-

تاريخ لبنان القديم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

لبنان في العهد الفينيقيّ

هاجرَ الفينيقيّون قديماً من أراضي الجزيرة العربيّة، وسكنوا في الأراضي السوريّة الساحليّة، وأسّسوا فيها عدّةَ ممالك صغيرة امتدَّت من الشمال إلى الجنوب، ومنها: طرابلس، وبيروت، وأوغريت، وصيدا، وصور، وجبيل، وأرواد، وممّا يجدر ذكرُه أنّ هذه الممالكَ الفينيقيّة شَهِدت طوالَ تاريخها على حُكم إمبراطوريّات مختلفة، ودُول كُبرى؛ فهي لم تكن مُستقِلّةً، أو خاضعةً لحُكم ذاتيّ، علماً بأّن السكّان الفينيقيّين برعوا في مجال التجارة، وتبادُل البضائع مع الشعوب القريبة، والبعيدة؛ إذ وصلت سُفُنهم التجاريّة إلى مناطق البحر الأبيض المُتوسِّط، ومنها: تونس، وسوريا، وفلسطين، وإيطاليا، واليونان، والأناضول، وفرنسا، حيث تمكَّن الفينيقيّون بذلك من وضع بصمة لهم في كلِّ منطقة سكنوا فيها، أو انتقلوا إليها بقصَد التجارة، وممّا لا بُدّ من التطرُّق إليه أنّهم أثبتوا مدى انفتاحِهم، وتفوُّقِهم على مختلف حضارات عَصْرهم.[1]

لبنان في عهد الرومان والبيزنطيّين

دامَ حُكمُ الفينيقيين للأراضي اللبنانيّة حتى العام الرابع والستّين قَبل الميلاد؛ حيثُ تمكّن الرُّومان من غزو الممالك الفينيقيّة الصغيرة، وضَمِّها لتكون جزءاً من الإمبراطوريّة الرومانيّة دون طرد الفينيقيّين منها، حيث تمّ الإبقاء على سُكّان صُور، وصيدا، وبيبلوس كمواطنين رومانيّين، وقد شهدت لبنان خلال حُكم الرُّومان تطوُّراً كبيراً في المجال التجاريّ؛ إذ توسّع الفينيقيّون في تصدير البضائع، مثل: النبيذ، والمجوهرات، وخشب الأَرْز، والعطور، أمّا الرُّومان فقد اهتمّوا بالجانب العُمرانيّ؛ فأنشأوا المعابدَ، مثل: معبد بعلبك، والحمّامات العامّة، والهياكل، والمدارس، مثل دار الحقوق في بيروت.[2]

وبعدَ حُكم الرُّومان أصبحت لبنانُ جزءاً من الدولة البيزنطيّة، واستمرَّت في تطوُّرها، وازدهارها الذي كانت عليه سابقاً، وبَقِيت على ذلك حتى ضَربَ المنطقةَ زلزال مُدمِّرٌ أدّى إلى مقتلِ نحو ثلاثين ألفَ شخص، وتدميرِ مُعظم المَعالِم البارزة في تلك الفترة، كما تدهورت الأوضاعُ السياسيّة في المنطقة خلالَ العهد البيزنطيّ؛ فتناحرَ الملوكُ، والرُّهبان المسيحيّون فيما بينهم، ولجأ الموارنةُ المسيحيّون إلى مُرتفعات جبل لبنان، وبنوا فيها الأديرةَ، كما عاش المرَدةُ المسيحيّون في الأراضي اللبنانيّة، واتَّخذوها حِصناً لهم.[2]

لبنان في العهد العُثمانيّ

خضعت منطقةُ بلاد الشام في عام 1512م لسيطرة القُوّات العُثمانيّة بقيادة السُّلطان العُثمانيّ سليم الأوّل، حيث تمكَّنت من ضمِّ لبنانَ إلى إمبراطوريّتها في عام 1516م بعد هزيمة مماليك مصر، كما خضعت كُلٌّ من حلبَ، وصيدا، ووسطِ دمشقَ لسيطرة الدولة العُثمانيّة، في حين كانت مناطقُ وادي البِقاع، وسهلِ لبنانَ الساحليّ تُدارُ مباشرة من القسطنطينيّة (إسطنبول حاليّاً)، علماً بأنّ جبل لبنانَ حَظِي بنوعٍ من الاستقلال، ومن الجدير بالذكر أنّه خلالَ القرن التاسع عشر شَهِدت المنطقةُ حالةً من التغيير الاجتماعيّ، والأزَمات السياسيّة، ممّا مَهَّد الطريقَ لضَعف السُّلطة العُثمانيّة، وزيادة التدخُّلات الأجنبيّة في الشؤون السياسيّة للمنطقة.[3]

فيديو القارب الأول واللون الأرجواني

ما الرابط العجيب بين اللون الأرجواني والفينيقيين؟  :

المراجع

  1. ↑ دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 85، جزء الحادي والعشرون. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "تاريخ لبنان"، www.ministryinfo.gov.lb، اطّلع عليه بتاريخ 26-1-2019. بتصرّف.
  3. ↑ "Lebanon", www.britannica.com, Retrieved 26-1-2019. Edited.