ترتيب علامات الساعة الكبرى
علامات السّاعة
جعل الله -سبحانه وتعالى- للسّاعة علاماتٍ تدلّ على قُرب حدوثها، ومنها علاماتٌ صُغرى حدثت، وأخرى لم تحدث، وعلاماتٌ كُبرى لم يحدث منها شيء، فأمّا علامات الساعة الكُبرى فهي كثيرةٌ ومتعدِّدة، وقد تكلّم عنها الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في مناسباتٍ كثيرةٍ، ونبَّه المسلمين إليها؛ حيث ورد عنه -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (بُعِثْتُ أنا والسَّاعةُ هكذا، وأشار بإِصبَعَيْهِ، قال: وكان قتادةُ يقولُ: كفَضْلِ إحداهُما على الأُخْرى)،[١] ويدلُّ ذلك على قُرب السّاعة وسرعة قدومها، وأنّ مبعث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إحدى علامات السّاعة الصُّغرى، وقد أشار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الكثير من علامات السّاعة الكبرى، التي ستُوضَّح في هذا المقال.
علامات السّاعة الواردة في القرآن الكريم
ورد ذِكر بعض علامات السّاعة في القرآن الكريم في العديد من المواضع والآيات، ومن تلك العلامات ما جاء ذِكرها على سبيل بيان حدوثها؛ حيث حصلت بالفعل في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وشهد عليها النّاس جميعاً، وذُكِر بعضها الآخر على أنّها ستحدث في المستقبل، ومن تلك العلامات التي ذُكِرت في القرآن الكريم ما يأتي:[٢]
- ظاهرة انشقاق القمر: قال تعالى في سورة القمر: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ*وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ)؛[٣] فقد قرن الله سبحانه وتعالى حادثة انشقاق القمر التي عايَنَها أهل قريش بقُرب قدوم يوم القيامة، وقد حدثت تلك العلامة حقاً؛ حيث انشقّ القمر في عهد المُصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- وشهد على تلك الحادثة أهل مكّة وغيرهم من النّاس.
- الدُّخان: حيث قال تعالى: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ*يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ).[٤]
- خروج دابّة من الأرض تتكلّم مع النّاس: وورد ذلك في قوله تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ).[٥]
- ظهور يأجوج ومأجوج: قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ).[٦]
ترتيب علامات السّاعة الكُبرى
اختلفت الرّوايات في ترتيب علامات السّاعة الكبرى، وفي أيّها تسبق الأخرى من حيث الظّهور على الرّغم من الإجماع على تلك العلامات تقريباً، وقيل: إنّ أولى علامات السّاعة ظهور الدجّال، ثمّ نزول عيسى عليه السّلام، ثمّ خروج يأجوج ومأجوج، ثمّ خروج دابّة من الأرض تُكلِّم النّاس، وتُميِّز الصّواب من الخطأ، والمؤمنَ من الكافر، ثمّ طلوع الشّمس من مغرِبها، وقيل: إنّ أولى علامات السّاعة ظهوراً الدُّخان، ثُمَّ خُرُوجُ الدَّجَّال، ثمَّ نُزول عيسَى -عَليه السَّلام- ثمَّ ظهور يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدابَّة، ثم طُلوع الشَّمس من مغربها.[٧]
ظهور الدجّال
ورد ذِكر كيفيّة ظهور الدجّال في العديد من المواضع في السنّة النبويّة الصّحيحة، ومن تلك النّصوص والأحاديث ما يأتي:
- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: ذُكِر الدجّال عند رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (لأَنا لِفِتنةِ بعضِكم أخْوفُ عندي من فِتنةِ الدَّجَّالِ، ولن ينجوَ أحدٌ ممَّا قبلَها إلَّا نجا منها، وما صُنِعت فِتنةٌ منذُ كانتِ الدُّنيا صغيرةً ولا كبيرةً إلَّا لفتنةِ الدَّجَّالِ).[٨]
- وعن أنس -رضي الله عنه- عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال:(ما بعث اللهُ من نبيٍّ إلا أنذر قومَه الأعورَ الكذّابَ، إنَّهُ أعورُ، وإنَّ ربَّكم ليس بأعورَ، مكتوبٌ بين عينيْهِ كافرٌ).[٩]
- وعن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يخرجُ الدجّالُ فيتوجَّه قِبَلَه رجلٌ من المؤمنينَ، فتلقَّاهُ المسالحُ مسالحُ الدجّالِ، فيقولونَ له: أين تعمدُ؟ فيقولُ أعمدُ إلى هذا الّذي خرجَ. قال: فيقولون له: أوَ مَا تُؤمِنُ بربِّنا؟ فيقولُ: ما بربِّنا خفاءٌ، فيقولون: اقْتلوه، فيقولُ: بعضُهم لبعضٍ: أليس قد نهاكم ربُّكم أن تقتلوا أحدًا دونه؟ قال: فينطلقون به إلى الدجّالِ، فإذا رآه المؤمنُ قال يا أيُّها الناسُ! هذا الدجّالُ الذي ذَكَر رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: فيأمرُ الدجّالُ به فيشبحُ، فيقولُ: خذوه وشُجُّوه فيُوسعُ ظهرَه وبطنَه ضرباً، قال: فيقولُ أو ما تؤمنُ بي؟ قال: فيقولُ أنت المسيحُ الكذَّابُ، قال: فيُؤمرُ به فيُؤشرُ بالمئشارِ من مفرقِه حتّى يفرقَ بين رجلَيْه قال: ثمّ يمشي الدجّالُ بين القطعتينِ، ثمّ يقولُ له: قُمْ، فيستوي قائمًا، قال: ثمّ يقولُ له: أتؤمنُ بي؟ فيقولُ ما ازددتُ فيك إلا بصيرةً، قال: ثمّ يقولُ: يا أيُّها الناسُ! إنه لا يفعل بعدي بأحدٍ من الناسِ، قال: فيأخذُه الدجّالُ لِيذبحَه، فيجعلُ ما بين رقبتِه إلى ترقوتِه نُحاسًا، فلا يستطيعُ إليه سبيلًا. قال: فيأخذُ بيديْه ورجلَيْه فيقذفُ به فيحسبُ الناسُ أنّما قذفه إلى النّارِ وإنّما أُلقيَ في الجنةِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا أعظمُ الناسِ شهادةً عندَ ربِّ العالمينَ).[١٠]
نزول عيسى عليه السّلام
من علامات السّاعة الكبرى نزول عيسى عليه السّلام؛ حيث ثبت في الصّحيح من الأحاديث النبويّة أنّه سينزل، ويدعو إلى الإيمان بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم، ويُحارب الدجّال، ويكسر الصّليب، وينشر العدل حتّى يفيض المال ويكثُر، وممّا ورد في شأن نزول عيسى -عليه السّلام- من الأحاديث الصّحيحة ما يأتي:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (والذي نفسي بيدِه! ليوشِكنَّ أن يَنزِلَ فيكُمُ ابنُ مريمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حكَمًا مُقْسِطًا، فيَكسِرَ الصّليبَ، ويقتُلَ الخِنزيرَ، ويضَع الجِزيَةَ، ويَفيضَ المالُ حتّى لا يَقبلَه أحدٌ. وفي روايةِ ابنِ عُيَيْنَةَ: إماماً مُقْسِطاً وحكَماً عَدلاً. وفي روايةِ يونسَ: حكَماً عادِلاً، ولم يذكُرْ إماماً مُقْسِطًا. وفي حديثِ صالحٍ: حكَمًا مُقْسِطًا كما قال اللّيثُ. وفي حديثِه، من الزّيادةِ، وحتى تكونَ السّجدةُ الواحدةُ خيراً من الدُّنيا وما فيها، ثمّ يقولُ أبو هُرَيرَةَ: اقرؤوا إن شِئتُم: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ).[١١][١٢]
خروج يأجوجَ ومأجوجَ
يرجع أصل تسمية يأجوج ومأجوج إلى الأجيج؛ أي أجيج النّار،[١٣] وقيل: لكثرتهم، وقيل: من الأُجاج؛ وهو الماء شديد المُلوحة، ويأجوج ومأجوج من ولد يافِث بن نوح باتّفاق النَسّابين.[١٤]
ورد ذكر قوم يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم والسنَّة النبويّة في أكثر من موضع، أبرزها ما جاء في سورة الكهف؛ حيث جاء فيها قول الله تعالى: (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا*حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا*قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا*قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا*آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)،[١٥] وقد بنى العبد الصّالح ذو القرنَين سدّاً عظيماً بين أهل تلك المنطقة وقوم يأجوج ومأجوج، ولا يزال هذا السدّ قائماً حتّى اليوم، وهم يحاولون فتحه بين الفَينة والأخرى، ولكنّ مشيئة الله تحول بينهم وبين فتحه، فإذا شاء الله وانهار هذا السدّ ظهر يأجوج ومأجوج، ودلَّ ذلك على اقتراب السّاعة، قال الله عزّ وجلّ: (حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ*وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ).[١٦]
ويكون ظهور قوم يأجوج ومأجوج من حيث ترتيب الأحداث بعد ظهور المسيح الدجّال، وبعد نزول عيسى بن مريم وبعد ظهور المهديّ، عندها يجوب يأجوج ومأجوج في البلاد مُفسدِين فيها، ويبقى الصّالحون مع عيسى عليه السّلام مُحتَمين في جبل الطّور حتّى يقضي الله أمره، ويُهلكَهم بعذابٍ من عنده، حتّى تنتشر جُثَثهم في أرجاء الأرض، بعد ذلك يبعث الله مطراً يُزيل تلك الجُثث، وينمو بعدها الزّرع، وتغلّ الأرض.[١٧]
خروج الدابّة
يكون ترتيب خروج الدابّة من حيث الظّهور آخراً بعد ظهور مُعظم علامات السّاعة الكبرى، وقبل شروق الشّمس من مغرِبها، قال تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ)،[١٨] وقيل: رُبّما يكون ظهور الدابّة بعد شروق الشّمس من مغربها، فقد رُوِي عن المُصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- من رواية ابن عمرو -رضي الله عنهما- حيث قال: سمِعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (إنَّ أوَّلَ الآياتِ خروجاً طلوعُ الشمسِ من مغربِها، وخروجُ الدابَّةِ على النّاسِ ضُحىً، وأيُّهما ما كانت قبل صاحِبتِها فالأخرى على أثرِها قريبًا)؛[١٩] فيكون ظهور الدابّة عندما يفسد النّاس، ويبتعدون عن أوامر الله، ويقلبون الحقّ باطلاً، وقيل: إنّ خروجها يكون من حيث المكان في مكّة المكرَّمة، وقيل: بل من غيرها من المُدُن.[٢٠]
أمّا صفة الدابّة فقد اختلف النّاس فيها، فقيل: إنّها مثل الحربة الضّخمة، وعن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنها دابّة لها ريش وزغب وحافر، وما لها ذنب، ولها لحية)، وقيل: إنّ رأسها كرأس الثّور، وعينها كعين الخنزير، وأذنها كأذن الفيل، وقرنها كقرن الإبل، وعنقها كعنق نعامة، وصدرها كصدر أسد، ولونها كلون النّمر، وخاصرتها كخاصرة القطّة، وذنبها كذنب الكبش، وقوائمها كقوائم البعير، بين كلّ مفصلَيْن من مفاصلها اثنتا عشرة ذراعاً، تتلخّص ظيفتها بتبيين الحقّ من الباطل وإظهاره، وإبراز المؤمن من الكافر، وتأتي معها عصا موسى، وخاتم سليمان، فلا يبقى مؤمن إلا وضعت في وجهه نقطةً بيضاء، فتتفشّى في وجهه تلك النُّقطة حتّى يُصبح وجهه أبيضَ، ولا يبقى كافر إلّا وضعت في وجهه نقطةً سوداء بخاتم سليمان، فتتفشّى تلك النّقطة في وجهه حتّى يسْودَّ، حتى إن النّاس إذا تبايعوا في الأسواق تنادوا باسمَي الإيمان والكُفر: بكم ذا يا مؤمن؟ بكم ذا يا كافر؟ حتّى إنّ أهل البيت الواحد إذا جلسوا للطّعام عرفوا المؤمن فيهم من الكافر، ثمّ تقول الدابّة للنّاس بشخوصهم: يا فلان أبشِر أنت من أهل الجنة، ويا فلان أنت من أهل النّار.[٢٠]
الدُّخان
من أهمّ علامات السّاعة الكبرى وآخرها ظهوراً أن يخرج دخان يغمر الأرض؛ بسبب كثرة المعاصي وترك الحقّ، فيأخذ ذلك الدُّخان بالمؤمنين كالزّكمة بلا خوف ولا عناء، ويأخذ الكافر فينتفخ حتّى يخرج الدُّخان من كلّ مسمَع منه،[٢١] قال تعالى: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ).[٤] وعن حذيفه بن أسيد -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (فإنَّها لا تكونُ حتَّى يكونَ بيْنَ يدَيْها عَشْرُ آياتٍ: طلوعُ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها، والدَّجَّالُ، والدُّخَانُ، وعيسى بنُ مَريمَ، والدَّابَّةُ، وخُروجُ يأجوجَ ومأجوجَ، وخَسْفٌ بالمَشرِقِ، وخَسْفٌ بالمَغرِبِ، وخَسْفٌ بجزيرةِ العرَبِ، ونارٌ تخرُجُ مِن موضعِ كذا). قال: أحسَبُه؟ قال: (تَقيلُ معهم حيثُ قالوا، وتنزِلُ معهم حيثُ ينزِلونَ).[٢٢]
طلوع الشّمس من مغربها
طلوع الشمس من مغربها هو من أُخرى علامات السّاعة الكبرى ظهوراً، فإذا ظهرت تلك العلامة فلا ينفع الكافرَ إيمانُه إن آمن وقتها، ولا تنفع العاصيَ توبتُه؛ سواءً رآى تلك العلامة أو لم يرَها، وطبع على كلّ قلب بما فيه من الكفر أو الإيمان،[٢٣] قال الله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ).[٢٤]
تُذكَر كيفيّة طلوع الشّمس من المغرب في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ أوَّلَ الآياتِ خُروجًا طُلوعُ الشَّمسِ من مغربِها، وخروجُ الدَّابَّةِ ضُحىً، فأيَّتُهُما ما كانَت قبلَ صاحبتِها فالأُخرى على إثرِها، ثمَّ قالَ عبدُ اللَّهِ وَكانَ يقرأُ الكتُبَ: وأظنُّ أولاها خروجاً طلوعَ الشَّمسِ من مَغربِها؛ وذلِكَ أنَّها كلَّما غرَبت أتَت تحتَ العَرشِ فسجَدت واستأذَنَت في الرُّجوعِ، فأُذِنَ لَها في الرُّجوعِ، حتَّى إذا بَدا للَّهِ أن تطلُعَ من مغربِها فعَلَت كما كانَت تفعلُ، أتَت تحتَ العرشِ فسَجدَت فاستأذنت في الرُّجوعِ، فلم يُرَدَّ عليها شيءٌ، ثمَّ تَستأذنُ في الرُّجوعِ فلا يُرَدُّ عليها شيءٌ، ثمَّ تستأذنُ فلا يُرَدُّ علَيها شيءٌ، حتَّى إذا ذَهَبَ مِنَ اللَّيلِ ما شاءَ اللَّهُ أن يَذهبَ، وعَرفت أنَّهُ إن أُذِنَ لَها في الرُّجوعِ لم تدرِكِ المشرقَ قالَت: ربِّ ما أبعدَ المشرِقَ، من لي بالنَّاسِ حتَّى إذا صارَ الأفُقُ كأنَّهُ طوقٌ استأذنَت في الرُّجوعِ، فيقالُ لَها: من مَكانِكِ فاطلُعي، فطلَعَت على النَّاسِ من مَغربِها...).[٢٥]
المراجع
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6640، أخرجه في صحيحه.
- ↑ "آيات القران التي تتكلم عن: علامات الساعة"، موضوعات القرآن الكريم، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2017. بتصرّف.
- ↑ سورة القمر، آية: 1-2.
- ^ أ ب سورة الدّخان، آية: 10-11.
- ↑ سورة النمل، آية: 82.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 96.
- ↑ "ترتيب علامات السّاعة الكبرى"، إسلام ويب، 4/11/2014، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2017. بتصرّف.
- ↑ رواه الوادعي، في الصّحيح المسند، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 317، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 7408.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2938.
- ↑ سورة النساء، آية: 159.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 155.
- ↑ محمد بن صالح العثيمين (1426)، شرح العقيدة السفارينية (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن، صفحة: 458.
- ↑ عبد الرّحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي، حاشية الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، صفحة 81.
- ↑ سورة الكهف، آية: 92-96.
- ↑ سورة الأنبياء ، آية: 96.
- ↑ عبد الله بن سليمان الغفيلي (1422)، أشراط السّاعة (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة: 97.
- ↑ سورة النمل، آية: 82.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم: 2941.
- ^ أ ب "دابة الأرض صفتها وقت خروجها مهمتها"، إسلام ويب، 21/12/2002، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2017. بتصرّف.
- ↑ التويجري، "الخسوفات الثلاث"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2017. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 6791، أخرجه في صحيحه.
- ↑ محمد التويجري، "الخسوفات الثلاث"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2017. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 158.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم: 11/98، إسناده صحيح.