-

موضوع تعبير عن شجرة الزيتون

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

شجرة الزيتون

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل في سورة التين (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)، فيا له من تشريفٍ عظيمٍ، أن يقسم الله تعالى بشجرة الزيتون، فشجرة الزيتون، شجرةٌ مباركةٌ، ومعروفةُ منذ آلاف السنين، وهي شجرةٌ مفيدةٌ جداً، تفرد ظلالها في كل وقتٍ وحين، وتبهر النظر بأوراقها دائمة الخضرة ومنظرها المبهج، كما أنها تمنحنا ألذّ الثمار وأطيبها، وتعطينا زيتاً، وخشباً، وحتى أوراقها تمنح الشفاء للعديد من الأمراض، ففي شجرة الزيتون أسرارٌ كثيرةٌ، لا يمكن لأحدٍ أن يدركها جميعاً، لأنّها من شجر الجنة.

من محاسن هذه الشجرة المباركة أنّها تجمع الأهل والجيران والأحباب في طقوسٍ رائعةٍ لقطف الزيتون، حيث يعتبر قطف ثمار الزيتون موسماً له في الموروث الشعبيّ الكثير من الحكايات والقصص الجميلة والذّكريات، التي يرويها الكبار والصغار، فشجرة الزيتون من أقدم الأشجار المعروفة، وهي شجرة معمرة تعيش آلاف السنين، وتظلّ تعطي مهما طال بها العمر.

ليس أجمل من منظر ثمار الزيتون المعلّقة على الشجرة، سواء كانت ثمار زيتونٍ خضراء يانعةٍ أم ثماراً سوداء مبهجة للنفس، ففي كل ثمرةٍ خيرٌ وفير، وتعتبر من أكثر الأشياء التي تضفي على الطعام لذةً إضافيةً، كما أن زيت الزيتون يعتبر أجود أنواع الزيوت على الإطلاق وأكثرها فائدةً، وهو خالٍ تماماً من أية دهونٍ أو كولسترول على عكس كل الزيوت، فإن زيت الزيتون مفيدٌ للقب والجسم كله، كيف لا، وهو أصله من شجرةٍ مباركةٍ، تضرب جذورها بعمقٍ وأصالةٍ في الأرض؟!

على الرغم من كل ما تقدمه شجرة الزيتون من خيرٍ وفيرٍ لنا، إلا أنها لا تحتاج منا إلى عنايةٍ ورعايةٍ كبيرتين كباقي الأشجار، فهي شجرةٌ تتفانى في العطاء دون مقابل، كأنها أمٌ حنونٌ في عطائها، تمد يدها إلى جميع من حولها، وتغدق عليهم بخيراتها وبركتها، وهي بكل أشكالها وأحجامها وأنواعها، تعتبر من أعاجيب الشجر، ليس فقط لأنها مباركة، بل لأن كل جزءٍ فيها مفيد.

يجب علينا جميعاً أن نكثر من زراعة شجرة الزيتون، وألا نقتلعها أبداً من جذورها، فشجرةٌ كهذه تصلح أن تزين جميع حدائقنا بسحرها وجمالها وظلالها وخضرتها اليانعة التي لا تزول، ونحن على جميع الأحوال الطرف الفائز بكل خيراتها وثمارها، بالإضافة للأجر العظيم من الله تعالى فمن يزرع شجرةً كتب الله تعالى له بها الحسنات الكثيرة، وليس أجمل من شجرةٍ يمتد عمرها لآلاف السنوات ولا تهرم أبداً، بل تظلّ تعطي وكأنها في أوج شبابها، ولا تخلع عنها ثوبها الأخضر أبداً.