-

ذكرى وفاة الرسول

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

لم يمر على المسلمين يوم هو أشدّ وأظلم وأقسى من اليوم الذي تُوفّي فيه نبيهم محمّد عليه الصّلاة والسّلام، فقد بقي النّبي الكريم ثلاثاً وعشرين سنة بعد البعثة النّبويّة يدعو إلى دين الإسلام، وينشر رسالة الشّرع الحكيم، ويعلّم المسلمين الكتاب والحكمة حتّى احتلت حياته الشّريفة في قلوب المسلمين مكانةً عظيمةً؛ فكانوا لا يتصوّرون أن يأتيَ يومٌ يفقدون فيه أجمل وأعظم رجل عرفه تاريخ البشريّة، فمتى كانت وفاة النّبي عليه الصّلاة والسّلام؟ وما هي أبرز المحطّات التي سبقت انتقال روحه الشّريفة إلى الرّفيق الأعلى؟

وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

ابتدأ الوجع مع النّبي عليه الصّلاة والسّلام حينما قفل راجعًا من دفن أحد أصحابه في البقيع، وقد كان ذلك في مطلع شهر ربيع الأول من السّنّة الحادية عشر للهجرة، وقد استأذن النّبي الكريم نساءه أن يمرض في بيت السّيدة عائشة رضي الله عنها فأذنّ له، وقد كانت حجرتها الشّريفة تطلّ على المسجد النّبوي، وبعد أن كان النّبي يصلّي بالنّاس غلبه الوجع فلم يستطع القيام، فوكّل أبا بكر كي يصلّي بالنّاس، وقد استمر الوجع والألم بالنّبي الكريم ما يقارب ثلاثة عشر يومًا؛ حيث كان آخر أيّامه يوم الإثنين الثّاني عشر من شهر ربيع الأول في السّنة الحادية عشر للهجرة الموافق لسنة ستمئة واثنان وثلاثين للميلاد .

وصايا الرسول الكريم

لم يغب الوحي عن النّبي الكريم طيلة أيّام مرضه وحتى وفاته، وقد كان يوصي النّاس ويذكّرهم بأمور كثيرة، ومن بين الوصايا التي أمر النّبي المسلمين بها المحافظة على الصّلاة وملك اليمين، كما أوصى بإخراج المشركين من جزيرة العرب وإجازة الوفود بنحو ما كان يجيزهم عليه الصّلاة والسّلام، وأراد بذلك أن يذكّر المسلمين بحرمة اتخاذ قبره بعد موته مسجدًا، كما أوصى عليه الصّلاة والسّلام بالأنصار وأن يتجاوز المسلمون عن مُسيئهم ويعفون عن مُخطئهم، وقد همّ يومًا حينما غلبه الوجع أن يكتب كتابًا للأمّة لا تفترق بعده أبدًا، وقد حال بينه وبين ذلك لغط النّاس واختلافهم حوله .

كيف تلقّى الصّحابة خبر وفاة الرسول

تلقّى المسلمون خبر وفاة النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام بكثيرٍ من الصّدمة فمنهم من هذى فلم يدرك عقله، ومنهم من بكى بكاءً شديدًا، ومنهم من هدّد من ينشر شائعة موت النّبي كعمر بن الخطّاب، وقد خطب أبو بكر في النّاس ليبيّن لهم أنّ رسول الله وإن كان خير البريّة وأشرفها إلا أنّه ميتٌ ومنتقل من هذه الحياة الدّنيا كما يموت النّاس، صلوات ربّي وسلامه عليه.