-

تعبير عن فوائد العلم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العِلم

يمكن تعريف العِلم بأنَّه: مجموعة المبادئ، والقواعد، والمعارف العِلميّة المُتراكمة، والتي تشرح العديد من الظواهر، والعلاقات القائمة فيما بينها، وهو مصدرٌ لكلّ نوع من أنواع المعارف، والتطبيقات العِلميّة عليها، كما أنَّ العِلم يدلُّ على الحقائق، والنظريّات، والوقائع، والمعلومات التي تحتويها المُؤلَّفات العلميّة، ويُعرَّف العِلم أيضاً بأنَّه: مجموع المَسائل، والأُصول الكُليّة التي تتعلَّق بظاهرة مُعيَّنة، أو موضوع مُحدَّد، حيث تُعالَج هذه المسائل بمنهَجٍ مُعيّن؛ ليتمّ ضَبْط نظريّاتها، وقوانينها.[1]

فوائد العِلم

يُعتبَر العِلم ذا أهمّية كبيرة للأفراد، والمُجتمعات، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض جوانب هذه الأهمّية:[2]

فوائد العِلم في الحياة اليوميّة

للعلم أهمّية بالغة في حياة البشر، والنقاط الآتية تُوضِّح ذلك:[2]

  • سَاهم العِلم الحديث في تغيير أُسلوب الحياة الإنسانيّة، من خلال ابتكار العُلماء، وأصحاب العِلم للعديد من الاختراعات، والتقنيات العلميّة الحديثة، كالأقمار الصناعيّة، والحواسيب الآليّة، والسيّارات، والطائرات، والتلفاز، حيث سَاهمت هذه التقنيات، وغيرها من الاختراعات في جَعْل أُسلوب الحياة أكثر سهولة، ومرونة، فعلى سبيل المثال، يُمكن الانتقال عبر الحدود الجغرافيّة، والدُّول بسرعة فائقة، ووقت محدود، باستخدام الطائرة.
  • سَاعد العِلم بشكل كبير على ظهور مصادر مُهمّة للطاقة؛ حيث أجرى عُلماء الفيزياء مثلاً العديد من الأبحاث العِلميّة على الذرَّة، وقد تمكَّنوا من تطوير الطاقة النوويّة.
  • أدَّى العِلم إلى تطوُّر إنتاج المحاصيل الزراعيّة، وتنميتها، وذلك من خلال وصُول العُلماء إلى أنواع جديدة من النباتات التي تتناسَب مع الظروف المُحيطة بها، بالإضافة إلى ابتكار أنواع مُتطوِّرة من الأسمدة.
  • سَاهم العِلم في اختراع عقاقير مُتطوِّرة، ومُضادّات حيويّة للعديد من الأمراض المُعدِية، بالإضافة إلى تطوير تقنيات جراحيّة حديثة، وابتكار أجهزة، وآلات حديثة تُؤدِّي وظائف أعضاء الجسم البشريّ، كالكلية، والقلب، والرِّئة، وذلك من خلال دراسة العُلماء لعِلم التشريح، وعِلم وظائف الأعضاء.

فوائد العِلم في الفِكر الفلسفيّ

يُمكن تلخيص أهمّية العِلم في الفِكر الفلسفيّ في عدَّة نقاط، من أهمّها:[2]

  • أدَّى العِلم إلى تغيير الطريقة التي ينظر فيها البشر إلى أنفُسهم، وإلى العالَم من حولهم؛ حيث كان الناس في العُصور القديمة يعتقدون بأنَّ مُختلف الأحداث الطبيعيّة، والظواهر التي تحدُث من حولهم، هي نتيجة تأثير الأرواح، كاعتقادهم بأنَّ الأرواح الشريرة هي التي تُسبِّب الأمراض، ومع مُرور الوقت، بدأ الإغريق باستخدام التعليل، والمُشاهدات؛ لتحليل ما يُلاحظونه من ظواهر طبيعيّة، ومع تطوُّر الفِكر العلميّ بشكلٍ تدريجيّ، بدأت الاعتقادات بأنَّ الأرواح هي المُسبِّبة للأحداث الطبيعيّة تتلاشى، وتتضاءل تدريجيّاً، وبدأ الناس بالنظر إلى العِلم على أنَّه أداة يُمكن من خلالها فَهْم الطبيعة، والسيطرة عليها.
  • سَاهم العِلم، والاكتشافات العِلميّة المُختلفة في تطوير الفِكر الفلسفيّ فيما يَخصُّ طبيعة الإنسان، ومَوقعه في الكون الذي يعيش فيه، ومثال ذلك: اعتقد الفلكيّ البولنديّ (نيكولاس كوبرنيكوس) في القرن السادس عشر الميلاديّ أنَّ كافَّة الكواكب، ومن بينها الأرض، تدور حول الشمس، وقد أثبتت هذه النظريّة صحّتها، على الرغم من أنّ الفلاسفة، ورجال الدين اعترضوا عليها، وحاولوا إنكار صحّتها؛ لأنَّهم اعتقدوا لفترة طويلة أنَّ الأرض، والبشر لهم أهمّية خاصَّة؛ ولذلك ففهم يعتقدون بأنَّ الشمس، وكافَّة الكواكب، والنجوم تدور حول الأرض، إلّا أنَّ العِلم أثبت لهم عكس ذلك.
  • أدَّى العِلم، والنظريّات العِلميّة إلى تغيير وجهات النظر الفلسفيّة حول طبيعة الواقع، ومدى مقدرة البشر على مُراقبة هذا الواقع بدقَّة، ومثال ذلك، أنّ الفيزيائيّ الألمانيّ (ألبرت أينشتاين) درس العِلم، وتوصَّل إلى النظريّة النسبيّة التي غيّرت -إلى حدٍّ كبير- العديد من الأفكار، والمُعتقدات التي تتعلَّق بالمكان، والزمان، والكُتلة، والحركة، وغيرها من الأفكار الخاطئة، والتي صحَّحتها النظريّات العِلميّة، والعِلم.

فوائد العِلم للداعية

يُمكن تلخيص أهمّية العِلم للداعية في عدَّة نقاط، من أهمّها:[3]

  • يُعتبَر العِلم من أهمّ مُقوِّمات الداعية الناجح، حيث لا تتحقَّق الحِكمة لديه إلّا بتوفُّر العِلم الكافي؛ ولذلك أمر الله تعالى بطلب العِلم قَبل القول، والعمل.
  • يُعتبَر العِلم شرطاً أساسيّاً لصحَّة القول، والعمل؛ فهو مُتقدِّم عليهما، وهو المُصحِّح للنيّة التي بدورها تُصحِّح العمل، وتَجدُر الإشارة إلى أنَّ العِلم المقصود به هنا هو: العِلم النافع الذي فيه منفعةٌ للعباد، والأجر، والثواب من الله تعالى، والعِلم في الأمور الدُّنيويّة، كالحساب، والطبّ، والتجارة، والفلاحة.
  • يُعَدُّ العِلم الشرعيّ أمراً مُهمّاً لاستقامة الداعية إلى الله، والتمتُّع بالحكمة، عِلماً بأنَّ الهدف من دعوته لا يتحقَّق إلّا بمُلازَمة العِلم له طوال الوقت.
  • يَسمح العِلم الصحيح، والنافع للداعية إلى الله بدعوة الناس على بَصيرة، وبأسلوب بعيد عن الترهيب، والتنفير.

فَضْل العِلم

للعلم فضائل كثيرة، من أهمّها ما يلي:[4]

  • العِلم هو الأصل الذي يُعرَف به الهُدى من الضلال؛ فمن خلال العِلم يستطيع العبد أن يتعرَّف على أسباب رضوان الله تعالى، وثوابه العظيم في الحياة الدنيا، والآخرة، ومَعرفة الأفعال التي تُنجيه من سَخط الله تعالى.
  • العِلم هو الأساس لكلّ العبادات؛ فامتلاك العبد للعِلم الكافي سيُمكّنه من أداء العبادات على أكمل وجه، بحيث تكون خالصة لوجه الله تعالى.
  • العِلم يُعرِّف العبد بما يدفع به كيد الشيطان، وكيد الأعداء، والحاقدين، ويُعرِّفه أيضاً بما ينجو به من الفِتَن، كما يُعرِّف الأُمَّة بسبيل رِفعتها، وعِزَّتها، والسبيل الذي تنجو به من مَكر الأعداء.
  • العِلم، والعلماء يحظون بمحبَّة الله تعالى؛ فقد رَفع الله شأن العُلماء، وأثنى عليهم.
  • العِلم يُعرِّف العبد بخالقه، وأسمائه الحُسنى، وأحكامه، وصِفاته، وأثر هذه الصِّفات في الخَلق، ومن الجدير بالذكر أنَّ مَعرِفة الله تعالى لا تتحقَّق إلّا بالعِلم النافع، وهذه المَعرِفة هي من أعزّ المَعارِف، وأعظمها، وأعلاها.
  • العِلم يدلُّ صاحبه على مَحاسن الآداب، وشريف الخِصال، وآثارها، وفَضلِها، ويُجنِّبه الخِصال القبيحة، والسيِّئة؛ لما تَعلَّمه من قُبْح عاقبتها، وسُوء آثارها.
  • العِلم من أفضل القُربات إلى الله تعالى؛ فهو من الأجور العظيمة، والفضائل الجليلة عند الله تعالى.

المراجع

  1. ↑ محمد الباقر حاج يعقوب، التصور الإسلامي للعلم وأثره في إدارة المعرفة ، صفحة 4. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 368، جزء السادس عشر. بتصرّف.
  3. ↑ د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، مقومات الداعية الناجح، صفحة 11-13. بتصرّف.
  4. ↑ عبد العزيز بن داخل المطيري، بيان فضل طلب العلم، صفحة 9،10. بتصرّف.