-

ذكرى وفاة النبي محمد

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

وفاة محمد صلى الله عليه وسلم

من أصعب الأيّام التي مرّت على المسلمين اليوم الذي توفّي فيه النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام، فقد اعتاد الصّحابة على وجود النّبي الكريم بين ظهرانيهم يعلّمهم الكتاب والحكمة، ويرشدهم إلى ما فيه خيرهم في الدّنيا والآخرة، ويتلوا عليهم آيات الله التي تتنزّل عليه آناء الليل والنّهار، كما أحبّ الصّحابة النّبي الكريم حبًّا عظيمًا جعلهم يفتدونه بأنفسهم ويبتدرون فضل وضوئه، ونخامته وعرقه الشّريف يتبرّكون بها، ولقد عبّر الصّحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عن هذا اليوم بقوله (ما رأينا من يومٍ هو أشدّ وأظلم من يوم توفّي فيه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام) فمتى حدثت وفاة النّبي عليه الصّلاة والسّلام على التّعيين؟ وما هو ردّ فعل الصحابة اتجاه هذا الحدث الجلل، وتلك المصيبة العظمى؟

تاريخ وفاة النّبي عليه الصّلاة والسّلام

توفّي النّبي عليه الصّلاة والسّلام في يوم الثّاني عشر من شهر ربيع الأول من السّنة الحادية عشر للهجرة، الموافق لسنة 632 للميلاد، فيكون عمره عليه الصّلاة والسّلام حين وفاته ثلاثاً وستين سنة.

مرض النبي الذي توفّي به

كان ابتداء مرض النّبي عليه الصّلاة والسّلام قبل أن تدركه المنيّة بعشرة أيام أو ثلاثة عشر يومًا أي مطلع شهر ربيع الأول، ففي أحد الأيّام وبينما كان النّبي الكريم قافلاً مع أصحابه من البقيع حيث تمّ دفن أحد المسلمين بدأت علامات المرض مع رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، وقد كان يدور بين نسائه يلتمس يوم عائشة حتّى أذنت له نساؤه أن يُمرَّض في بيتها، وقد غلب الوجع على رسول الله حتّى كان لا يستطيع الصّلاة بالنّاس، فأمر أبا بكر الصّديق رضي الله عنه أن يصلّي بالنّاس.

يوم وفاة النّبي عليه الصّلاة والسّلام

وفي فجر يوم الإثنين الثّاني عشر من ربيع الأول وتحديدًا في صلاة الفجر كشف النّبي عليه الصّلاة والسّلام ستر حجرة السّيدة عائشة فنظر إلى صفوف المسلمين في الصّلاة فتبسّم وأشار عليهم أن يمضوا في صلاتهم وأرخى ستر الحجرة الشّريفة، وفي هذا اليوم وعندما اشتدّ الضّحى بدأت اللحّظات الأخيرة في حياة النّبي عليه الصّلاة والسّلام حيث فارقت روحه الشّريفة جسده الطاهر ولسانه يردّد: (اللّهم الرّفيق الأعلى).

موقف المسلمين من وفاة النّبي الكريم

وقد قابل المسلمون خبر وفاة النّبي عليه الصّلاة والسّلام بكثيرٍ من الصّدمة، فبعض الصّحابة لم يتمالك نفسه وخارت قواه، وبعضهم لم يصدّق الخبر كالفاروق عمر رضي الله عنه الذي أنكر ذلك، وبحكمة الشيّخ الجليل والرّجل المؤمن الحكيم بدّد الصدّيق أبو بكر تلك المشاعر التّائهة الحائرة بخطبةٍ بليغة حينما تلى على المسلمين آيات القرآن الكريم التي تبيّن أنّ النّبي محمّد ما هو إلاّ رسول مثل ما سبقه من الرّسل، تجري عليه سنن الله تعالى في البشر ومنها الموت، وأنّ من كان يعبد محمّداً فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيٌّ لا يموت.