-

أفضل أعمال يوم الجمعة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

فضل يوم الجمعة

إن الله -عز وجل- قد ميّز أمة نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- بمميزاتٍ وخصائص عن غيرها من الأمم السابقة، ومن هذه الخصائص أن الله -سبحانه وتعالى- اختار لهذه الأمة العظيمة أفضل الأيام عنده وسيّدها، ألا وهو يوم الجمعة، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ)،[1] ومن فضائل هذا اليوم:[2]

  • إن يوم الجمعة هو أفضل الأيام عند الله تعالى، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ).[3]
  • إن يوم الجمعة جعله الله -سبحانه وتعالى- يوم عيدٍ للمسلمين.
  • إن في يوم الجمعة ساعةً يُستجاب فيها الدعاء.
  • إن يوم الجمعة يوم تكفير للسيئات.

أفضل أعمال يوم الجمعة

يعتبر يوم الجمعة بالنسبة للأيام كشهر رمضان بالنسبة للشهور، وساعة الاستجابة فيه كليلة القدر بالنسبة لرمضان، ويوم الجمعة بمثابة ميزان للأسبوع، وشهر رمضان بمثابة ميزان للعام، والحج بمثابة ميزان للعمر، ولِعظَم يوم الجمعة فإن الدوابّ تفزع فيه منتظرة قيام الساعة إلا الجن والإنس، وهو سيّد أيام الأسبوع، لأن فيه صلاة الجمعة التي هي من أهم الفروض الإسلامية، وأعظم اجتماعات المسلمين التي يُمَجَّد في خطبتها الله -سبحانه وتعالى- ويُثنى عليه، ويُشهَد له بالوحدانية، ولِعظَم هذا اليوم وشرفه فقد خصّه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأعمالٍ تميّزه عن غيره،[4] ومن أفضل هذه الأعمال ما يأتي:[5]

  • أداء صلاة الجمعة: فهي من أعظم ما يتقرّب به المسلم إلى الله -سبحانه وتعالى- في يوم الجمعة، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)،[6] ويعتبر أداء صلاة الجمعة من آكد ما افترضه الله -عز وجل- على أهل الإسلام، وهي أعظم من أيّ مجمعٍ يجتمعون فيه، إلا مجمع عرفة، وقد شدّد النبي -صلى الله عليه وسلم- على من يتخلّف عن صلاة الجمعة بغير عذرٍ متهاوناً فيها، وبيّن أنه يُعَرِّض نفسه لأن يكون من الغافلين، وسببٌ لأن يُطْبَع على قلبه، ومن طُبِعَ على قلبه فقد عُميت بصيرته، وساء مصيره، وقد اختُصّ يوم الجمعة بخصائص معينة منها ما يأتي:
  • الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: حيث إن للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة الجمعة ويوم الجمعة ثوابٌ وأجرٌ عظيم، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أكثروا الصلاةَ عليّ يومَ الجمعةِ، وليلةَ الجمعةِ، فمَنْ صلّى عليّ صلاةً صلّى اللهُ عليهِ عشرا).[7][8]
  • قراءة سورة الكهف: يستحب قراءة سورة الكهف في ليلة الجمعة، أو يوم الجمعة، ولحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ).[9][10]
  • الإكثار من الدعاء في يوم الجمعة: فكل ساعات يوم الجمعة ممكن أن تكون مظنّة إجابة، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن فيها ساعةً لا يردّ فيها سائل، وقد اختلف العلماء في تحديد وقت هذه الساعه من يوم الجمعة على أقوال، وأرجح هذه الأقوال قولان هما:[11]
  • يشترط لصلاة الجمعة عدد مخصوص.
  • يشترط لصلاة الجمعة الإقامة.
  • يشترط لصلاة الجمعة الجهر بالقراءة.
  • يُسَّن للرجل والمرأة -على حدٍ سواء- أن يقرآن في صلاة الفجر يوم الجمعة بسورتي السجدة والإنسان، لأنهما اشتملتا على ما كان، وما سيكون في يوم الجمعة، مثل: خلق آدم، وحشر العباد، ويوم المعاد، فيحصل بقراءتهما تذكيرٌ للأمة بما سيحدث في هذا اليوم العظيم من الأحداث العظيمة حتى يستعدّوا لها.
  • القول الأول: إن ساعة استجابة الدعاء تبدأ من وقت جلوس الإمام في خطبة يوم الجمعة على المنبر إلى أن ينتهي من أداء الصلاة، وقد جاء فيها حديثاً في صحيح مسلم، لكن أعلّه بعض العلماء وقالو أنه حديثٌ موقوفٌ على أبي بردة، والصحيح أنه حديث متّصلٌ مرفوعٌ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • القول الثاني: إن ساعة استجابة الدعاء تمتدّ من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، وجاء فيها أحاديث أيضاً.

ويعتبر هذان القولان أرجح الأقوال، ولكن يستحبّ للمسلم والمسلمة الدعاء في جميع أوقات يوم الجمعة حرصاً على إدراك ساعة الاستجابة.

سنن يوم الجمعة

يسنّ للذي يجب عليه أداء صلاة الجمعة؛ وهو المسلم، الذكر، البالغ، العاقل، المقيم، القيام بما يأتي من الأعمال المستحبة يوم الجمعة:[4]

  • الاغتسال: إن حكم غسل الجمعة سنة مؤكدة، بل ويعتبر واجباً على من به رائحة كريهة يتأذّى منها الناس والملائكة، ويمتد وقت غسل الجمعة من طلوع فجر يوم الجمعة إلى قبيل أداء صلاة الجمعة، ويستحبّ تأخير الغسل إلى قبيل الذهاب إلى صلاة الجمعة.
  • التبكير للجمعة، والمشي إلى المسجد: ويبدأ وقت السعي المستحبّ إلى صلاة الجمعة من طلوع شمس يوم الجمعة، أما وقت السعي الواجب إلى صلاة الجمعة فهو عند النداء الثاني إذا دخل الإمام للخطبة، ويستطيع المسلم أن يعرف الساعات الخمس التي جاءت في فضل السعي المبكر يوم الجمعة بأن يقوم بتقسيم الوقت ما بين طلوع شمس يوم الجمعة إلى مجيء الإمام إلى الخطبة إلى خمسة أقسام، وبذلك يعرف مقدار كل ساعة.
  • الجلوس في الصف الأول، والاقتراب من الإمام: فيسنّ للمصلّي أن يستقبل الإمام بوجهه أثناء الخطبة، لأن ذلك من الأدب، وهو أحضر لقلب المصلي، وهو مما يجعله يسمع الكلام بشكلٍ أفضل ويفهمه، وكل ذلك يُشجّع خطيب الجمعة، وهكذا كان سلوك الصحابة -رضوان الله عليهم- مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • التطيّب وحسن الملبس: يُسَن أيضاً للمسلم أن يتطيّب، ويلبس أحسن الثياب عند الذهاب لصلاة الجمعة، وأن يشتغل بالنوافل.

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 856، صحيح.
  2. ↑ أمين الشقاوي (20-4-2014)، "فضل يوم الجمعة وآدابه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2019. بتصرّف.
  3. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 854، صحيح.
  4. ^ أ ب "مكانة يوم الجمعة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-1019. بتصرّف.
  5. ↑ أحمد الفقيهي، "يوم الجمعة خصائص وأحكام "، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2019. بتصرّف.
  6. ↑ سورة الجمعة، آية: 9.
  7. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1407، حسن لشواهده.
  8. ↑ "الصلاة على الحبيب الشفيع"، www.almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2019. بتصرّف.
  9. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 6470، صحيح.
  10. ↑ "قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة"، www.islamweb.net، 17-10-2001، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2019. بتصرّف.
  11. ↑ "ساعة الإجابة في يوم الجمعة"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2019. بتصرّف.