تنتمي طيور الحمام لعائلة الحماميّات (بالإنجليزيّة: Columbidae)، وهي طيور تنتشر في معظم المناطق حول العالم، وتتركّز في أمريكا الجنوبيّة، وأستراليا، وجزر المحيط الهادئ. ويعدّ الحمام طيوراً مخروطيّة الشكل، يتراوح طولها بين 15-75سم، ويبلغ وزنها 30-2000 غراماً، ولها جلود ناعمة، وأرجل قصيرة، ورؤوس صغيرة بمناقير. وتمتلك القدرة على الطيران بشكل ممتاز نظراً لاحتواء أجسادها على 44% من العضلات التي تساعد على الطيران. يعيش الحمام منفرداً أو في جماعات تتنقّل كأسراب، ويتخذ من الأعشاش التي يبنيها منازلاً، ويعتمد في غذائه على الفاكهة والحبوب.[١]
ينقسم الحمام لأنواع كبيرة الحجم هي التي يطلق عليها الحمام (بالإنجليزيّة: Pigeons)، والحمام الصغير الذي يسمّى حمائم (بالإنجليزيّة:doves). وقد صنّف العلماء أنواع الحمام إلى 5 فصائل فرعيّة، منها 42 طرازاً، و308 نوعاً. وفيما يلي أهمّ التصنيفات الرئيسيّة للحمام.[١]
الحمام النموذجيّ (بالإنجليزيّة: The Columbinae) وهي فصيلة تُعرف أيضاً بحمامة صخرة العالم القديم، إذ ينتمي لهذا النوع حوالي 175 نوعاً، و30 جنساً. ويعود أغلب الحمام في هذه العائلة إلى الحمام الجبلي (بالإنجليزية: Columba livia) وقد دُجّنَ هذا النوع وعملَ الإنسان على تربيته منذ 3000 سنة ق.م، وهو يمتلك ريشاً باللّون الرماديّ، أو الأسود، أو البنيّ، وبعضها يمتلك بقعاً قزحيّة اللّون. عادةً ما يتنقّل هذا الصنف بجماعات، وهي منتشرة في المناطق المعتدلة والاستوائيّة، وبعضها يتغذّى على الحبوب الأرضيّة، والبعض الآخر يتغذّى على الأشجار.[٢] ومن أهمّ أنواع الحمام الذي ينتمي لهذا الصنف:[٢][٣]
أحد أقدم أنواع الحمام هو الحمام الدراج (بالإنجليزيّة: Pheasant Pigeons) وهو حمام بحجم الدجاجة، ومنتشر في منطقة غينا.[٢] ومن أهمّ أنواع الحمام الدراج:
يطلق على الحمام الذي يتغذّى على الفواكة اسم حمام الفاكهة واسمه العلميّ The Treroninae، وهو طيور تمتلك ريشاً ناعماً بألوانٍ زاهية كالأحمر والأصفر، ولكن يغلب عليه اللّون الأخضر، وسيقانها قصيرة. ومن أهمّ أنواعها: الحمام الممتلئ الإمبراطوريّ (بالإنجليزيّة: The Heavyset Imperial Pigeons)، والحمام الصغير الملّون، والحمام الأزرق (بالإنجليزيّة: Alectroenas)، والحمام الأزرق الداكن ذا العرف الأحمر، والحمام الأخضر قرمزيّ الأقدام (بالإنجليزيّة:Treron).[٢]
وجدَ في غينيا الجديدة ثلاثة أنواع من الحمام ضمّت معاً لتشكّل نوعاً يسمّى الحمام المتوّج (بالإنجليزيّة: The Gourinae)، وهذه الأنواع هي الأكبر حجماً، إذ يقارب حجمها من حجم الديك الروميّ، وهي زرقاء رماديّة وتمتلك عرفاً يشبه المروحة.[٢]
اتخذَ الإنسان الحمام كحيوانٍ أليف فعملَ على تربيته وتدجينه، فللحمام أهميّة اقتصاديّة إذ تستغل لحومه للتغذية، وهو لا يحتاج لجهد في تربيته بسبب طيرانه الطويل، ولا يشغل مساحةً كبيرةً في مساكنه. وحتى تنجح تربية الحمام يجب أن يراعى اختيار حمام ذي حجم كبير، وأن ينتج زغاليل بحجم يتراوح بين 700-800 غم، فعند تربية الحمام لا بدّ من التمييز بين نوعين رئيسيين هما:[٨]
ويتغدّى الحمام بشكلٍ رئيسيّ على الحبوب كالذرة الصفراءِ، والقمحِ، والفولِ، والكرسنة، والشعير، وهو يتناول الغذاء مرتين في الصباح والمساء بمقدارِ 60-70غم يوميّاً. أمّا المساكن التي يمكن أن يربى بها الحمام فقد تكون أقفاصاً خشبيّة أو معدنيّة يعتمد عليها هواة مربيّ الحمام، والبيوت ذات الحظائر المغطّاة تكون مجموعةً من الأقفاصِ مرتبةً في بيوتٍ ملحقةٍ بأفنية مغطاةٍ بشبك بارتفاع 2م، ومساحة 10متر مربّع لتتسع لمئة زوج من الحمام. أمّا النظام الثالث لبيوت الحمام فهو نظام الأبراج، الذي يبنى من الطين أو الإسمنت بارتفاع 2-3م، وفيه مجموعة من الفتحات للتهوية.[٨]
استخدمَ الحمام قديماً في العديد من الأغراض الإنسانيّة، فقد استغلّت قدرته على الطيران لنقل الرسائل بسرعةٍ بين النّاس، لأنّه يمتلكُ مجموعةً من الخلايا العصبيّة التي تساعده على تحديد اتجاهه وارتفاعه اعتماداً على الحقول المغناطيسيّة للأرض.[٢] وقد استخدمَ لنقلِ الرسائل خاصةً في فترات الحروب، ومن السفنِ إلى اليابسة، كما كان يستخدم لتوصيل الرسائل للمجموعات السريّة، إذ كانَ يشكّل شبكة تواصلٍ بينهم دونَ لفتِ الانتباه. أمّا في وقتنا الحاليّ فيربّى الحمام لاستغلالِ لحمومه، ولأغراضٍ ترفيهةٍ كسباق الطيورِ والمعارض.[٩]