هي من اجلّ العبادات وأكرمها، وقد أثنى الله بها على نبيّه عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).[1]وجعله من الخصال الحسنة لعباده الصالحين، وهذه الأخلاق الحسنة تجمع أمور خمسة، طلاقة الوجه عند اللقاء، وطيب القول، وكف الأذى عن الناس، وتحمّل أذاهم ما أمكن، والإحسان إليهم وإن أساؤوا، بغية الحصول على مرضاة الله، وإصلاحًا لهم، وأداء ما اوجبه الله من حقهم.[2]
هي جمع خُلُق، ويعني الدين، والمروءة، والسجية، والطبع، وهي صورة الإنسان الباطنة التي تقابلها صورته الظاهرة، واختص الخُلُق بالسجايا التي تدرك بالبصيرة، أما اصطلاحًا فقد ذهب الجرجاني إلى أن الخلق هي هيئة راسخة في النفس، تصدر الأفعال عنها دون حاجة إلى فكر أو رويّة، ويمكن تعريفها بأنها مجموعة من القواعد التي تنظم السلوك الإنساني، بينه وبين نفسه، وبينه وبين الناس، وهذه المبادئ يحددها الوحي.[3]
لأخلاق الحسنة العديد من الفضائل، منها:[4]
ترجع أهمية الأخلاق لما جعل لها النبي عليه السلام من مكانة، فهي الغاية من بعثته، وذلك من باب إبراز أهمية الشيء، وإن كانت العقيدة أهم ما بُعث به النبي، والخلُق هو ما يبرز للناس من الشخص، لأن العقيدة محلّها القلب، ولكن صحة استقامته من عدمها مصداقها سلوكه، وهو عبادة يؤجر الإنسان عليها، كما يؤجر على الصيام والقيام، وأجره ثقيل في الميزان، والأخلاق من المؤشرات على استمرار أو انهيار الأمة، وهي سبب للمودة، وداعٍ لإنهاء العداوة، والخلق أفضل الجمال المعنوي، والذي يتمثل في سلوك المرء، وذكاءه، وعلمه، وأدبه وفطنته.[5]