فوائد شعر الجسم
الشَّعر
يغطي الشَّعر أجسام الثّديّيات بدرجات متفاوتة، في معظم الثّدييات يكون الشَّعر وفيراً بما فيه الكفاية لتشكيل طبقة سميكة، وفي بعض الثّدييات مثل الحوت والفيل يقتصر شعر الجسم على شعيرات متناثرة، أما الشّعر الذي يوجد على جسم الإنسان فهو من الأقل كثافة من بين جميع الثّدييات.[1]
والشَّعر هو زوائد بروتينيّة (بروتين الكيراتين وبروتينات أخرى) تظهر على سطح الجلد، وتتألف الشَّعرة من جزأين، الجزء الخارجي وهو السّاق أو الجذع، والجزء الداخلي وهو الجذر الذي يكون مزروعاََ داخل بصيلة الشّعر (جريب الشَّعرة) تحت الجلد، والبصيلة جزء من بشرة الجلد، إلا أنّ جزءاََ من قاعدتها يكون محاطاََ بالأدمة، وعند انقسام الخلايا في قاعدة البوصيلات يتكوّن الشّعر، وعند اندفاع الخلايا للأعلى تتصلّب وتكتسب لونها المحدّد.[1]
شعر الجسم
يمكن تصنيف أنواع الشّعر الذي يغطي جسم الإنسان إلى:[1][2]
- شعر اللانوغو (بالإنجليزيّة: lanugo): وهو شعر يبدأ في النّمو في المرحلة الجنينيّة، إذ تظهر طبقة من الشَّعر النّاعم على جلد الجنين عندما يبلغ الشّهر الثّالث، أو الرّابع، وسرعان ما يتساقط هذا الشَّعر قبل الولادة أو بعدها بقليل، ثم يبدأ نوع آخر من الشّعر بالظهور.
- الشّعر الزّغبي (بالإنجليزيّة: Vellus): شعر رقيق غير مصبوغ يظهر خلال الشّهور الأولى من عمر الطّفل الرّضيع، ويغطي كل جزء من أجزاء الجسم باستثناء راحة اليدين، وباطن القدمين، والشّفتين، وبعض الأماكن الأخرى في الجسم.
- الشَّعر النّهائي (بالإنجليزيّة: Terminal hair): وهو شعر أكثر كثافة وخشونة يظهر في فترة البلوغ في مناطق محددّة من الجسم مثل الإبط، والعانة، أما عند الذّكور فيظهر في أماكن أخرى أيضاََ مثل الوجه (الشّارب واللّحية)، والأطراف، والبطن، والصّدر، ويعود الاختلاف في توزيع و كمية الشّعر بين الجنسين لهرمون الأندروجين الذي يُفرز بتركيز مرتفع عند الذّكور مقارنة بالإناث.
- أنواع أُخرى: الشعر الذي يغطي فروة الرّأس، وشعر الحواجب والرّموش.
فوائد شعر الجسم
يؤدي الشَّعر الذي يغطي أجسام الثّدييات وظائف عدة فهو يشكّل طبقة عازلة تحمي الجسم من البرد، كما أنّ ألوان الشَّعر التي تُشكّل معاطف الكثير من الحيوانات تكون مماثلة للون البيئة التي تحيط بها مما يزيد من قدرتها على تمويه نفسها والاختباء من الأعداء، وفي بعض الأنواع يختلف لون الشَّعر باختلاف الجنس مما يساعدعلى التّمييز بين الجنسين، وتفيد الشّعيرات التي تُشكّل الشّارب (بالإنجليزيّة: whiskers) كأعضاء إحساس عند الحيوانات ليليّة النّشاط، أما في النّيص على سبيل المثال فيساعد الشَّعر المتحوّر لاشواك في الدّفاع عن النّفس،[1] أما الشّعر الذي يغطي جسم الإنسان، فمن فوائده:[3]
- يساعد شعر فروة الرّأس على حماية الرّأس من حرارة وإشعاع الشّمس، إذ أنّ الرّأس من أكثر أجزاء الجسم تعرضّاََ لأشعة الشّمس، الأمر الذي يفسر غزارة شعر الرّأس مقارنة بالشّعر في أماكن الجسم الأخرى.
- يساعد الشَّعر القصير في تنظيم درجة حرارة الجسم، فهو يسهّل عملية افراز العرق الذي يؤدي إلى تبريد الجسم عند تبخره.
- يساعد شعر الإبطين والعانة على تعزيز الرّوائح الكيميائيّة التي تفرزها الغُدّة المفترزة العَرَقِيّة (بالإنجليزيّة: apocrine glands) وهي روائح مميزة شبيهة برائحة الفرمونات تختلف من شخص لآخر، وتساعد في جذب أفراد الجنس الآخر.
اضطرابات نمو شعر الجسم
تلاحظ معظم السّيدات وجود شعر خفيف وفاتح اللّون على أجزاء الجسم، وهو وضع طبيعي، ولكن في بعض الأحيان تعاني بعض السّيدات من النّمو الزّائد للشعر ويعود ذلك لبعض الاضطرابات مثل الشّعرانيّة (بالإنجليزية: Hirsutism) التي تصيب 5-10% من النّساء، وفي هذه الحالة تعاني السّيدة من ظهور شعر خشن وداكن اللون على الوجه، والذّراع، والبطن، والصّدر مثل الذي يظهر عند الذّكور ويعود سبب هذه الحالة لزيادة إفراز الهرمونات الذّكريّة أي الأندروجين، ومن أسبابها:[4]
- متلازمة تكيّس المبايض (بالإنجليزيّة: Polycystic ovarian syndrome): وهي حالة طبية تتمثّل بوجود أكياس على المبايض وتؤثر على إنتاج الهرمونات، وهي من أكثر أسباب حدوث الشَّعرانيّة.
- اضطرابات الغدة الكظريّة: تسبب إضطرابات الغدد الكظريّة نمو الشَّعر في الجسم بصورة زائدة لأنها تسبّب زيادة في إفراز الهرمونات الذّكورية (الأندروجينات)، ومن هذه الاضطرابات:
- تناول بعض الأدوية: يؤدي تناول بعض الأدوية إلى حدوث خلل في الهرمونات مما يزيد من نمو الشّعر، ومن هذه الأدوية:
- سرطان الغدة الكظريّة.
- أورام الغدة الكظريّة.
- فرط تنسج الكظريّة الخلقي.
- مرض كوشينغ.
- المينوكسيديل (بالإنجليزيّة: Minoxidil): هو دواء يُستخدم لتحفيز نمو الشّعر.
- السّيكلوسبورين (بالإنجليزيّة: cyclosporine): دواء مثبّط للمناعة، يُستخدم غالباً قبل زرع الأعضاء.
- المُنشِّطات البنائيَّة، أو السّتيرويدات البنائيّة (بالإنجليزيّة: anabolic steroids): مواد اصطناعيّة لها آثار مماثلة لهرمون التّستوستيرون الطّبيعي.
- هرمون التّستوستيرون (بالإنجليزيّة: testosterone): علاج يُعطى في حالة نقص هرمون التّستوستيرون في الجسم.
علاج الشّعر الزّائد
يمكن علاج مشكلة الشّعر الزّائد عن طريق:[4]
- علاج المشكلة التي تسبّب نمو الشّعر: أي علاج السّبب الحقيقي لظهور مشكلة الشّعر، مثل علاج الاضطرابات الهرمونيّة، و في بعض الأحيان قد ينصح الطّبيب بتقليل الوزن لأنّ السّمنة قد تسبّب اضطراب في إنتاج الهرمونات.
- استخدام كريمات طبيّة: في بعض الحالات قد يصف الطّبيب كريم إيفلورنيتين لتقليل نمو شعر الوجه.
- التّخلص من الشّعر الزّائد: يمكن التخلّص من الشّعر الزّائد بالطّرق التّقليدية مثل الشّمع، أو الحلاقة، أو استخدام مستحضرات إزالة الشّعر المتوفرة في الأسواق مثل الرّغاوي الكيميائية، كما يمكن إزالة الشّعر باستخدام الليزر الذي يُتلف بصيلة الشّعر فلا تتمكّن الشّعرة من النّمو، أو عن طريق جلسات إزالة الشّعر بالكهرباء.
أحكام شعر الجسم في الإسلام
دعا الإسلام إلى الاعتناء بالنّظافة بجميع أشكالها واهتم بشكل خاص بنظافة البدن، ومن المعروف أنّ الشَّعر الزّائد الذي ينمو في أماكن محددّة في الجسم، مثل: شعر الإبط، وشعر العانة، قد يتسبّب بظهور روائح كريهة، لذلك أمر الرسول عليه الصّلاة والسّلام المسلمين بإزالته مرة على الأقل كلّ أربعين ليلة، وقد ورد في الحديث الشّريف: (وُقِّتَ لنا في قصِّ الشاربِ، وتقليمِ الأظفارِ، ونتفِ الإبطِ، وحلقِ العانةِ، أن لا نتركَ أكثرَ من أربعينَ ليلةً).[5]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Hair", www.britannica.com, Retrieved 23-9-2018. Edited.
- ↑ Valencia Higuera (26-4-2017), "What Is Vellus Hair?"، www.healthline.com, Retrieved 23-9-2018. Edited.
- ↑ CRISTEN CONGER, "Why do humans have body hair?"، health.howstuffworks.com, Retrieved 23-9-2018. Edited.
- ^ أ ب Deborah Weatherspoon (11-10-2016), "Excessive or Unwanted Hair in Women"، www.healthline.com, Retrieved 23-9-2018. Edited.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم: 258.