تعرف طواحين العقل بأنّها آخر ما ينمو من الأسنان، لكن لا يكون لديها مساحة كافية للنمو أو الخروج بشكل طبيعي؛ لأنّها توجد أقصى الخلف من الفم، ولمعظم الأشخاص أربعة طواحين عقل اثنتان في الجزء الخلفي من الفم واثنتان في الجزء العلوي منه، لكن من الممكن أن يكون لدى الإنسان عدد أقل أو أكثر من هذه الطواحين، وفي حالة زيادة عددها فإنّها تُسمى بالأسنان الزائدة، ويبدأ ظهورها في فترة العمر بين 17 سنة إلى 25 سنة.
سُميت طواحين العقل بهذا الاسم لأنّها تظهر في فترة بلوغ الإنسان وعقلانيته أي سن رشده، وفي الحقيقة إنّ طواحين العقل ليس لها أي علاقة بالعقل أو وظائفه، ولا يوجد أي سبب يربط اسمها بمهام وأجزاء عقل الإنسان.
إنّ طواحين العقل هي طواحين زائدة ليس لها حاجة ضرورية على الأغلب، لكنّها ساعدت القدماء على طحن الأنسجة النباتية المختلفة، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أنّ جماجم الإنسان القديم كانت تحتوي على أسنان أكبر وذوات أسنان أكثر، وبالتالي فإنّ طواحين العقل ساعدتهم بشكلٍ كبير على مضغ وهضم أوراق الشجر واللحوم النيئة والأطعمة القاسية؛ للتعويض عن عدم القدرة على هضم السيليوز بالدرجة المطلوبة.
على الرغم من تغير نظام الإنسان الغذائي منذ القِدم إلى الآن إلا أنّ طواحين العقل ما زالت تنمو في فم الأسنان، ولها مجموعة من الفوائد التي تعود على الإنسان البالغ بالنفع منها ما يأتي:
إنّ المشكلة الأساسية في طواحين العقل أنّ كبر حجمها يؤثر في نمو بقية الأسنان الأخرى، كما أنّ ظهورها بشكل غير طبيعي كأن تنمو بشكل أفقي أو مائل يسبب التهابات شديدة في لثة الإنسان والأسنان المجاورة لها، كما يُمكن أن تنتفخ اللثة ويشعر الإنسان بألم شديد وغير محتمل عن نمو ضرس العقل تحت اللثة.