صفات نساء الجنة طب 21 الشاملة

صفات نساء الجنة طب 21 الشاملة

جانب من نعيم الجنة

جعل الله -تعالى- الجنة مستقراً للمؤمنين الموحّدين، الذي أخلصوا لله العيش في حياتهم، واستقاموا كما أمر الله -تعالى- رغبةً ورهبةً إليه، ولقد كان من كرم الله -تعالى- أن وصف لعباده جانباً من نعيم الجنة، الذي ينتظرهم إن آمنوا واستقاموا؛ ليكون ذلك محفّزاً وباعثاً لهم، فيُقبلوا على الطاعة والعبادة، ولقد ورد في وصف الجنة آياتٌ قرآنيةٌ، وأحاديثٌ نبويةٌ شريفةٌ كثيرةٌ، فإنّ الله -تعالى- أول ما يصف من الجنة عظمتها ومساحتها، فيقول الله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)،[1] فإنّها جنةٌ عرضها كما السماء والأرض، وأفضل من ذلك أن يخبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أن مضرب سوطٍ في الجنة، خيرٌ من الدنيا ما فيها، حيث قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (ولَقابُ قوْسِ أحدِكم من الجنَّةِ، أو موضعُ قيدٍ -يعني سوطَه- خيرٌ من الدُّنيا وما فيها).[2][3]

وفي الجنة يكون النعيم منذ لحظة الدخول الأولى، حيث يدخل المؤمنون زمراً متشابكي الأيدي، مجتمعين فرحين مسرورين، وجوههم كأنّها كواكبٌ مضيئةٌ لامعةٌ؛ كالبدر من جمالها وزهوها بذلك النعيم، يدخلون فيتنعّمون بنعيمها الأبديّ، الذي لا نهاية له بموتٍ، ويسكنون مساكنهم يتراءون من خلالها، وبناؤها الذهب والفضة، وملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، لهم فيها الأواني من ذهبٍ وفضةٍ، لا يشقى، ولا يمرض، ولا يجوع ولا يعطش، ولا يعرى من يدخلها، وفي الجنة خمسة أنهارٍ، وهي: نهر الكوثر، والعسل، واللبن، والخمر، والماء، يأكل المؤمن ويشرب، لا يتبوّل، ولا يتغوط، ولا يعرق، ولا يتمخّط، وإنّما يجشأ جشاءً كريح المسك، يُلهَمُ في الجنة التسبيح والتكبير، كما يلهم المؤمن النفس.[4]

صفات نساء الجنة

ذكر الله -تعالى- في أكثر موضعٍ في القرآن الكريم، أنّ الرجل المؤمن سيتمتّع في الجنة في الحور العين، لكنّه في المقابل لم يذكر النعيم والثواب للمرأة المؤمنة، ولعلّ ذلك يرجع إلى الخجل، وشدّة الحياء، أن تُذكر شهوات المرأة المؤمنة، وتُفصّل، فجاء الاكتفاء بقول الله تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ*نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ)،[5] وإذا كان الله -تعالى- قد ذكر صفات الحور العين بشيءٍ من التفصيل في القرآن الكريم، وذهب بعض العلماء إلى أنّ المرأة المؤمنة التي دخلت الجنة بعملها الصالح، وصبرها في الحياة الدنيا وإيمانها، خيرٌ من الحور العين، اللاتي خُلقن مجازاةً للمؤمن الصالح على عمله، وستكون المرأة المؤمنة سيّدةً وملكةً وآمرةً، وفيما يأتي ذكرٌ لجانبٍ من جمال الحور العين، الذي ذكر في القرآن الكريم، والذي سيكون متواضعاً مقارنةً بجمال المرأة المؤمنة:[6]

أوصاف أخرى للنساء في الجنّة

ورد في السنة النبوية أحاديثٌ شريفةٌ تذكر جمال أهل الجنة بشكلٍ عامٍ، وجمال نسائها بشكلٍ خاصٍ، منها قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (لكلِّ امرِئٍ منهم زوجتانِ منَ الحورِ العِينِ، يُرى مُخُّ سوقِهنَّ من وراءِ العظمِ واللحمِ)،[13] وفي حديثٍ صحيحٍ آخرٍ ورد أنّ المرأة من أهل الجنة لو أطلّت بوجهها على الأرض، لملأت ما بين السماء والأرض ريحاً طيباً، ولأضاءت ما بينهما، وأنّ المنديل الذي تغطّي به رأسها، خيرٌ من جمال الدنيا وما حوت من طبيعةٍ خلابةٍ، وقصورٍ شاهقةٍ عظيمةٍ، فإنّ ذلك كلّه كان وصف جمال نساء أهل الجنة اللواتي خلقنّ للجنة، وكما ذكر سالفاً بأنّ المؤمنات المستحقّات لدخول الجنة بإيمانهنّ وعملهنّ الصالح، هنّ أرفع منزلةً وأعظم درجةً، من أولئك اللواتي خلقن لها، وأنّهنّ سيكنّ مالكاتٍ بأمر الله وحكمتهنّ.[6]

المراجع

  1. ↑ سورة آل عمران، آية: 133.
  2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2796، صحيح.
  3. ↑ "الجنة كأنك تراها 1"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-19. بتصرّف.
  4. ↑ "وصف الجنة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-19. بتصرّف.
  5. ↑ سورة فصلت، آية: 31-32.
  6. ^ أ ب "صفات الحور العين في الكتاب والسنة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-19. بتصرّف.
  7. ↑ سورة الواقعة، آية: 22-23.
  8. ↑ سورة الرحمن، آية: 58.
  9. ↑ سورة الواقعة، آية: 35-37.
  10. ↑ سورة الرحمن، آية: 70.
  11. ↑ سورة البقرة، آية: 25.
  12. ↑ سورة الرحمن، آية: 56.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3254، صحيح.