-

فوائد الصلاة للجسم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الصلاة

إن للصلاة في الدين الإسلامي مكانةً عظيمةً، ومنزلةً رفيعةً لا تبلغها عبادة أُخرى، فهي عماد الدين ورأس الأمر في الإسلام، وتأتي في أركان الإسلام بعد الشهادتين بكونها برهانٌ على ما وقر في القلب، وإقامة الصلاة تكون بأدائها بما فيها من الأركان والفروض مع مراعاة سننها بأوقاتها المحددة، وهي من العبادات التي لم تُفرض في الأرض، وإنَّما أنعم الله -تعالى- بها على نبيّه -صلى الله عليه وسلم- بالعروج إلى السماء وخاطبه الله -تعالى- بفرضها، وكانت في حادثة الإسراء والمعراج التي سبقت هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحو ثلاث سنين.[1]

وقد كانت في بداية الأمر خمسين صلاة، ثمَّ خفّفت إلى خمس صلوات، ومن عظيم فضل الله -تعالى- على عباده أنَّه خفّف عدد الصلوات وأبقى ثوابها كخمسين صلاة، ومن البركات التي يَنعم بها المصلّي أنَّ الله -تعالى- يمحو بصلاته الخطايا والذنوب، وهي كذلك أوّل ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة؛ فإن صلُحت فقد أفلح العبد ونجح، وإن فسدت خاب وخسر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاتهُ، فإن صلُحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وإن انتقَص من فريضته، قال اللَّه تعالى انظُروا لِعبدي من تطوُّعٍ يُكمَّل به ما انتقص من الفريضة، ثمَّ يكونُ سائرُ عمله على ذلك).[2][1]

فوائد الصلاة لجسم الإنسان

لم تظهر دراسات علمية ثابتة في الفوائد الصحية لحركات الصلاة والسجود على جسم الإنسان، ولكن بشكلٍ عام فإن الصلاة بحركاتها تساعد على زيادة مرونة عضلات جسم الإنسان، وتساهم كذلك في تمديد هذه العضلات.[3]

فضائل الصلاة

الصلاة سكينةٌ للنفس وطمأنينةٌ للروح، وتظهر من خلالها العلاقة الحقيقية بين العبد وربّه، فالمسلم حين يقف خاشعاً بين يدي الله -تعالى- يكون في أصدق حالاته، لِما يظهر منه من التذلّل بين يديه وإظهار الحاجة الدائمة إليه، وهو من خلال هذه العبادة يستشعر ما يجب عليه لله -تعالى- من الطاعة المطلقة التي تسمو بنفسه وتُزكّيها، ومنزلة الصلاة في الإسلام كمنزلة الروح من الجسد، وهي آخر وصيةٍ أوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين، ودائماً ما تقترن الصلاة بذكر الله تعالى، وهي بما فيها من الأركان والشروط والسنن والواجبات تنهى المصلّي عن الفحشاء والمنكر.[4]

وتتميَّز الصلاة عن باقي العبادات بكونها لا تسقط عن المؤمن، ولا يجوز له التكاسل فيها، وإن مرض فلم يتمكَّن من الوقوف صلَّى قاعداً، فإن لم يتمكّن صلَّى على جنبه، فإن عجز عن ذلك صلَّى بالإيماء، حتى إنَّها لا تسقط عن المقاتلين في صفوف المعركة؛ فيُصلّونها على الهيئة التي تليق بحالهم، وقد شدَّد الله -تعالى- على من يُفرِّطون فيها بقوله: (فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا إِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَأُولـئِكَ يَدخُلونَ الجَنَّةَ وَلا يُظلَمونَ شَيئًا)،[5] وتعتبر الصلاة مناجاةٌ لله تعالى؛ أي مخاطبتة من قريبٍ، فإذا داوم العبد على مناجاة الله خمس مراتٍ في اليوم والليلة لا شك أنَّ هذا مما يقوّي روحه ويشعره بمعية الله -تعالى- له، وفيه كذلك انتزاع للمادية بالتوجّه إلى الله والوقوف على بابه والتعرّض لرحمته وكبريائه، وفي الصلاة تربيةٌ لضمير المسلم، فيدعو ذلك صاحبه إلى فعل الخير والابتعاد عن الشر، وتتعدّى الصلاة بفائدتها من الفرد إلى المجتمع، فقد أوجب الإسلام صلاة الجمعة التي تعمل على تقوية الروابط الاجتماعية، ونفي الفرقة، ولا شكّ أنَّ هذه من أسمى الغايات التي تنبثق عن أداء صلاة الجماعة لا سيّما صلاة الجمعة.[4]

كيفية الخشوع في الصلاة

تتنفّس الروح بالصلاة الخاشعة بعد أن تتشبّع بضغوط الحياة وقسوتها، وقد امتدح الله -تعالى- الخاشعين في القرآن الكريم، كما أثنى عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وعدَّ من يبكي وهو يذكر الله -تعالى- خالياً حتى تفيض عيناه من الدمع من السبعة الذين يُظلّهم الله يوم القيامة في ظلّه يوم لا ظلَّ إلا ظلّه، والخشوع كما يقول ابن رجب رحمه الله: "لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء لأنها تابعة له"، ولا يمكن استشعار لذّة الخشوع إلا بعد العلم بالله وأسمائه وصفاته، ومن الأسباب الجالبة للخشوع الترديد مع الأذان حتى تنفكّ النفس عن الدنيا وتتجهّز لهذا الخير العظيم، ثمَّ الاجتهاد بالدعاء، فالدعاء بين الأذان والإقامة من المواطن التي تُرجي فيها الإجابة، وكذلك الإحسان في الوضوء باستشعار خروج الخطايا مع ماء الوضوء، ومما يُكسب النشاط في أداء الصلاة الاستعداد باللباس النظيف، والمكان الملائم البعيد عن الإزعاج والضوضاء.[6]

الصلوات غير المفروضة

تسمَّى الصلوات المشروعة في الإسلام زيادة على الفروض الخمسة بصلاة التطوّع، وهي تَجبر ما كان من التقصير في الفرائض يوم القيامة، ومنها السنن الرواتب؛ وهي التي تُصلّى قبل وبعد الفرائض، فقبل الفجر ركعتان، وأربع ركعاتٍ قبل الظهر واثنتان بعدها، وركعتان بعد فريضة المغرب، وركعتان بعد العشاء، ومن أفضل الصلاة بعد الفرائض صلاة الليل على أن تُختم بصلاة الوتر، وفي صلاة الضحى يقدّم الإنسان صدقةً عن كل سلامى من جسمه، كما يُشرع لمن دخل المسجد أو أراد الجلوس فيه أن يصلّي ركعتين تحية للمسجد.[7]

المراجع

  1. ^ أ ب "مكانة الصلاة في الإسلام"، www.islamqa.info، 2003-3-4، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2019. بتصرّف.
  2. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1/247، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  3. ↑ "8 Relaxing Total Body Stretches", www.verywellfit.com, Retrieved 29-05-2019. Edited.
  4. ^ أ ب عبد العزيز الدهيشي (6-6-2013)، "فضل الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2019. بتصرّف.
  5. ↑ سورة مريم، آية: 59-60.
  6. ↑ رقية المحارب، "كيف تخشعين في الصلاة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2019. بتصرّف.
  7. ↑ "الصلوات غير المفروضة "، www.ar.islamway.net، 2003-12-6، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2019. بتصرّف.