بيته، ليتفاجؤوا بعد وقتٍ أنَّ من في فراش النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- ومن يلتحف عباءته هو علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه-، الذي افتداه بروحه.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب الذهبي (2006)، سير أعلام النبلاء، القاهرة: دار الحديث، صفحة 495-497، جزء 2. بتصرّف.
  2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6280، صحيح.
  3. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سلمة بن الأكوع، الصفحة أو الرقم: 3702، صحيح.
  4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 2404، صحيح.
  5. ↑ "زوجات وأولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، fatwa.islamweb.net، 26-6-2007، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2017. بتصرّف.
  6. ^ أ ب الخضري (1425هـ)، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفيحاء، صفحة 70-73. بتصرّف.