أخذت نبتة حبة البركة أو الحبة السوداء بالظهور منذ القدم كعشبة معجزة فقد تمّ استخدامها بشكلٍ واسعٍ في علاج الأمراض المختلفة، وصناعة الأدوية، وكمنكِّهات طبيعية وتم استخدامها في الخبز والمخللات لانخفاض مستوى سُميَّتها، حيث إنّها تعتبَر عنصراً رئيسيّاً في الطب الهندي الشعبيّ، وكذلك تعتبر أفضل أنواع الغذاء لدى المسلمين، حيث ذُكِر في الأحاديث النبويّة أنّها تُستخدَم لعلاج كلّ الأمراض عدا الموت، وتعود أصول حبّة البركة إلى مناطق جنوب أوروبا، وشمال أفريقيا، وجنوب غرب آسيا، وتتم زراعتها في عدّة بلدان حول العالم منها بلدان الشرق الأوسط، والهند، وباكستان، وسوريا، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، ومن خلال الدراسات التي تمّ إجراؤها على نطاق واسع لفهم أنشطتها البيولوجية وقدراتها العلاجيّة، فقد تبيّن أنّها تمتلك مجموعة واسعة من التأثيرات الصحيّة، حيث إنّ لها تأثيراً مسكّناً للآلام، ومدرّاً للبول، وخافضاً للضغط، عدا عن أنّها مضادّة للسرطان، والالتهابات، والمايكروبات، وتُستخدَم بذورها أيضاً كعامل منشّط للكبد، والجهاز الهضمي، ومُحفِّز للشهيّة ولإدرار الحليب لدى المرضعات، وكمضاد للإسهال، وتعود معظم خصائص حبّة البركة العلاجية إلى احتوائها مركّب الثيموكينون (بالإنجليزية: thymoquinone) الذي له دور في تحسين الصحّة.[1]
لقد تمّ إثبات فعاليّة مغلي حبة البركة في علاج الربو حيث نُشرَت دراسة حول تأثير مغلي حبة البركة على مرض الربو في مجلة الصيدلة الأساسية والسريرية عام 2008، فقد أُجريَت هذه الدراسة على 29 شخصاً لمدّة ثلاثة أشهر، وكانت جميع نتائج الفحوصات، وتكرار نوبات الربو خلال أسبوع، وحدوث الصفير قد تحسّنت بشكلٍ واضحٍ بعد 45 يوماً، لدى الأشخاص الذين تناولوا مغلي حبة البركة يوميّاً، وبعد انقضاء فترة الثلاثة أشهر، ظهرت تحسُّنات أخرى إضافيّة على حدوث الصفير الصدري والمضاعفات الأخرى للمرض، حيث إنّ جميع الأعراض كانت مختلفة بشكل واضح بعد انقضاء فترة الثلاثة شهور مقارنة بحدوث تحسّن بسيط لدى الأشخاص الذين استخدموا الدواء الوهمي (بالإنجليزية: Placebo).[2]
ساهمت مستخلصات حبة البركة في علاج بعض الأمراض الشائعة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، والربو، كما أظهرت نشاطاً مضاداً للفطريات، والأورام، والالتهابات، ويُذكر أيضاً أنّ زيت حبة البركة يُمكن استخدامه في مجال التجميل، فهو يعمل على ترطيب البشرة، وجعلها أكثر نعومة، ويخفف من آثار الصدفيّة، كما أنّه يغذّي الشعر ويحميه من الجفاف، وكذلك فإنّ زيت حبة البركة أثبت قدرة على تخفيف الالتهابات، وتقليل البكتيريا ممّا يساعد على التئام وشفاء الجروح بشكل أفضل؛ فهو يعمل على تحفيز بعض العوامل التي تساهم في بناء خلايا جلديّة جديدة وصحيّة.[3]
يرتبط استخدام حبة البركة في تخفيف آلام المعدة والتشنجات الحاصلة فيها، كما يمكن أن يساعد زيتها على تقليل الغازات، وانتفاخ المعدة، والوقاية من حدوث القرح.
يُعتقد أنّ زيت حبة البركة يمتلك خصائص مضادة للسرطان، وقد يساعد على مكافحة سرطان الجلد عند استخدامه بشكل موضعي، حيث تحتوي حبة البركة على مركب الثيموكينون الذي أثبت قدرته على الحدّ من نمو الأورام في التجارب التي تمّ إجراؤها في المختبرات.
أشارت عدّة أبحاث إلى أنّ أخذ مستخلصات حبة البركة عن طريق الفم كلّ ثماني ساعات لمدة 4 أسابيع، قد يقلّل من عدد نوبات الصرع لدى الأطفال المصابين بالصرع.[4]
أشارت الأبحاث إلى أنّ تناول منتج يحتوي على مزيج من زيت حبة البركة، وفيتامين ي، ومركّب البيتا كاروتين (بالإنجليزية: beta-carotene)، والبيوتين (بالإنجليزية: biotin) عن طريق الفم يومياً، قد يُحسِّن من الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجلد والحكّة، وعلى الصعيد الآخر فإنّ بعض الدراسات لم تجد هذه النتائج لدى المرضى الذين استخدموا مرهماً مكوّناً من 15٪ من زيت حبّة البركة بشكل موضعي على الجلد لمدة 4 أسابيع.[4]
من الممكن أن يزيد زيت حبة البركة من تأثير الأدوية حيث إنّ زيت حبّة البركة يسلك المسار ذاته الذي تسلكه 90% من الأدوية الشائعة، لذا فإنّه يُفضَّل أن تتم استشارة الطبيب في حال أخذ احد أنواع الأدوية بانتظام، وبالرغم من كون زيت حبة البركة ذو فوائد عديدة لوظائف الكبد، إلّا أنّ استهلاك كمية كبيرة منه يمكن أن يكون ضاراً للكبد والكلى، لذا فإنّ من الأفضل استشارة الطبيب لتحديد الجرعة الملائمة في حال وجود مشاكل صحيّة مع أي من هذه الأجهزة.[3]
في الجدول الآتي توضيح كميّة العناصر الغذائية الموجودة في 100 غرام من حبة البركة:[5]