لزوجات النبي عليه الصلاة والسلام مكانة وفضل لم يساميهم أو يدانيهم فيه أحد، فهن زوجات ونساء سيد بني آدم وأفضل الخلق أجمعين، الذين وصفهن الله في كتابه العزيز بأنهن أمهات المؤمنين، وما يتضمنه هذا المعنى من وجوب إكرامهن، والاقتداء بهن، وذكر سيرتهن العطرة، ومناقبهن العظيمة.
تميزت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بصفة الإخلاص والوفاء، فوقفت مع النبي عليه الصلاة والسلام منذ أن بعثه الله نبياً، فشدت من أزره، وجلت عنه همه، وكانت أول من صدق وآمن به، فكانت مثالاً في الوفاء والإخلاص للزوج والعشير.
تميزت أم المؤمنين سودة بنت زمعة بصفة الإيثار، فآثرت أن تحشر مع أزواج النبي عليه الصلاة والسلام في الآخرة على مآرب النفس وتطلعاتها، وذلك حينما منحت دورها الذي قسمه نبي الله لها إلى السيدة عائشة رضي الله عنها.
تميز بصفة الكرم والبذل والعطاء من أمهات المؤمنين السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها، والتي كانت مثالاً في البذل والإنفاق في سبيل الله حتى كنيت بأم المساكين، وممن اشتهر بتلك الصفة زينب بنت جحش التي وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بطول اليد كناية عن إنفاقها وعطائها.
ممن اشتهر بصفة الحكمة ونفاذ البصيرة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها التي وقفت يوم الحديبية لتقديم المشورة لنبي الله حينما شكى تباطؤ المسلمين في الاستجابة لأمره فأشارت عليه بأن ينحر هديه ويحلق رأسه حتى يقتدي به المسلمون.
اتصفت بصفة التقوى كثيرٌ من أمهات المؤمنين؛ ومنهن السيدة زينب بنت جحش التي استشيرت بشأن السيدة عائشة يوم حادثة الإفك، فكان جوابها دليلاً على ورعها الشديد، وتقواها على الرغم من أنها كانت أكثر نساء النبي مساماةً للسيدة عائشة، حيث قالت: (أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا).
ممن اشتهر من زوجات النبي بصفة الاجتهاد في العبادة السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها التي كانت مجتهدة في العبادة صوامة قوامة.
تميزت بصفة العلم السيدة عائشة رضي الله عنها التي كانت أعلم نساء الأمة، حيث كانت تستفتى في العديد من المسائل، وتروي الأحاديث، وتتكلم في مسائل الفقه والشريعة حتى قيل أن ربع علوم الشريعة أتت من السيدة عائشة رضي الله عنها.