-

فوائد القراءة والمطالعة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القراءة

تُعتبَر القِراءة من أهمّ المهارات التي يتعلمها المَرْء في مراحل الدِّراسة الابتدائية، فهي مرتكز أساسي كي يستمر المرء في التعلُّم وتلقِّي المعلومات،[1] وهي الجُزء المُكمِّل لِحياة الفرد من النَّاحية الشّخصيَّة والعمليَّة، وهي المِفتاح الّذي يقودُنا نحو العِلم والمعرِفة المُتنوعة،[2] وتختلف مواضيع القِراءة لدى الأفراد باختلاف اهتماماتهم، هُناك من يَعتبِر القِراءة وسيلة لِيملأ أوقات فراغه ويستمتع بِوقته، وهناك من يعتبرها ضرورة ومنهجاً لِحياته، سنتعرَّف في هذا المقال على مفهوم القِراءة وأهدافها، كما سنتعرّف أيضاً على الفرق بينها وبين المُطالعة.

فوائد القراءة والمطالعة

تعود القِراءة والمُطالعة على الصِّحة العقليَّة بفوائِد عظيمة منها:[3]

تقوية الوصلات العصبيَّة

القِراءة والمُطالعة من الأنشطة المُحفِّزة لِدماغ الإنسان للقِيام بوظائفه، كما تعمل على تطوير قدرته على التّحليل والتواصُل خاصّة لدى الاطفال وتقوي القِراءة وصلات الدّماغ العصبيَّة.

تعزيز التَّركيز

تُعد القِراءة من الأنشطة الذهنية الّتي تساعد على زيادة مستوى التَّركيز لدى القارئ؛ إذ إنّ قِراءة النُّصوص و تحليلها والتأمل والتفكير فيها يعمل على تنمية القدرات التأمليَّة والتعبيريّة سواء الشفويّة أو الكتابيّة، وبالتالي ترفع مستوى التركيز، كما أنّ الجهد المطلوب من القارِئ في تتبُّع سياق النص المقروء أو الحِفاظ على سَيْر الأحداث في رواية معينة أو الاحتفاظ بأسماء الشخصيّات من شأنه أن يرفع مستوى التَّركيز أيضاً، ومن نصائح الخبراء لزيادة التَّركيز تناول الفرد لأنواع معينة من الطعام، والنوم لفترات كافية، والابتعاد عن العادات الصحيّة السَّيئة مثل التّدخين.

تطوير القدرات الإبداعيَّة

لقد ربط الكثير من المُختصين بالصِّحة العقليَّة تطوُّر القدرات الإبداعيّة لدى الفرد بمعدل القراءة والمطالعة، ووُجِد أنّ العلاقة طردية بحيث أنّ القِراءة والمُطالعة تُمكِّن القارئ من التفكير بطريقة غير مألوفة؛ وذلك لتعدد ثقافته وتجدُّدِها.

تنشيط الذاكرة

تُعتبر القِراءة والمُطالعة نشاطاً دِماغيّاً يزيد من نشاط القارئ الذِّهني، كما يُعزِّز المهارات العقليَّة، ويٌقلّل من فقدان الذَاكرة والإصابة بمرض الزهايمر، وقد وُجِد أنّ إصابة القُرّاء بمرض الزّهامر تأتي بوقت مُتأخّر مُقارنه مع غير القُرَّاء.

مُقاومة الاكتئاب والتوتر

تُقلِّل القِراءة والمُطالعة من مُعدّل الاكتئاب والتوتُّر العصبي؛ وذلك لأنّها تقلّل من الأفكار السلبيّة الّتي قد يكون القارئ اكتسبها من المُجتمع ومن بعض التّجارب في حياته الشّخصيّة، كما أنّ القِراءة تحدّ من الأمراض العصبيّة البسيطة مثل: الأرق والصُّداع، ولمقاومة الاكتئاب يُمكِن للشّخص أن يضع خطّة استراتيجية لِقراءة كتب معينة في مجالات يحبّها، مثل: مجال الرّواية، أو السيرة الذَّاتيَّة، أو التنمية البشريَّة.

تحفيز الذهن

تختلف مُحفِّزات العقل من شخص لِآخر، وتُعدّ القِراءة من أهمّ هذه المُحفِّزات، فاستقبال معلومة جديدة واستيعابها وتحليلها من شأنه أنْ يُحفِّز العقل على العمل، ولذلك يُنصَح بِتجنُّب قِراءة الكتب الّتي تحتاج إلى جهد عقلي كبير قبل النّوم؛ إذ إنّ العقل في هذه الفترة يُهيّئ نفسه للدُّخول في حالة خمول، وبالتّالي لن يستجيب مثل وقت الصباح مثلاً.

من فوائد القِراءة والمُطالعة أيضاً أنّها تُنمِّي جانب المعرفة في مجال القِراءة، وتُكسِب الشّخص الخبرات والمعارف في مواضيع مُختلفة، وتزيد القِراءة من الحصيلة اللغويَّة للفرد، فيستطيع بذلك التعبير عن نفسه أكثر،[3] كما أنّ القِراءة تُحفِّز الفرد على التعلُّم الذّاتي، وهي وسيلة للتعرُّف على الثَّقافات الأخرى واستغلال الوقت بما هو مفيد،[2] وتؤثِّر القِراءة بِشكل إيجابي على شخصيَّة القارئ، فقد لوحِظ أنّ المُتعة الّتي يَحصُل عليها القارئ تجعله شخصاً مِعطاء ومُقبِل على الأعمال التطوعيَّة أكثرمن غيره، ويُصبِح القارئ شخصاً ذو خيال واسع وقادر على الابتكار، وتُساعِد القِراءة على النّوم بهدوء وتمنح الهدوء وصفاء الذِّهن.[4]

القراءة والمطالعة والفرق بينهما

تعريف القِراءة

تُعرَّف القِراءة في اللُّغة كما جاء في قاموس المعجم الوسيط أنّها مَصْدَر الفِعل قَرَأَ ويُقال قِراءة الكُتُب أيْ تِلاوتها، وجاء في معجم المعاني الجامِع أنَّ القِراءة هي: (صوت النُّطق بالكلام بالمكتوب)،[5] القِراءة سلسلة من المهارات الَّتي تقوم على إدراك العلاقة بين الرُّموز المكتوبة والأصوات المنطوقة وإدراك الدَّلالة للرُّموز المرئيَّة، كما أنّ القراءة عملية عقلية تشتمل على تفسير الرُّموز الَّتي يراها القارئ، واستحضار خبراته السَّابقة لِفهمها والتَّفاعل معها، وتبدأ علية القراءة بالتّركيز على كلمة وانتهاءً بالحصول على المعنى الكامِل.[1]

تعريف المُطالعة

المُطالعة في اللغة كما جاء في معجم المعاني الجامِع أنّها مَصدَر الفِعل طالَعَ، ويُقال مُطالعة الكُتُب أيْ قِراءتها،[6] أمّا في الاصطلاح فالمُطالعَة هي عمليّة فكريَّة، تتطلّب تفاعُل القارئ، فيقرأ بطريقة سليمة، ويفهم ما يقرأ أيضاً، ثم يُنفِّذ ما قرأه وفَهِمَه ويستخدمه في حل المُشكِلات الّتي تُواجهه في حياته، إذاً القِراءة هي القُدرة على النُّطق بالكلمات والعبارات المختلفة، أمّا المُطالعة فتتطلّب القِراءة بِدقة وفهم معاني الكلمات والجُمل، فعندما تنفصل القِراءة عن الدقة والفهم الصّحيح لا يُمكن أن تُسمّى مٌطالعة.[7]

أهمية القراءة في مرحلة الطفولة

تُعد القِراءة في مرحلة الطُّفولة من أهم أساليب تنمية المهارات الفكريَّة لدى الأطفال، كما تعمل على زيادة ثقافتهم وتطوير مهاراتهم الفرديَّة، ومن فوائد القِراءة في مرحلة الطُّفولة:[8]

  • تعزيز المفردات اللغوية للطفل.
  • تشجيع الطفل على البحث وطرح الاسئلة الّتي تجول في خاطره.
  • تحسين المهارات الكتابيّة للطفل.

القراءة في الإسلام

تتجلَّى أهميَّة القِراءة في الإِسلام بِشكل واضِح في أولى الآيات الّتي نزلت على سيِّدنا مُحمَّد عليه الصلاة والسَّلام عن طريق الوحي، والّتي أمَرَه الله فيها أنْ يتعلَّم القِراءة، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)،[9] فكثيراً ما نسمع الأشْخاص يُجيبون على سؤال بعضهم البعض عن هواياتهم فيكون الرّد هوايتي هي القِراءة، ولكنّ القِراءة في الإسلام ليست هواية وإنّما منهج حياة، فقد بدأ الوحي كلامه مع الرّسول الأمّيّ بِكلمة صريحة وأمرٍ واضح يَحمِل منهج حياة الإنسان وهو إقرأ.[10]

حدّد الله سبحانه وتعالى لنا في سورة العلق ضابطَين أساسيَّين للقِراءة؛ الأول يَظهر في قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)،[9] بحيث يتضّح أنَّ القِراءة يجب أن تكون باسم الله، فلا يجوز قِراءة ما ينهى عنه الله أو ما يُغضِب الله عز وجل، والضابط الثاني يظهر في قوله تعالى: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،[11] بحيث يُوِضّح أنّه يجب ألّا يتكبّر الإنسان بما يَحصُل عليه من علم بسبب القِراءة، فمهما وصل الإنسان من درجات عُليا في العلم عليه أن يتذكّر أنَّ الله سبحانه وتعالى هو الّذي علّمه.[10]

إذاً فإنّ مِفتاح قِيام أُمَّة الإسلام هو كلمة إقرأ، فَأُمَّة إقرأ لا بُدَّ أنْ تَقرأ، والأُمَّة التي لا تقرأ هي أُمَّة غير مَرهوبة من جانب أعدائِها، وعلى الرّغم من قيمة القِراءة وأهميتها على مَرِّ الأزمان والعُصور المُختلفة إلا أنَّنا نجد أنّّ الأُمة الإسلاميَّة تُعاني اليوم من أُميَّة شديدة غير مُباشِرة في مُختلف المجالات، فمثلاً نَجِد أنَّ هُناك من لايَعرِف شيئاً عن الدِّين، وهناك من يعاني من أُميَّة سياسيّة، والكثير يُعاني من أُميَّة قانونيَّة، فلا يَعرِف حقوقه وواجباته في المُجتمَع، وهناك من لا يَعرِف أموراً عامَّة قد تكون في غاية الأهميَّة، أمّا نِسبة الأُميَّة عند الشُّعوب المُسلِمة والّتي نعني بها عَدَم القُدرة على القِراءة والكِتابة فَتَصِل إلى 37%.[10]

مجالات القراءة في الإسلام

يتساءَل الكثير من الأشخاص الّذين لديهم الحماس والعزيمة للقِراءة عن أهم المجالات الّتي يجب أن يقرؤوا فيها، ولِلوُصول إلى الهَدف المُبتغى من القِراءة، فَهناك عشرة مجالات للقِراءة وهي:[10]

  • قِراءة القُرآن الكريم.
  • قِراءة الحديث النبوي الشريف.
  • قِراءة كُتُب العلوم الشّرعيّة.
  • القراءة في مِجالات التَّخصُص، فيقرأ الشخص في مجال تخصُّصه الدّنيوي لِيرتقي بنفسه وبِمستواه العِلمِي.
  • القِراءة في التَّاريخ.
  • القِراءة في الواقع، والمَقصود هُنا الواقِع الذي نعيشه سواء أكان علمي أو اقتصادي أو سياسي.
  • القِراءة في مجال الرأي والرأي الآخر.
  • القِراءة في مجال الشبهات الّتي أثيرت حول الإسلام والمسلمين وكيفية الرّد عليها.
  • القِراءة في مجال الأطفال.
  • القِراءة التّرويحيَّة والّتي تهدف إلى التّرويح عن النَّفس.

القراءة السّريعة

تُعدّ القِراءة السَّريعة من أهداف معظم القُرّاء، وهي هدف صعب نوعاً ما لا يَقدِر الكثير على تحقيقه، وقد وَجَد العُلماء أنّ الإنسان قادر على قراءة أكثر من 250 كلمة في الدَّقيقة، وبذلك فإنَّ تسريع عمليّة القِراءة ممكنة ودون أنْ يُقلّل ذلك من كفاءتها، ولِزيادة سُرعة القِراءة يجب التدرُّب على ذلك باستمرار مع تركيز العَيْن على كل الحروف الموجودة في الكلمة المقروءة؛ وذلك لِيتمكَّن العقل من دمج الصور الواصلة إلى العين لتشكيل الكلمات المفهومة.[12]

هناك بعض العوامل يجب أخذها بعين الاعتبار لِزيادة سرعة القِراءة وهي:[12]

  • التوقُّف عن النُّطق الباطِن.
  • التخلُّص من القِراءة كلمة بكلمة.
  • اختيار الوقت المُناسب للقِراءة.
  • قِراءة كتاب القِراءة السَّريعة لِلكاتب توني بوزان.

المراجع

  1. ^ أ ب الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن (2011-5-30)، "القراءة؛ مفهومها، تطورها، أهميتها، مهاراتها"، كنانة أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أصيل ياسين (2011-9-22)، "أهمية القراءة في حياتنا"، جمالك، بتصرّف.
  3. ^ أ ب ديالا الرفاعي (2015-9-25)، "6 فوائد تعود بها القراءة والمطالعة على الصحة العقلية"، انكتاب، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-18. بتصرّف.
  4. ↑ رنا عفيفي (2015-3-9)، "9 فوائد صحية تجنيها من القراءة"، أخبار الآن، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-18. بتصرّف.
  5. ↑ "تعريف و معنى قراءة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-17. بتصرّف.
  6. ↑ "تعريف و معنى مطالعة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-17. بتصرّف.
  7. ↑ "تعريف المطالعة"، المعارف، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-17. بتصرّف.
  8. ↑ "شاهد أهمية القراءة في مرحلة الطفولة"، طقس العرب، 2015-8-23، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-17. بتصرّف.
  9. ^ أ ب سورة العلق، آية: 1.
  10. ^ أ ب ت ث د. راغب السرجاني (2006-1-25)، "القراءة منهج حياة "، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-18. بتصرّف.
  11. ↑ سورة العلق ، آية: 2-5.
  12. ^ أ ب "القراءة السريعة: كيف تضاعف سرعتك في القراءة؟"، انكتاب، 2016-8-14، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-18. بتصرّف.