اعتُبر العسل منذ الزمن القديم على أنّه الغذاء الملكي الخاص بالحكّام والملوك، وكانوا يطلقون علي اسم (الذهب السائل)، وكان الحكّام يجبرون المزارعين على تربية النحل على مدار العام، ومعظم الهدايا المقدّمة بين السلاطين في تلك الفترة هي عبارة عن أجرار من العسل والشمع، غير أنّ جميع الشعب كانوا يدفعون الضرائب المستحقّة على شكل جرّةٍ من العسل وأخرى من الشمع؛ فهو الغذاء المقدّس الّذي يحمي من جميع الأمراض.
هناك أنواع كثيرة من العسل وذلك حسب نوع الأزهار الّتي تتغذّي عليها النحل، ويسمّى العسل باسم الزهرة، مثل: عسل زهرة اللوز، وزهرة المشمش، والقطب، والزعرور، وغيرها الكثير من الأنواع تفوق الأربعين نوعاً، ومن أجود أنواع العسل الزهري هو عسل الأكاسيا، وزهرة اللوز.
قال تعالى في كتابه الحكيم: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة النحل 68 ـ 69).
جاءت الآيات الكريمة لتوضيح أهميّة وفائدة العسل االعظيمة لجميع الأمراض، وحتّى أنّه يستخدم في الجمال أيضاً، وما زالت الدراسات حتى يومنا الحالي تضيف مجموعةً من الفوائد على القائمة الرئيسيّة للعسل.
يُستخرج هذا النوع من العسل من شجرة الأكاسيا التي تتميّز بجودة أخشابها وعمرها الطويل، ويصل ارتفاعها إلى 30 متر تقريباً، وتظهر عليها الأزهار ذات اللون الأصفر اليانع، وتحتاج لعنايةٍ مميّزة وخاصّةً للحصول على هذا العسل؛ وذلك لأنّ عمر الأزهار قصير جداً.
لا يحظى عسل الأكاسيا بشعبيّةٍ كبيرة بين الناس، وذلك بسبب قوامه الخفيف ولونه الفاتح؛ حيث إنّ معظم الناس يعتقدون بأنّه غير أصلي ومضاف له الماء، ولكن ذلك غير صحيح ويعود لعدم الإلمام بأنواع العسل. يُفضّل عند شراء أيّ نوع من العسل قراءة البيانات الموجودة خلف العبوة، وتجنّب شراء العسل الذّي تعرض للتسخين .