مقال عن وصف الجنة ونعيمها
الجنة
بعد زوال همهوم الدّنيا وتعبها وقدوم يوم القيامة يبشّر الله تعالى المؤمنين والشّهداء والصّالحين بدخول الجنة التّي لا يصفها كلام ويحلم الجَميع بدخولها، فقد جاءت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشّريفة التّي تدلّ على نعيم الجنة ووصفها، لذلك سنذكر في هذا المقال بعض الوصف للجنة ونعيمها.
وصف الجنة ونعيمها
درجات الجنة وغرفها
تنقسم الجنةُ إلى عدّة درجات وغرف؛ فأعلاها هي الفردوس الأعلى والتّي تقع تحت عرش الرّحمن مباشرةً وتخرج منها العديد من الأنهار؛ وهي: نهر اللبن، ونهر العسل، ونهر الماء، ونهر الخمر، فيمكث في هذه الدّرجة الرّسول صلى الله عليه وسلم ومن شفع له الرّسول، وتقع تحت الفردوس العديد من الغرف المليئةِ بالجواهر والدّرر، وتجري من تحتها أنهار الجنة، ويرى بها النّاس الكواكب والنّجوم، ويمكث في هذه الغرفة الأنبياء والشّهداء في سبيل الله، والصّابرين على مصائب الحياة، ومن كانوا مُبتلين وحمدوا الله، ومن تكلّم دائماً في الطّيب وأطعم الطّعام، ومن قام الليل والنّاس نيام، وتقع تحتها العديد من الدّرجات والغرف التّي يوجد بها باقي العباد، وأدنى درجةٍ هي درجةٌ يمتلك أصحابها ملكاً لم يملكهُ أحد في الأرض.
أنهار الجنة
في الجنة الكثير من العيون والأنهار الرّائعة والتّي تخرج من الفردوس الأعلى، وجاء ذكرها في القرآن الكريم؛ كنهر الكوثر الذّي يسقي منه الرّسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين، فلا يظمؤون ولا يشعرون بالعطش بعد الشّرب منه، ولقد سمّيت إحدى سور القرآن باسمه، وذكر أن حافتاه من اللؤلؤ والتّراب من المسك وبياضه أشدُّ من بياض الثّلج وطعمه أحلى من السّكر، والآنية التّي يشرب منها مُصنعةٌ من الذّهب والفضة، كما يوجد نهر البيدخ، فيدخل به الشّهداء ويَخرجون منه ضوؤهم كضوء القمر؛ وقد ذهب عنهم أيّ دم أو أذى، وتوجد العديد من العيون أيضاً؛ كعين البارق، وعين السّلسبيل، وعين مزاجها الكافور.
أشجار الجنة
وصفت أشجار الجنّة من نمو سيقانها من الذّهب، وقد ذكرت بعض أشجار الجنة في بعض آيات القرآن الكريم؛ كشجرة سدرة المنتهى وهي من أكبر أشجار الجنة، تقع تحت عرش الرّحمن يجلس حولها العديد من الملائكة، وسيّدنا إبراهيم ومعه العديد من الأطفال الذّين توفوا في صغرهم؛ حيث يرعاهم، وتوجد بها جميع أنواع الفاكهة اللذّيذة، ولا يوجد منها في الدّنيا، فقال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الذّينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الذّي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالدّونَ) [البقرة: 25]، وجاء ذكر بعض الثّمار الموجودةِ في الجنة كالتّين والعنب والرّمان والسّدر والبلح، وتوجد شجرةٌ أخرى تسمى بشجرة الطّوبى والتّي قال عنها الرّسول صلى الله عليه وسلم أنها شجرةٌ تشبه كثيراً شجرة الجوز، وحجمها كبير جداً، وكل ثمرةٍ منها يوجد بها سبعون لوناً من السّندس والاستبرق لم يُر مثيلاً لها.