يُمكن النظر إلى وجود الشعر على جسم الإنسان باعتباره جهاز تحذير ووقاية للجسم، حيث يختلف دور الشعر بحسب اختلاف المنطقة التي يتواجد بها على الجسم؛ فوجود الشّعر على الرّأس على سبيل المثال يُقدّم حماية لفروة الرّأس من أشعة الشّمس، كما يُشكّل أداة تساعد في عملية تنظيم درجة حرارة الجسم، ومن جهة أخرى فإن وجود شعر الحواجب والرموش يُفيد في حماية العينين من الإصابة بأي من المواد الغريبة والمؤثّرات الخارجية ويعمل على إبعادها، أما عن وجود الشعر في الأنف وقنوات الأذن فإنه يحتل أهمية في منع دخول الغبار والأوساخ وحتّى الحشرات إلى الجسم عن طريق التقاطها، إلى جانب إفادة شعر الأنف في عملية التظيم الحراري من خلال إسهامه في تنظيم درجة حرارة الهواء الذي يُستنشق قبل دخوله للجسم.[1]
وفقاً لدراسة أجريت على مجموعة من الأفراد لمعرفة تأثير امتلاك شعر الجسم على اكتشاف وجود طفيليات ماصّة للدّماء، كحشرة البق على الجسم، فحلق هؤلاء الأفراد الشعر عن منطقة معيّنة كالذّراع لاكتشاف النتيجة، ووجد أن وجود الشعر على الجسم يُسهم في تسريع عملية اكتشاف وجود الطّفيليات مقارنة بحالة عدم وجوده، فهو يعمل كمُستشعر لحركة هذه الطفيليات ويعمل على إعاقة حركتها، ممّا يؤدّي لإطالة المدة التي تستغرقها للوصول لمنطقة تغذية مناسبة لها.[2]
كان الشّعر قديماً وسيلة حماية للبشر الأوائل من الإصابة بالجروح أو تعرّضهم للخدوش، كما كان وسيلة لتطبيق التمويه عند الحاجة، ومن جهة أخرى يعتقد الخبراء بأن البشر القدماء كانوا قد فقدوا الكثير من شعر أجسامهم تبعاً لتغييرهم لمناطق الصيد الخاصّة بهم واتّجاههم نحو المناطق المداريّة؛ حيث إنّ عراء الجلد يُساعد على عملية تبريد الجسم، ولكنهم رغم ذلك احتفظوا بشعر رؤوسهم؛ ويرجع سبب ذلك لكون شعر الرأس علامة تجذب الذّكر نحو الأنثى.[3]
تتطرّق النقاط التالية لذكر بعض الفوائد الأخرى لنموّ ووجود الشّعر على جسم الإنسان:[3]