الرمال السوداء؛ عبارة عن رواسب شاطئية ثقيلة ذات لون أسود، توجد متراكمة على بعض الشواطئ القريبة من مصبّات الأنهار الكبيرة، وتتكون من نسبة عالية من المعادن الثقيلة، التي تشكّلت نتيجةً لتفكك التربة بفعل عمليات الحت، والتجوية، والترسيب، وتعتبر مصر، والبرازيل، والهند من أهمّ الدول استغلالاً للرمل الأسود.
تنقسم الرمال السوداء إلى قسمين حسب تركيز المعادن فيها، حيث تتكون من نسبة عالية من المعادن الثقيلة المستخدمة في العديد من التطبيقات الصناعية وبشكل خاص صناعة خامات الحديد، وأملاح السيريوم والسيليكا، كما تحتوي على نسبة قليلة من المعادن المشعة مثل المونازيت، وعلى نسبة كبيرة من الغازات والمعادن النادرة، ويعتبر الذهب، والبلاتين، والكروميت، والزركون والكاسترايت، والكروميت، والولفروميت، والروتيل، والألمنيت، والمنتيتيت، والمونازيت، والفوسفات، والثوريا، وعدد من الأحجار الكريمة مثل: الجارنت، والماس، والبريل، والكورندم من أبرز مكوّناتها.
يتم استغلال مكونات الرمل الأسود وتحويلها إلى منتجات اقتصادية بتكلفة تكنولوجية بسيطة، من خلال استخدام أجهزة تعمل على فصل الرواسب الثقيلة الموجودة في الرمال من دون نقل الرمل من أماكنها على الشاطئ لتجنّب حدوث تغيرات بيئية، حيث يتم استخدام جرافة وشفاطة في آن واحد توضعان في بركة بمعمق خمسة أمتار، ثم يتم تقليب الرمال الموجود في قاع البركة مما يؤدي إلى انهيار الرمال من القاع وما حوله، وبعد ذلك يتم شفط مزيج الماء والرمال باستخدام بطلمية رمال ودفع المزيج في أنبوبة إلى وحدة التركيز الأولي العائمة والتي تستخلص الركاز وتعيد الرمل المتبقّي إلى الخلف.
يدخل الرمل المستخلص المرحلة الثانية والتي يتم خلالها استخلاص المعادن بناءً على الوزن النوعي بين العادم والركاز، ثمّ يتمّ دفع مزيج الماء والرمال إلى جهاز فصل حلزوني، وتخليص الركاز من الشوائب المتبقيّة، ثمّ يمرّ المزيج بمرحلة جديدة داخل جهاز الفصل لفصل المعادن بالنقاء المطلوب، وتستخدم في هذه المرحلة الطرق الكهربائيّة والمغناطيسيّة، وتستغرق هذه العملية ساعات قليلة وبتكلفة زهيدة.