فوائد الهجرة
الهجرة
الهجرة في اللغة العربيّة: هي خروج الإنسان من مكان إلى آخر، وجمعها هجرات،[1] أمّا في الاصطلاح، فإنّ الهجرة تعني: انتقال الأفراد من مكان جغرافيّ إلى آخر، بغضّ النَّظَر عن المسافة التي يقطعونها، وبغضّ النَّظَر عن سبب الهجرة، إلّا أنّ مصطلح الهجرة لا يشمل حركة انتقال البدو من مكان إلى آخر؛ لأنّهم لا يعيشون في مكان ثابت ومُحدَّد.[2]
إنّ للهجرة نوعين رئيسيّين، هما:[2]
- هجرةخارجيّة: وهي انتقال الأفراد من موطنهم إلى موطن آخر، عبر الحدود السّياسيّة، مهما كانت المسافة التي يقطعُها المهاجر، وتنقسم الهجرة الخارجيّة إلى نوعَين، هما:
- هجرة داخليّة:وهي انتقال المهاجر من مكان إلى آخر داخل حدود موطنه، كالهجرة من الريف إلى الحَضَر، وهنالك نوعان للهجرة الداخليّة، هما:
- هجرة خارجيّة دائمة، حيث ينفصل فيها الفرد عن بلده الأصليّ، ويسعى إلى التأقلُم مع البلد الذي هاجر إليه.
- هجرة خارجيّة مُؤقَّتة؛ وهي هجرة قصيرة، أو طويلة الأمد، إلّا أنّها غير دائمة، يسعى فيها المهاجر إلى عمل أفضل؛ لتحسين مستوى معيشته.
- هجرة الأفراد من إقليم إلى آخر، أو من منطقة إلى أخرى داخل حدود الدولة.
- هجرة الأفراد من الريف إلى المُدُن، حيث ظهرت هذه الهجرة بشكل كبير في النصف الثاني من القرن العشرين.
فوائد الهجرة
إنّ للهجرة على اختلاف أسبابها وأنواعها فوائد كثيرة للدُّول الجاذبة للمهاجرين، وكذلك الدُّول التي يخرج منها المهاجرون، وتتمثَّل هذه الفوائد بالنقاط الآتية:[3]
- يتمّ ملء الوظائف الشاغرة في البد المُضيف، مع الحفاظ على النموّ الاقتصاديّ فيه.
- يُصبحُ البلد المُضيف مُتنوِّعاً ثقافيّاً.
- يجلب المهاجرون معهم العديد من الأفكار الإبداعيّة، والطاقة الكبيرة.
- تزيد نسبة التحويلات الماليّة للدُّول التي يُهاجر منها الأفراد.
- تَقلُّ نسبة البطالة، وتزداد فرصة المهاجرين في تحسين مستوى معيشتهم.
- يُصبحُ المهاجرون قادرين على الادِّخار، كما أنّهم يحصلون على مهارات مختلفة؛ بسبب هجرتهم.
ومن الجدير بالذكر أنّه قد أُجرِيت دراسة حول الهجرة، والمهاجرين، من قِبَل وزارة التوظيف والتعليم في أكسفورد، حيث أشارت هذه الدراسة إلى أنّ المهاجرين يساهمون في تغذية الطَّفْرة الاقتصاديّة، كما تساهم العمالة المهاجرة في إبقاء بعض الشركات في السوق، وممّا أظهرته هذه الدراسة أيضاً، أنّ للمهاجرين فوائد عديدة في المجال السياحيّ، من خلال تحديث طُرُق جوّية جديدة، كما أنّ للهجرة تأثير جيّد في العمالة المحلّية، وكفاءتهم، وهي تساهم في إظهار نَهْج، وفِكْر جديد للشركات، وتُسهِّل النموّ الاقتصاديّ في البلد المُضيف.[3]
سلبيات الهجرة
كما أنّ للهجرة إيجابيّات وفوائد، فإنّ لها سلبيّات أيضاً، وهذه السلبيّات تتمثَّل فيما يأتي:[3]
- زيادة عدد السكّان، وهذا من شأنه أن يُؤثِّر، ويُشكِّل ضَغْطاً على الخدمات العامّة في الدولة الجاذبة للمهاجرين.
- سهولة الهجرة والتنقُّل من مكان إلى آخر، قد يتسبَّب في انتشار الجريمة، والتجارة بالبَشَر.
- احتماليّة ازدياد نسبة البطالة إذا كانت هنالك أعداد كبيرة من المهاجرين.
- تجاهُل أصحاب العمل للابتكار، والغنتاجيّة، والتدريب، في حال وجود عمالة منخفضة الأجر.
- افتقار الدُّول المانحة للمهاجرين للأشخاص ذوي التدريب العالي، والذين يهاجرون إلى دولة أخرى، وخصوصاً هؤلاء الذين يعملون في المجال الصحّي.
- ظهور مشاكل اجتماعيّة تتمثَّل نشوء الأطفال بعيداً عن آبائهم؛ نظراً لهجرة الآباء إلى خارج البلاد.
أسباب الهجرة
يُهاجر العديد من الناس لأسباب مختلفة، تختلف من شخص إلى آخر، وهذه الأسباب نذكرها فيما يأتي:[4]
- أسباب اقتصاديّة: تُعتبَر الأسباب الاقتصاديّة من أهمّ الأسباب التي تدفع الناس إلى الهجرة، سواء أكانت هجرة داخليّة، أم خارجيّة، حيث يسعى الناس إلى تحسين مستوى معيشتهم من خلال الهجرة إلى أماكن أخرى، وخصوصاً الهجرة من الريف إلى المدينة، وتُعتبَر الهجرة الداخليّة مُرتبِطةً بشكل كبير بالأسباب الاقتصاديّة.
- أسباب اجتماعيّة: إنّ من أهم الأسباب الاجتماعيّة لهجرة الناس: صِلة القرابة، واللغة، والدين، والمعرفة، وكذلك القوميّة؛ إذ يُهاجر الناس إلى المناطق التي يُوجَد فيها مهاجرن سابقون تَربطُهم بهم علاقات وروابط اجتماعيّة، وتُعتبَر هجرة الألمان إلى البرازيل، واستيطانهم في المناطق الجنوبيّة منها، من الأمثلة على الهجرة لأسباب اجتماعيّة.
- أسباب جغرافيّة: تتمثَّل الأسباب الجغرافيّة برغبة المهاجرين في الانتقال إلى أماكن ذات مساحات أوسع؛ حيث تتوفَّر فيها فُرَص عمل أكثر، بالإضافة إلى التنوُّع الجغرافيّ، والمناخيّ فيها، وهذا ما يجعل فُرَص العمل فيها أكثر تنوُّعاً.
- أسباب دينيّة: يهاجر العديد من الناس إلى أماكن أخرى لأسباب دينيّة؛ نظراً لتعرُّضهم للاضطهاد؛ بسبب كونهم أقلّيات دينيّة.
- أسباب سياسيّة: تظهر الأسباب السياسيّة للهجرة بشكل كبير في الهجرات الدوليّة؛ حيث يُهاجر الناس رغبة منهم في الحصول على حرّياتهم (حرّية التعبير، والمُعتقَد).
- أسباب حكوميّة: تظهر هذه الأسباب من خلال ما تنفِّذه بعض الحكومات، من توجيه المهاجرين نحو أماكن مُعيَّنة في البلاد؛ من أجل تطويرها، وتحديثها.
أمثلة على الهجرات
- هجرة الآشوريّين والأكاديّين إلى الهلال الخصيب.
- هجرة العرب المسلمين بعد قضائهم على البيزنطيّين، والفرس، في منتصف القرن السابع الميلاديّ.
- هجرة اليهود من ألمانيا بعد الحرب النازيّة، وهجرتهم أيضاً إلى فلسطين.
- هجرة المَجريّين في عام 1956م، إلى الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، وأوروبا.
- هجرة اللاجئين من رواندا، إلى تنزانيا، وزائير.
- هجرة البوسنيِّين إلى أوروبا، وألمانيا؛ بسبب حرب البلقان.
- هجرة العديد من الناس بعد الحرب الأهليّة التي حصلت في أمريكا.
- الهجرة التي صاحبت الثورات في كلٍّ من: فرنسا، والصين، وروسيا.
- هجرة العديد من الشيليّين في عام 1973م، بعد إسقاط حُكم الرئيس أليندي.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى هجرة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-8-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب سعد الخرسان (2-2-2015)، "المحاضرة الثانية عشر الهجرة تعريفها وانواعها ودوافعها ونتائجها"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 15-8-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "THE PROS AND CONS OF MIGRATION", www.embraceni.org, Retrieved 15-8-2018. Edited.
- ↑ سعد الخرسان (28-2-2016)، "دوافع الهجرة وآثارها"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 16-8-2018. بتصرّف.
- ↑ محمود السباعي، "نحو نظرة جديدة لتاريخنا العربي"، books.google.jo، اطّلع عليه بتاريخ 16-8-2018. بتصرّف.
- ↑ مفيد يونس، إقتصاديات السكان، عمان - الأردن: المنهل، صفحة 165. بتصرّف.