يُعدّ القمح (بالإنجليزيّة: Wheat) من المحاصيل الغذائية الأساسية للعديد من الحضارات في أوروبا، وغرب آسيا، وشمال إفريقيا منذُ 8000 عام، حيثُ يتّم زرعه على مساحات الأراضي أكثر من أيّ محصول تجاري آخر، كما أنّه لا يزال يُعتبر من مصادر الحبوب الغذائية الأكثر أهمية بالنسبة للبشر؛ حيثُ إنَّ إنتاجه يؤدي إلى جميع المحاصيل؛ بما في ذلك الأرز، والذرة، والبطاطا، ومن الجدير بالذكر أنّ القمح يتميز باحتوائه على بروتين الغلوتين الذي يمنح العجينة خصائص اللزوجة، مما يجعل قوامها مرناً ومناسباً لتحضير الخُبز، والمعكرونة وغيرّها من المنتجات الغذائية، كما أنَّ هذه المنتجات التي تحتوي على القمح الكامل تضيف للنظام الغذائيّ الخاص بالأفراد الأحماض الأمينية الأساسية، والمعادن، والفيتامينات، والمواد النباتية الثانوية (بالإنجليزيّة: Phytochemicals)، بالإضافة إلى الألياف الغذائية.[1][2]
تختلف خصائص دقيق القمح حسب نَوع القمح المُستخدم، وذلك باختلاف موسم نوع القمح نفسه؛ إذ يُعدّ قمح الخبز، أو القمح الشائع (بالإنجليزيّة: Common wheat) النوع الرئيسي للقمح، ومن أنواعه الأخرى؛ القمح الصلب (بالإنجليزيّة: Durum)، والحنطة، والقمح ثنائي الحبة (بالإنجليزيّة: Emmer)، والقمح وحيد الحبة (بالإنجليزيّة: Einkorn)، والقمح الطورانيّ (بالإنجليزيّة: Khorasan)، كما يُعتبر الدقيق الأبيض، والقمح الكامل عنصران أساسيان في المخبوزات؛ كالخبز، والأغذية الأخرى التي تعتمد على القمح؛ كالمعكرونة، والنودلز، والسميد، والبرغل، والكسكس، إذ يُمكن للقمح الأساسيّ أن يكون مصدراً غنيّاً بمضادات الأكسدة، والفيتامينات، والمعادن، والألياف، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ القمح الأبيض قد لا يكون مُفيداً للصحة مقارنةً بقمح الحبة الكاملة الذي يمتلك العديد من الفوائد الصحيّة؛ خاصةً عندما يتم استخدامه عوضاً عن الدقيق الأبيض، ومن فوائده الآتي:[3][4][5]
يبيّن الجدول الآتي المواد الغذائية الموجودة في كوبٍ واحدٍ من دقيق قمح الحبة الكاملة، أيّ ما يُعادل 120 غراماً: [7]
تعتبر حساسية القمح واحدة من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعاً بيّن الأطفال؛ ولكنّها قد تصيب البالغين أيضاً، حيث يعانون بعض الأشخاص من حساسية القمح؛ إذ إنَّ استجابة الجهاز المناعيّ الخاص بهم تكون غير طبيعية لواحدٍ على الأقل من البروتينات المُكونة للقمح، فيُمكن أنّ يؤدي التعرض للقمح إلى مشاكل في التنفس، والغثيان، والشرى (بالإنجليزيّة: Hives)، وانتفاخ المعدة، بالإضافة إلى عدم القُدرة على التركيز، والإصابة بالتأق (بالإنجليزيّة: Anaphylaxis) لدى بعض الأشخاص؛ وهي استجابة حساسيّة تهدد الحياة، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الأشخاص يكون لديّهم ردُّ فعلٍ تَحسسيّ عندما يستنشقون دقيق القمح، بينما يؤدي تناوله من قِبل البعض الآخر إلى ظهور رد الفعل التحسسيّ في غضون دقائق، أو قد يمتدُ في بعض الأحيان إلى ساعاتٍ من استهلاكه، أو استنشاقه.[8]
وتجدُر الإشارة إلى أنَّ حساسية القمح لا تُعدّ الداء البطني (بالإنجليزيّة: Celiac disease)؛ فهو يُصنّف على أنّه حساسية لأمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزيّة: Autoimmune food sensitivity) وليس كالحساسية؛ حيثُ يتفاعل الجهاز المناعي مع بروتين الغلوتين فقط؛ مما يسبب التهاب وتلف في الأمعاء الدقيقة؛ وهذا بدوره يُؤدي إلى سوءِ امتصاصِ الموادِ الغذائية، ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض الأشخاص يعانون من الداء البطنيّ وحساسية القمح معاً؛ لذلك إذا كان الشخص يُعاني من حساسية القمح؛ فإنَّ التعرض لبروتين القمح يُهيئ نظام المناعة لديه لردِّ الفعل التحسسيّ، ويجدر الانتباه أنّه يمكن أنّ يحدث عند التعرض لأيٍّ من بروتينات القمح، مثل: الألبومين، والجلوبيولين (بالإنجليزيّة: Globulin)، والغليادين (بالإنجليزيّة: Gliadin)، والغلوتين (بالإنجليزية: Gluten)، ومن أهم مصادرهم الخبز، والبسكويت، وحبوب الإفطار، والمعكرونة، وغيّرها الكثير، كما تجدر الإشارة إلى أنّه من المحتمل أن يكون لديه حساسية من الشعير، والشوفان، والشيلم المزروع (بالإنجليزيّة: Rye).[8][9]