-

التوحد كيف نفهمه ونتعامل معه

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مرض التوحد

يُطلق على التوحد طبياً مصطلح اضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorder)، وهو طيف من الاضطرابات العصبية النمائية، التي تؤثر في الطفل منذ مراحل الطفولة المبكرة وترافقه طيلة حياته، بحيث تؤثر في قدرته على التواصل، والتعلّم، والتفاعل مع الآخرين من حوله؛ فقد يواجه الطفل المصاب بالتوحد صعوبة في التحدث المباشر مع الآخرين، أو التواصل البصري معهم، وحتى الآن ما زال السبب الرئيسي للإصابة بالتوحد مجهولاً، ولكن يعتقد الأخصائيون أنّ الإصابة به ناجمة عن تأثير مجموعة من العوامل الجينية والحياتية معاً، أمّا فيما يتعلّق بالعلاج، فمن المؤسف القول أنّه لا يوجد علاج شافٍ بشكل تام من الإصابة بالتوحد، ولكن في المقابل هنالك العديد من الطرق العلاجية التي يمكن الجوء إليها لتحسين حالة الطفل، وصقل مهاراته وتطويرها، وتحسين سلوكه، وتواصله مع الآخرين[1] كالعلاجات الوظيفية، أو البدنية، أو العلاجات التي تركز على السلوك والتواصل الاجتماعي، أو العلاج بالموسيقى أو الفن.[2]

فهم التوحد والتعامل معه

يُعدّ البدء بمساعدة الطفل واستخدام الطرق العلاجية المتوفرة منذ بداية التشخيص أمراً مهماً، لزيادة فرصة الطفل في مواجهة تحدياته والتأقلم مع التوحد بنجاح، وهنالك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن لأهل الطفل المصاب بالتوحد اتباعها لمواجهة التحديات التي تصاحب التوحد والتعايش معها، ومن أهم هذه الاستراتيجيات ما يلي:[3]

  • التعلّم عن التوحد: فمن المهم أن يهتم الوالدين بتثقيف أنفسهم حول اضطراب التوحد، وتعلّم كيفية التعامل معه، وفهم الطرق العلاجية المتاحة للمساعدة على السيطرة على التوحد.
  • تقبّل الطفل المتوحد: فبدلاً من مقارنته بأقرانه، والتركيز على اختلافه عنهم، ينبغي الحرص على تشجيه وإظهار الفرح والسرور احتفالاً بإنجازاته حتى لو كانت صغيرة، فشعور الطفل بالحب والتقبّل من أهله سيكون الداعم الرئيسي لمسيرة حياته مع التوحد.
  • عدم الاستسلام: وذلك بدفع مشاعر اليأس والقلق حول مستقبل الطفل جانباً، والتذكر بأنّ المصاب بالتوحد ما زال أمامه حياة كامل لينمّي مهاراته ويطوّرها.
  • الالتزام بروتين يومي للطفل: فالمصابون بالتوحد تتحسن استجابتهم وأداؤهم إذا تم تحديد جدول وروتين يومي لهم، والالتزام به، كتحديد أوقات منظّمة للنوم، وتناول الطعام، والخضوع للجلسات العلاجية، والتعلّم.
  • الثناء على السلوك الجيد: فمن المهم الثناء على الطفل أو مكافأته عندما يتعلّم مهارة جديدة أو يقوم بتصرف جيد.
  • توفير بيئة منزلية آمنة: فمن المهم توفير بيئة آمنة للطفل في المنزل، وإبعاد الأشياء المؤذية عن متناول يده، خاصة إذا كان الطفل معرّضاً للدخول في نوبات من الغضب أو من المحتمل أن يقوم بتصرفات يؤذي بها نفسه.
  • إيجاد وسائل غير لفظية للتواصل مع الطفل: قد يكون التواصل مع طفل التوحد صعباً في بعض الحالات، ولكن ليس من الضروري أن تحدثه بشكل مباشر أو تلمسه لتفهم احتياجته وتتواصل معه، ولذلك يُنصح الآباء بالانتباه لتعابير وجه الطفل أو نبرة صوته، أو أي إيمائات يقوم بها عندما يشعر بالجوع أو التعب أو يريد شيئاً، واستخدام هذه الأمور في فهم احتياجات الطفل ومشاعره.
  • تخصيص وقت للعب: فالطفل المصاب بالتوحد يحتاج وقتاً للعب والمرح كغيره من الأطفال، لذلك من الضروري تخصيص وقت وأنشطة يلعب بها الطفل ويستمتع مع والديه بعيداً عن الجلسات العلاجية والتعليم.
  • الانتباه لتأثير المحفزات الخارجية على الطفل: فبعض الأطفال المصابون للتوحد يصابون بالتوتر أو يستجيبون بطريقة عنيفة لبعض المؤثرات الخارجية، كبعض الأصوات، أو الروائح، أو مصادر الضوء، ولذلك من المهم مراعاة الانتباه لأي محفزات من شأنها أن توتر الطفل وتحفز نوبات الغضب لديه، ومن جهة أخرى ينبغي استغلال أي مؤثرات أو عوامل ساعدت على تهدئته أو إشعاره بالراحة والطمأنينة.
  • إيجاد نقاط قوة الطفل: فمن المهم أن يبحث الوالدين عن نقاط قوة الطفل ويحاولان تعزيزها، كما ينبغي أن يحاول الوالدين اكتشاف الطريقة المُثلى التي يتعلمّ بها الطفل سواءً كانت بالتطبيق العملي أو باللمس أو النظر، واستغلالها والتركيز عليها أثناء تعليمه.
  • الحصول على الدعم والمساعدة: فمن الطبيعي أن يشعر الوالدين بالتوتر أو الضغط أثناء العناية بطفلهم المصاب بالتوحد، ويمكنهم في هذه الحالة استشارة الطبيب وسؤاله عن أشخاص مؤهلين بإمكانهم تقديم العون والمساعدة لهم.[4]
  • تخصيص الوالدين وقتاً لأنفسهم: لا بدّ في النهاية ألّا ينسى الوالدان ضرورة منح أنفسهم وقتاً للراحة والابتعاد عن الضغوط، كتخصيص وقت للاستمتاع مع الأسرة أو الأصدقاء.[4]

أعراض مرض التوحد

تختلف أعراض وعلامات التوحد وتتفاوت في شدتها بشكل كبير من طفل إلى آخر، إلّا أنّها غالباً ما تتركز على مواجهة مشاكل في التفاعل الاجتماعي أو التواصل مع الآخرين، ومن أبرز الأعراض التي يمكن أن تصاحب الإصابة بالتوحد نذكر ما يلي:[5]

  • التركيز أو الاهتمام بأمر أو شيء واحد.
  • عدم الاستجابة أو التفاعل مع للآخرين.
  • عدم القدرة على فهم مفاتيح التواصل الاجتماعي كتعابير الوجه أو نبرة الصوت التي يتحدث بها الآخرين.
  • القيام ببعض السلوكيات أو التصرفات على نحو متكرر.
  • القيام بتصرفات عنيفة بعض الشيء وقد يؤذي نفسه بها، كخبط الرأس بالجدار.
  • تأخر تطور قدرة الطفل على التحدث.
  • الانسحاب الاجتماعي وعدم الرغبة في اللعب مع أقرانه.
  • تجنب النظر بشكل مباشر مع الآخرين والتواصل البصري معهم.
  • الغضب والصراخ أو البكاء عندما يرغبون بالتعبير عن احتياجاتهم أو متطلباتهم.
  • القيام بتعبيرات غير اعتيادية في الوجه.
  • مواجهة صعوبات في التعلم.
  • التحدث بنبرة واحدة وعدم تغييرها مع تغير مشاعرهم، أو التحدث بنبرة غير طبيعية.
  • تكرار بعض الجمل والكلمات.

المراجع

  1. ↑ "Autism Spectrum Disorder", medlineplus.gov, Retrieved 29-12-2018. Edited.
  2. ↑ " What Does the Word ‘Autism’ Mean?", www.webmd.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
  3. ↑ "Helping Your Child with Autism Thrive", www.helpguide.org, Retrieved 29-12-2018. Edited.
  4. ^ أ ب "Parenting a Child With Autism", www.webmd.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
  5. ↑ "Autism: Symptoms & Signs", www.medicinenet.com, Retrieved 29-12-2018. Edited.