تُعتبر شجرة الزيتون واحدة من أقدم الأشجار المزروعة على وجه الأرض، ويعود موطنها الأصليّ إلى منطقة الأناضول أو آسيا الصغرى، ولكنّها تشهد حاليّاً انتشاراً واسعاً لثمارها في جميع أنحاء العالم، إذ تُستخدم لإنتاج زيت الزيتون عن طريق عصرها، والذي يُعرف بنكهته المميزة، وفوائده الصحية المتعددة، وإمكانية استخدامه في مجموعةٍ واسعةٍ من الأطباق، كالسلطات، والمقبلات، كما أنَّه يدخل في صناعة مستحضرات التجميل، والأدوية، والصابون، وقد كان يستخدم قديماً كوقودٍ للمصابيح التقليدية.[1][2][3]
وقد وُصفت شجرةُ الزيتونِ بأنّها مباركةٌ في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، فقال الله -عزّ وجلّ- في القرآن الكريم: (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)،[4] وفي السنّة النبويّة روى عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (كُلوا الزيتَ وادَهِنوا به فإنه من شجرةٍ مباركةٍ).[5]
على الرغم من انتشار العديد من الحميات الخاطئة (بالإنجليزية: Fad diet) التي تعتمد على شرب زيت الزيتون في تقليل امتصاص السعرات الحرارية وإنقاص الوزن؛ وذلك بشرب ملعقة منه يومياً قبل الوجبات، إلا أنّ هذه الحميات لا تمتلك أيّ دليلٍ علميّ، إذ إنّ الزيادة في تناوله عن ملعقة كبيرة في اليوم قد تسبّب الإصابةَ بالإسهال، والتعرّضَ للجفاف (بالإنجليزية: Dehydration)، وذلك لامتلاكه خصائص مليّنة (بالإنجليزية: Laxative)، لذا ينصح بالاعتدال في تناوله، بالإضافة لاستهلاكه بنفس الكمية كبديل عن الدهون المشبعة في النظام الغذائي للحصول على فوائده الصحيّة المتعددة؛ وذلك لكونه يحتوي على سعرات حرارية عالية، فيما بيّنت دراسات أخرى أنّ اتباع النظام الغذائي لسكان منطقة البحر الأبيض المتوسط والذي يتميّز بأنَّه غنيّ بزيت الزيتون يساعد على زيادة مستوى مضادات الأكسدة في الدم مما قد ينعكس إيجاباً على خسارة الوزن.[6][1][7]
يحتوي زيت الزيتون البكر الممتاز على العديد من المركّبات والعناصر الغذائيّة المهمّة التي تكسبه الكثير من الفوائد الصحيّة لجسم الإنسان، ومن هذه الفوائد نذكر ما يأتي:[6][2][3]
يبيّن الجدول الآتي القيمة الغذائية الموجودة في ملعقة كبيرة (13.5 غم تقريباً) من زيت الزيتون:[8]