فوائد بول الإبل البكر
الخلاف حول استخدام بول الإبل للعلاج
يرى بعض الناس أن في الطب البديل علاجات فعالة تستحق الدراسة والتعاطي معها، ويرى البعض الآخر أن نتوخى الحذر من استخدام علاجات شعبية لم تُثبت الدراسات أمان استخدامها، ومن هذه العلاجات الشعبية بول الإبل، ونورد في هذا المقال الرأيين المختلفين حول التداوي ببول الإبل.
تحذيرات منظمة الصحة العالمية
أصدرت منظمة الصحة العالميّة عدداً من التحذيرات حول استخدام منتجات الإبل، كاللحوم، والألبان، والبول، بعد انتشار فيروس كورونا الشرق الأوسط (بالإنجليزية: Middle East coronavirus)، والذي يتسبّب بالإصابة بما يُعرف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة (بالإنجليزية: Middle East Respiratory Syndrome)، لذلك يجب الحذر عند استخدام منتجات الإبل والتأكد من سلامتها وعدم احتوائها على أيّ من الأمراض أو السموم والحصول عليها من المصادر الموثوقة فقط؛ لتجنّب الإصابة بمجموعة من الأمراض المختلفة، كما يجدر التنبيه لضرورة مراجعة أحد المراكز الصحيّة في حال ظهور أعراض تشبه أعراض الإصابة بالإنفلونزا وملاحظة زيادة شدتها تدريجيّاً بعد الاتصال مع الإبل أو أحد منتجاتها لأنّ ذلك قد يكون دليلاً على الإصابة بفيروس الكورونا.[1]
فوائد بول الإبل البكر
هناك العديد من الدراسات التي تمّ القيام بها مؤخراً للكشف عن فوائد بول الإبل والآليّة التي تكمن وراء علاجه لبعض الأمراض عند استخدامه شعبيّاً، وقد تمّ استخدام بعض أنواع الإبل البكر في هذه الدراسات، وفي ما يلي بيان لبعض الدراسات العلميّة المثبتة والتي تظهر بعض فوائد بول الإبل البكر:
- الخواص المضادّة لتجمّع الصفيحات الدمويّة: بناءً على اعتقاد العرب قديماً أنّ للبول المستخرج من الإبل البكر فوائد أكبر من بول الإبل المستخرج من أنواع الإبل الأخرى تمّ القيام بدراسة علميّة للكشف عن فوائد استخدام بول الإبل البكر في منع تخثّر الدم، أو منع تجمّع الصفيحات الدمويّة (بالإنجليزية: Antiplatelet therapy)، حيثُ تمّ جمع عينات من بول 67 نوع مختلف من الإبل 21 منها كانت من الإبل البكر، 22 من الإبل الحامل، و 24 من الإبل المرضعة، وعلى الرغم من وجود خواص فعّالة تتشابه في عمل بعض الأدوية المستخدمة لمنع تجمّع الصفائح الدمويّة مثل دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، وداء الكلوبيدوغريل (بالإنجليزية: Clopidogrel)، إلّا أنّ هذه الدراسة أظهرت أنّ أعلى نسبة تأثير في منع تجمّع الصفائح الدمويّة كانت في البول المستخرج من الإبل المرضع، أمّا بالنسبة للإبل البكر والإبل الحامل فكانت نسبة التأثير بدرجة أقل.[2]
- الخواص المضادّة للبكتيريا: يوجد اعتقاد باحتواء بول الإبل البكر على عدد من الخواص المضادّة للبكتيريا، ولم يتمّ التأكد من صحة هذا الاعتقاد علميّاً من قبل، ولكن في دراسة نُشرت عام 2013 تمّ فيها استخدام 50 عيّنة من بول الإبل، وكانت 26% من هذه العينات مستخرجة من الإبل البكر، ولكن لم تظهر الدراسة أيّ تأثير لبول الإبل البكر أو غيرها من أنواع الإبل الأخرى في القضاء على البكتيريا.[3]
- الخواص المضادّة للسرطان: أيضاً بما يتعلّق في علاج مرض السرطان فيلجئ بعض الأشخاص لاستخدام بول الإبل في العلاج، وقد تمّ القيام بعدد من الدراسات المختلفة على تأثير بول الإبل على الخلايا السرطانيّة وقد أظهرت الأبحاث نتائج إيجابيّة عديدة عند تعريض بعض أنواع الخلايا السرطانيّة لبول الإبل مخبريّاً، وفي أحد الدراسات تمّ جمع عينات البول من مجموعة من الإبل البكر، والإبل الحامل، والإبل المرضعة، ودراسة الاختلاف في التأثير في الخلايا السرطانيّة عند معالجتها باستخدام بول هذه الإبل، وقد أظهرت النتائج أنّ بول الإبل البكر كان له التأثير الأكبر في القضاء على الخلايا السرطانيّة يليه بول الإبل المرضع ثمّ الإبل الحامل، وتجدر الإشارة إلى أنّ جميع التجارب السابقة تمّ القيام بها مخبريّاً ولم يتمّ اختبار فاعليتها على أشخاص مصابين بمرض السرطان.[4]
التداوي ببول الإبل في الإسلام
خلق الله سبحانه وتعالى الإبل مع قدرة عالية على تحمّل الأجواء الحارّة والعطش، وقد بيّن الله عظمة خلق الإبل ودعى المؤمنين للتفكّر في خلقها في الآية الكريمة الواردة في سورة الغاشية: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ )[5]، ويحتوي بول الإبل على كميّات كبيرة من عنصر المغنيسيوم، والبوتاسيوم، وبروتين الألبومين (بالإنجليزية: Albumin)، حيثُ تساهم في قدرة الإبل على الاحتفاظ بعنصر الصوديوم داخل الجسم على منع خروج كميّات كبيرة من الماء والاحتفاظ بها داخل الجسم لفترات طويلة، ويُذكر أنّ الإبل لا يشرب الماء إلّا مرّة واحدة خلال فصل الشتاء، وأربع مرّات في فصل الصيف فقط، ومن الجدير بالذكر أنّ بول الإبل يدخل في علاج العديد من الأمراض المختلفة في الطب الشعبيّ أو الطب البديل، وكان العرب سابقاً يجمعون بول الإبل ويقومون بغليه على درجات حرارة عالية ثمّ يقومن بشربه لعلاج بعض أمراض الكبد، وكانوا في بعض الحالات يجففون بول الإبل على بعض أنواع الأعشاب ويستخدمونه في علاج الحروق وبعض أنواع النزيف، كما تمّ استخدام بول الإبل ومزجه مع حليب الإبل لعلاج بعض أمراض المعدة، وألم الأسنان، وبعض الأمراض الجلديّة، ومن الجدير الذكر أنّ فوائد بول الإبل في علاج بعض الحالات التي تمّ ذكرها لم يتمّ إثباته علميّاً إلى الآن.[3]
وقد تمّ ذكر بول الإبل في أحد الأحاديث النبويّة الشريف التي رواها الصاحبيّ الجليل أنس بن مالك حيثُ روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنَّ وفدَ عُرَينَةَ قدِموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاجتَوَوُا المدينةَ فبعَثهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في لِقاحِه فقال: (اشرَبوا مِن ألبانِها وأبوالِها) فشرِبوا حتَّى صحُّوا وسمِنوا فقتَلوا راعيَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واستاقوا الذَّودَ وارتدُّوا فبعَث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في آثارِهم فجِيءَ بهم فقطَع أيديَهم وأرجُلَهم وسمَل أعيُنَهم وترَكهم في الرَّمضاءِ).[6] وقد ورد الحديث النبويّ بعدد من الروايات الصحيحة الأخرى، وهو الحديث الذي يُستدلّ عليه في جواز شرب بول الإبل للعلاج.
المراجع
- ↑ "Frequently asked questions on Middle East respiratory syndrome coronavirus (MERS‐CoV)", www.who.int, Retrieved 26-8-2018. Edited.
- ↑ "Characterization of inhibitory activity of camel urine on human platelet function", www.sciencedirect.com, Retrieved 26-8-2018. Edited.
- ^ أ ب "Antimicrobial Effect of Camel Urine in Some Human Pathogenic Bacteria", www.sebhau.edu.ly, Retrieved 26-8-2018. Edited.
- ↑ "Camel urine inhibits the cytochrome P450 1a1 gene expression through an AhR-dependent mechanism in Hepa 1c1c7 cell line", www.sciencedirect.com, Retrieved 26-8-2018. Edited.
- ↑ سورة الغاشية، آية: 17.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1388.