مقالة عن نصرة الرسول طب 21 الشاملة

مقالة عن نصرة الرسول طب 21 الشاملة

الرسول صلى الله عليه وسلم

يُعرّف الرسول على أنّه المرسل من الله -تعالى- بشرع يعمل به ويُبلغه،[1] وقد بعث الله -تعالى- في كل أمةٍ رسولاً يدعوهم لتوحيده ونبذ الشرك في عبادته، مصداقاً لقوله عزّ وجلّ: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)،[2] وكان محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، حيث قال تعالى: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)،[3] حيث وُلد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي في مكة المكرمة، وكانت ولادته في عام الفيل، وقد توفي والده عبد الله وكانت أمه آمنة بنت وهب حامل به، فوُلد يتيماً، ولمّا بلغ السادسة من العمر تُوفيت أمه، فعاش في كفالة جده عبد المطلب إلى أن توفي، فانتقل إلى رعاية عمه أبو طالب الذي رعاه وأحسن إليه.[4]

نشأ محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة وعمل في طفولته برعي الأغنام، وفي مرحلة الشباب كان يُعرف بالصدق والأمانة، وخرج إلى الشام متاجراً بأموال خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ولمّا بلغ الخامسة والعشرين من العمر تزّوجها ولم يتزوج غيرها إلى أن تُوفيت، وعلى الرغم من انتشار الشرك، وعبادة الأصنام، والفساد، والظلم في ذلك العصر، إلا أنّ الله -تعالى- قد عصم رسوله من دنس الجاهلية، فقد كان يعتزل في غار حراء ليتفكر في الخلق، فاصطفاه الله تعالى، وأنزل عليه الوحي هناك، وكان أول ما نزّل قول الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).[5][4]

نصرة رسول الله

يُعدّ العدوان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أعظم المنكرات على الإطلاق، ولذلك فإنّ نصرته -عليه الصلاة والسلام- واجبةٌ على المسلمين كافة، كلٌ بحسب استطاعته، وأعلاها الإنكار باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (من رأى منكم مُنكراً فليُغَيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبِقلْبه، وذلك أضعف الإيمانِ)،[6] وفي الحقيقة أنّ نصرة النبي -عليه الصلاة والسلام- فرض على الكفاية، بحيث إذا قام بها بعض المسلمين سقط الوجوب عن الآخرين، ومن الأدلة على وجوب نصرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ الله -تعالى- علّق فلاح العبد بنصرة نبيه عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)،[7] وبذلك يُعدّ المتخاذل عن نصرته من الخاسرين، فقد قال تعالى: (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ)،[8] ونصرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- من نصرة الله تعالى.[9]

تعدّ شهادة أنّ محمداً رسول الله الشطر الثاني من ركن الإسلام العظيم وهو الشهادتان، ومن مقتضيات هذه الشهادة تصديق الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما أخبر عنه، وطاعته فيما أمر، ومحبته أكثر من النّفس والمال والولد، ويمكن بيان بعض وسائل نصرة النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما يأتي:[10]

نصرة الصحابة للرسول

ضرب الصحابة -رضي الله عنهم- أروع الأمثلة في حبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونصرته، فعندما سُئل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن محبة الصحابة -رضي الله عنهم- للنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا، وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ"، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض المواقف التي تدل على عظم محبتهم ونصرتهم للنبي عليه الصلاة والسلام:[11]

المراجع

  1. ↑ "تعريف و معنى الرسول في قاموس المعجم الوسيط "، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2109. بتصرّف.
  2. ↑ سورة النحل، آية: 36.
  3. ↑ سورة الأحزاب، آية: 40.
  4. ^ أ ب محمد التويجري، "نبذة يسيرة في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2019. بتصرّف.
  5. ↑ سورة العلق، آية: 1-5.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 49، صحيح.
  7. ↑ سورة الأعراف، آية: 157.
  8. ↑ سورة محمد، آية: 7.
  9. ↑ أ. د.عبد الله الطيار (13-2-2010)، "نصرة الحبيب -صلى الله عليه وسلم-"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2019. بتصرّف.
  10. ↑ "وسائل نصرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-"، www.islamstory.com، 2006/05/01، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2019. بتصرّف.
  11. ↑ "صور من حب الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم-"، www.articles.islamweb.net، 05/03/2013، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2019. بتصرّف.
  12. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم، الصفحة أو الرقم: 2731، صحيح.
  13. ↑ سورة غافر، آية: 28.
  14. ↑ "صور من محبة الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم-"، www.ar.islamway.net، 2012-09-26، اطّلع عليه بتاريخ 11-3-2019. بتصرّف.