مرض الربو و فحص كفاءة الرئة
مرض الربو
يُعدّ مرض الربو (بالإنجليزية: Asthma) من الأمراض الشائعة في العالم، وهو مرض مزمن يُسبّب التهاب الشعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchioles)، ممّا يؤدي إلى تضيّقها بشكل متكرر، ويُعاني المصابون بمرض الربو من فرط حساسية الشعب الهوائية لديهم، وهذا ما يجعل هذه الممرّات الهوائية مُعرّضة للتضيق عند تعرضها للعديد من المُحفّزات. وفي الحقيقة قد شهدت الدول المتقدمة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المصابين بالربو في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من عدم معرفة السبب الحقيقيّ وراء ذلك، إلا أنّ هناك مجموعة من الفرضيات التي قد تُفسّر الأمر، منها زيادة مستوى التلوث البيئي، وقلة ممارسة التمارين الرياضية، والبقاء في المزل لفترات طويلة ممّا يزيد من فرصة التعرّض للغبار والعث. وتجدر الإشارة إلى عدم وجود علاج نهائيّ لمرض الربو، إلا أنّ هناك العديد من الأدوية التي تساعد على السيطرة على أعراضه.[١][٢]
فحص كفاءة الرئة
يمكن تعريف فحص كفاءة الرئة (بالإنجليزية: Pulmonary function tests) على أنّه مجموعة من الاختبارات والفحوصات التي تعمل على قياس جودة عمل الرئتين، وقد يلجأ الأطباء إلى هذا الفحص لتشخيص العديد من الحالات المرضية، مثل الربو، والحساسية، والتهاب القصبات الهوائية المزمن (بالإنجليزية: Chronic bronchitis)، وعدوى الرئتين، وتليفها، وكذلك سرطان الرئة وغيرها. أمّا أبرز الاختبارات التي يتضمنها فحص كفاءة الرئة فهي على النحو الآتي:[٣]
- جهاز قياس التنفس: (بالإنجليزية: Spirometry)، ويعمل هذا الجهاز على قياس كمية الهواء التي تدخل وتخرج مع كل نفس.
- فحص تخطيط التحجم: (بالإنجليزية: Plethysmography)، الذي يقوم بقياس حجم الغازات داخل الرئتين (بالإنجليزية: Lung Volume).
- فحص قدرة الانتشار: (بالإنجليزية: Diffusion capacity test)، إذ يعمل هذا الفحص على اختبار كفاءة الحويصلات الهوائية (بالإنجليزية: Alveoli)، وللقيام بذلك يُطلب من المريض استنشاق غازات معينة، ومن ثم تتبّع انتشارها من وإلى الرئتين.
أسباب مرض الربو
قد تبدأ الإصابة بمرض الربو في أيّ عمر، إلا أنّ أغلب الحالات تظهر منذ الطفولة، ومن الجدير بالذكر أنّ التهاب الشعب الهوائية المصاحب لهذا المرض يُسبّب انقباض العضلات المحيطة بها، ممّا يؤدي إلى تضيّقها وصعوبة تدفق الهواء من وإلى الرئتين، وذلك بالتحديد ما يُسبّب ضيق التنفس وصوت الصفير في الصدر. كما يتمثل هذا الالتهاب بزيادة الإفرازات المخاطية من بطانة الشعب الهوائية، وذلك من شأنه أن يساهم في حدوث مزيد من التضيق أو الانسداد.[٤]
محفزات مرض الربو
- الإصابة بالعدوى، ومن أبرزها عدوى الصدر ونزلات البرد.
- ممارسة التمارين الرياضية، فهناك بعض أنماط الربو التي يتمّ تحفيزها بممارسة التمارين الرياضية، وفي مثل هذه الحالات ينصح الأطباء بأخذ جرعة من البخاخ المساعد قبل بذل مجهود بدنيّ كبير.
- الغبار والعث.
- التدخين أو البقاء بالقرب من شخص مدخن.
- تناول بعض أنواع الأدوية، مثل الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، وكذلك بعض الأدوية المسكنة للألم مثل آيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) وديكلوفيناك (بالإنجليزية: Diclofenac)، بالإضافة إلى حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta-blockers) مثل، بروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol) وأتينولول (بالإنجليزية: Atenolol) وغيرها.
- الحساسية من الحيوانات أو من بعض أنواع الأطعمة.
أعراض الإصابة بمرض الربو
تظهر الأعراض المصاحبة لمرض الربو على شكل نوبات، وقد يمرّ على المريض وقت طويل دون أن يعاني من أية أعراض، ويجدر بالذكر أنّ أعراض الإصابة بمرض الربو غير محددة، وقد تظهر في حال المعاناة من مشاكل صحية أخرى، ومن أبرز هذه الأعراض ما يأتي:[١]
- الشعور بضيق التنفس.
- السعال الذي قد يزداد سوءاً اثناء الليل.
- سماع صوت صفير في الصدر، خصوصاً مع الزفير، إذ ينتج هذا الصوت إثر مرور الهواء خلال الشعب الهوائية المتضيقة.
- الشعور بالألم أو الثقل في الصدر.
علاج مرض الربو
يهدف علاج مرض الربو بشكل رئيسٍ إلى منع حدوث النوبات وتخفيفها والسيطرة عليها في حال حدوثها، ولا بُدّ للمريض من معرفة العوامل التي تُحفّز نوبات الربو لديه حتى يتجنّبها، أمّا بالنسبة لاختيار الدواء المناسب فيعتمد على عدة عوامل مثل، عمر المريض، وشدة الأعراض، والعوامل المحفزة، بالإضافة إلى استجابة المريض للأدوية. ويمكن تصنيف الأدوية المستخدمة في علاج الرّبو إلى صنفين، وفيما يأتي بيان ذلك:[٥]
- الأدوية المستخدمة للسيطرة على الأعراض على المدى الطويل: إذ تعمل هذه الأدوية على تقليل فرص حدوث نوبات الربو، وغالباً ما يتم استخدامها بشكل يومي، وهي على النحو الآتي:
- الأدوية ذات المفعول السريع: التي تستعمل أثناء نوبة الربو، أو في الحالات التي يحتاج فيها المريض إلى مركبات تعمل بشكل سريع، كما هو الحال قبل ممارسة التمارين الرياضية. وأبرز هذه الأدوية ما يلي:
- الكورتيكوستيرويدات المستنشقة (بالإنجليزية: Inhaled corticosteroids): ومن الأمثلة على هذه الخيارات الدوائية فلوتيكازون (بالإنجليزية: Fluticasone) وبيوديسونيد (بالإنجليزية: Budesonide).ويمتاز هذا الشكل من الدواء، أي بالاستنشاق، بقلة مضاعفاته الجانبية مقارنة بالشكل الفمويّ منه.
- معدلات الليوكوترين (بالإنجليزية: Leukotriene modifiers): إذ تؤخذ هذه الأدوية على شكل حبوب فموية، وتعمل على تخفيف حدة أعراض الربو لمدة أقصاها 24 ساعة، ومن الأدوية التابعة لهذه المجموعة الدوائية مونتيلوكاست (بالإنجليزية: Montelukast) وزافيرلوكاست (بالإنجليزية: Zafirlukast).
- ناهضات مستقبل بيتا طويلة الأمد (بالإنجليزية: Long-acting beta agonists): وأبرزها دواء سالميتيرول (بالإنجليزية: Salmeterol) وفورموتيرول (بالإنجليزية: Formoterol).
- ثيوفيلين (بالإنجليزية: Theophylline): الذي يعمل على إرخاء العضلات المحيطة بالشعب الهوائية، إلا أنّ استخدامه قد قلّ مقارنة بالسنوات الماضية.
- ناهضات بيتا قصيرة الأمد (بالإنجليزية: Short-acting beta agonists): مثل دواء ألبوتيرول (بالإنجليزية: Albuterol).
- دواء إبراتروبيوم (بالإنجليزية: Ipratropium) الذي يعمل على إرخاء عضلات الشعب الهوائية.
- الكورتيكوستيرويدات التي تُعطى عن طريق الوريد أو الفم.
المراجع
- ^ أ ب "Asthma", www.medicinenet.com, Retrieved 29-4-2-18. Edited.
- ↑ "Asthma", www.emedicinehealth.com, Retrieved 29-4-2018. Edited.
- ↑ "Pulmonary Function Test", www.healthline.com, Retrieved 29-4-2018. Edited.
- ^ أ ب "Asthma", www.patient.info, Retrieved 29-4-2018. Edited.
- ↑ "Asthma", www.mayoclinic.org, Retrieved 29-4-2018. Edited.