فوائد من خطبة حجة الوداع
خطبة حجة الوداع
التقى النبي صلى الله عليه وسلم بجماعة من أمته في اليوم التاسع من ذي الحجة من السنة العاشرة فوق جبل الرحمة في يوم عرفة، وفي هذا اليوم ألقى عليه الصلاة والسلام خطبة الوداع التي لخص فيها مجموعة من أحكام الدين الإسلامي ومقاصده الأساسية، فخاطب الصحابة، والأجيال التي ستأتي بعدهم من التابعين، والبشرية جميعها في أنحاء العالم.
أنهى الرسول عليه الصلاة والسلام دعوته الإسلامية بخطبة الوداع كما في الآية الكريمة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ﴾ [المائدة: 3]، أي أنَّه بلغ الأمانة، وأدّى رسالته، وأتمَّ دعوته التي استمرت ثلاثة وعشرين عاماً، وقدَّم النصح في الأمور الدينية والدنيوية إلى البشرية جميعها، وما أجمل هذه اللحظات التي جمعت بين الرسول وبين أمته التي استمعت إليه بكل خشوع وتضرع.
فوائد خطبة حجة الوداع
- تحريم النفس البشرية والأموال، فوضَّح الرسول عليه السلام أنّ هذه الحرمة تشمل حرمة البلد واليوم والشهر، فحرمة البلد هي مكة المكرمة، وحرمة الشهر هو شهر ذي الحجة، وذي القعدة، والمحرَّم، ورجب، ولو أنَّ الناس التزموا بهذه الحرمات لما سُرِقَت الأموال، وسُفِكت الدماء، ولعاش الناس عيشةً هنية فيها سعادة دنيوية وآخروية.
- تحريم وإبطال ما أفعال الجاهلية القبيحة كالربا، وسفك الدماء، وفوارق اجتماعية، ووأد البنات، ولا يوجد فضل لقبيلة على أخرى بسبب العرق أو الجاه أو النسب والحسب.
- التذكير بالإحسان إلى النساء للقضاء على كل أشكال العنف والظلم الذي واجهته المرأة في الجاهلية، كما أمر الرسول عليه السلام بحسن معاشرتهنَّ، وإطعامهنَّ، وكسوتهنَّ.
- بيان أنّ الله سيعطي السعادة والراحة والطمأنينة لمن يتمسك بكتابه وأحكامه وتشريعاته.
- التحذير من طاعة الشيطان والخضوع له.
- بيان مسؤولية الأمة الإسلامية أن تبلغ رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيجب أن يأمر كل شخص بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمد عبده ورسوله.
- وجوب التكافل الاجتماعي، وشعور المسلمين ببعضهم.
حكم من خطبة حجة الوداع
- الوصية بتقوى الله عز وجل ومخافته.
- ضرورة العدالة والمساواة بين الناس، وحرمة سفك الدماء بغير الحق.
- تحريم الربا بكل أشكاله وأنواعه؛ لأنّه ينشر الضغينة والفساد بين أفراد المجتمع.
- التخلص من الجاهلية ودفنها، ووضعها في صفوف التاريخ القديم دون ممارسة عاداتها وتقاليدها من جديد.
- التمسك بالدين الإسلامي، وكتاب الله عز وجل لأنه سبيل العزة والنصر والكرامة.