-

الفن ودوره في المجتمع

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تقوية أواصر الترابط الاجتماعي

تُساهم الفنون في خلق جوّ اجتماعيّ إيجابيّ يسوده الترابط والتآلف، حيث تُعتبر البرامج والفعاليّات الفنية فرصةً سانحةً لعقد علاقات جديدة وتوطيد روابط المحبة والثقة بين أفراد المجتمع، سواء أكانوا مشاركين فاعلين في هذه الفعاليات أم اكتفوا بدور المتفرّج، حيث إنّها تُشعرهم بمزيد من الفخر والانتماء لمجتمعهم.[1]

تكون الفعاليات الفنيّة على اختلاف أنواعها بمثابة تطبيق عمليّ لتجربة الشراكة المجتمعية الهادفة، وما يتطلّبه الأمر من مهارات تنظيم وتنسيق على المستويين الفني والتقني، كما أنّ هناك دور بالغ الأثر لمثل هذه الأنشطة في تنمية مهارات التعاون بين المؤسسة المُنظّمة للحدث، ومُنظّمات القطاع الخاص، والهيئات الحكومية على حدّ سواء.[1]

تعزيز قيم الجمال والإبداع

إنّ الاستمتاع بمشاهدة الأعمال الفنية والمشاركة بالبرامج التي تُعنى بعرض الجانب الإبداعيّ للفنون يخلق لدى أفراد المجتمع نوعاً من التقدير لقيم الجمال والإبداع، ويُنمّي لديهم إحساساً فنيّاً مُرهفاً وذوّاقاً لكلّ ما هو جميل، وينعكس أثر هذا الإحساس على تعميق مشاعر الالتزام بالمحافظة على مصادر جماليّة المكان من معالم ومبانٍ، وإشعارهم بأهمية إغناء بيئتهم المحيطة بمناطق بديعة خلّابة؛ كالحدائق والساحات الخضراء.[2]

تعميق مشاعر الاعتزاز والفخر

تتجلّى أهمية الفن في بناء مجتمعات أفضل، وذلك من خلال دوره في تعميق مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الأفراد فيما يتعلّق بتاريخ أمّتهم، وغنى ثقافتهم، وسموّ مكانة ما تركوه من إرث حضاريّ يُعبّر عنهم، حيث يُعدّ الفن وسيلةً مهمّةً من وسائل التثقيف بالتاريخ ومنتجات الحضارات المختلفة، فإن تحقّقت للإنسان الرؤية الواضحة والشاملة حول هذه الأمور بات أكثر استشعاراً بعظم ثقافته وأكثر اتصالاً بماضيه، وأضحى المجتمع قويّاً متماسكاً لا يهتز بسهولة أمام الشدائد والمحن، ولا تُضعف من لُحمته أيّة محاولة لإضعافه وتفكيكه.[2]

تحسين المستوى المعيشي للأفراد

تُساعد الفنون على إنعاش الوضع الاقتصادي للدولة، وتحسين المستوى المعيشيّ لمواطنيها، وذلك من خلال خلق فرص عمل جديدة، والحدّ من تفشّي ظاهرة البطالة في المجتمع، بالإضافة إلى دعم قطاع السياحة وجذب السياح الشغوفين بها، والذين عادةً ما يمكثون فترات أطول ويكونون أكثر استعداداً للإنفاق من غيرهم من السياح.[3]

تُعتبر الفنون دعامةً مهمّةً من دعامات الاقتصادات القويّة المتقدّمة، وعنصراً مؤثّراً في ميزانيات الدول ومعدّلات نموّها الاقتصادية، ولعلّ أبرز دليل على ذلك ما كشفت عنه تقارير المسح السنويّة لولاية كاليفورنيا، حيث بلغت مساهمة الفنون والصناعات الحرفية من الناتج المحليّ الإجماليّ حوالي 7.8%، وقُدّر عدد العاملين في مثل هذه الصناعات بـ 1.4 مليون شخص، بمجموع ربح وصل إلى 99.3 مليار دولاراً سنوياً.[3]

المراجع

  1. ^ أ ب Joshua Guetzkow (2002-6-8), "How the Arts Impact Communities"،pages 6-8 ، www.princeton.edu, Retrieved 2015-5-18. Edited.
  2. ^ أ ب "How Art Works", page 29 and 30, www.arts.gov,2012-9، Retrieved 2019-5-19. Edited.
  3. ^ أ ب "BENEFITS OF THE ARTS", www.arts.ca.gov, Retrieved 2019-5-17. Edited.