-

صفات عباد الرحمن في سيدنا عمر بن الخطاب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الفاروق رضي الله عنه

تغيرت أحوال المسلمين بعد أن أسلم الفاروق عمر رضي الله عنه، فبعد أن كان المسلمون يجتمعون في دار الأرقم سراً، أصبحوا بعد إسلام عمر أعزة يجاهرون بدينهم وصلاتهم، ولا يخافون بطش الكافرين، حتى عبر أحد الصحابة عن ذلك الحال وتلك العزة حينما قال: (ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر)، ولا شك بان شخصية الفاروق عمر رضي الله عنه كانت شخصية متميزة في جوانب كثيرة، فكان قائداً فذاً، ورجلاً شجاعاً لا يعرف الخوف أو الفرار من العدو، وسمي فاروقاً لأنه فرق بين الحق والباطل في أكثر من مناسبة وموقف.

صفات عباد الرحمن في شخصية الفاروق

صفة التواضع

كان عمر رضي الله عنه على الرغم من هيبته في نفوس الناس متواضعاً لين الجانب، لا يتكبر على أحدٍ من المسلمين كونه أميراً عليهم، ومن المواقف الدالة على خلق التواضع عنده أنه رآه أحد الصحابة يوماً يحمل قربة ماء على كتفه، فقال له: ما ينبغي لك أن تفعل ذلك يا أمير المؤمنين، فقال: قد أتتني الوفود طائعة ملبية فدخلت نفسي نخوة فأحببت أن أكسرها، كما لم يرو عنه أنه اتخذ في سفره وترحاله خيمة أو فسطاطا كما يفعل كثيرٌ من الملوك والأمراء.

صفة الخشية

كان عمر رضي الله عنه رجلاً بكّاءً يبكي في صلاته، وكان يُرى على خديه خطان أسودان من البكاء، واتخذ خاتماً مكتوباً عليه كفى بالموت واعظاً يا عمر، وفي لحظات موته الأخيرة طلب الفاروق رضي الله عنه من ابنه عبد الله أن يضع رأسه على الأرض لعل الله يرحمه.

صفة الزهد في متاع الدنيا وزينتها

لم يكن عمر رضي الله عنه متطلّعاً إلى متاع الدنيا وزينتها على الرغم من أن كنوز كسرى وقيصر كانت بين يديه، بل كان زاهداً في ذلك كله، يأكل مما يأكل المسلمون، ويشرب مما يشربون، وشوهد رضي الله عنه أكثر من مرة وثوبه مرقع، كما تأخر يوماً عن الصلاة؛ لأنّ ثوبه كان يغسل وما عنده ثوب غيره.

صفة العدل

كان الفاروق رضي الله عنه مثالاً ونموذجاً في العدل والحكم الرشيد بين الناس، ومن مواقفه التي دلت على هذا الخلق العظيم يوم أتاه رجلٌ مصري يشكو إليه تعرضه للضرب على يد ابن والي مصر عمرو بن العاص، فأرسل رضي الله عنه في طلب عمرو بن العاص وابنه، وطلب من الرجل المصري أن يقتص لنفسه ممن ضربه.