-

سيرة ابن سينا

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ابن سينا

ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، ولد عام 980م في قرية أفنشة الواقعة بالقرب من مدينة بخارى الواقعة في أوزباكستان، حيث كان والده فارسيّ الأصل من مدينة بلخ من أفغانستان وأمه من قرية خرمتين الواقعة في بخارى، وقد عُرف بعدة أسماء، منها: الشيخ الرئيس، وأبو الطب الحديث، وأمير الأطباء، إذ إنّه ألّف مئتي كتاباً في مواضيع متعددة، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه أكثر.

نشأة ابن سينا وحياته

رحل ابن سينا إلى مدينة بخارى، ودرس في مدرستها، ثمّ التحق ببلاط السلطان نوح بن منصور الساماني، الذي أسند إليه متابعة أعماله المالية، وقد بدأ بعدها برحلته التعليمية، حيث حفظ القرآن الكريم كاملاً، وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، ثمّ درس علوم الفلسفة، والفقه، والطب، والأدب، علماً أنّه درس الفلسفة على يد العالم البخاري أبو عبد الله النائلي الذي تفرّغ لتدريسه كتاب (المدخل إلى علم المنطق)، والمعروف باسم إيساغوجي، وقد استمر مع معلمه هذا إلى أن غادر بلدة بخارى، وقد كان متوقد الذكاء، ذا موهبة فذة، وعبقرية واضحة.

علوم ابن سينا

تعلم ابن سينا حساب الهند، وعمل بالفقه، وألّف طرق المطالبة ووجه الاعتراض على المجيب، ثمّ درس لوحده كتاب إيساغوجي، وكتاب إقليدس، وأحكام المنطق، وفهمها، واستمر في تعليم نفسه بنفسه، حتى أصبح طبيباً وعالماً وفيلسوفاً، إذ إنه يعتبر أول من كتب عن الطب متبعاً في ذلك منهج جالينوس وأبقراط، حيث كتب القانون في الطب وهو أشهر أعماله كونه ظل مرجعاً رئيسياً لعلم الطب مدة سبعة قرون، ولا يزال العمدة في تعليم هذا الفن، ولا بد من الإشارة إلى أنه أول من وصف أسباب اليرقان، والتهاب السحايا، وأعراض حصى المثانة وصفاً صحيحاً، كما ولم يغفل أثر المعالجة النفسية في شفاء المريض.

العلوم الفلكية

استطاع ابن سينا أن يرصد مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة، وقد أقر العالم الفلكيّ الإنجليزيّ جيرميا روكس ذلك، وكما قام بدراسات فلكية وهو في أصفهان، وهمذان، ثمّ اشتغل بالرصد، وابتكر جهازاً لرصد إحداثيات النجوم، ثم ألّف عدة مؤلفات، منها: كتاب الأرصاد الكلية، وكتاب الأجرام السماوية، ورسالة الآلة الرصدية، ومقالة في هيئة الأرض من السماء وكونها في الوسط، وكتاب إبطال أحكام النجوم.

علم الأحياء

نجح ابن سينا في علم وضع أسس علم طبقات الأرض، مثل تكوين الحجارة، والمعادن، والجبال، إذ يرى أنّها تكوّنت من طين لزج وخصب، إضافةً إلى أنّه تحدّث عن الزلازل وفسّر أسباب حدوثها، ووضّح كيفية تكون السحب، ووجد أنّ البخار هو أصل السحب، والمطر، والجليد، والثلوج، والبرد، والصقيع، وقوس قزح.

علم النبات

اهتم ابن سينا اهتماماً خاصاً بعلم النبات، حيث أجرى مقارنات علمية بين أزهار النباتات، وجذورها، وأوراقها، كما وصفها وصفاً دقيقاً، وتعرض لأنواع التربة، والعناصر المسؤولة عن نمو النباتات، إضافةً إلى أنّه تحدث عن ظاهرة المساهمة في النخيل والأشجار.

الفلسفة

يعتبر الفكر الفلسفي لابن سينا امتداداً لفكر الفارابي، حيث أخذ عنه فلسفته الطبيعية والإلهية، أي تصويره للوجود وللموجودات، كما وأخذ عنه نظرية الصدور، في حين عُني كثيراً بنظرية النّفس، وطوّرها، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ مخالفيه ادّعوا بأنه نادى بأن العالم غير مخلوق، وأنه أزلي، وأن الله لا يعلم الجزئيات، وأن أجسام الناس لا تقوم مع أرواحهم يوم القيامة.

حقول المعرفة في مؤلفات ابن سينا

  • العلوم الآلية: شملت هذه العلوم كتب المنطق، وكتب الشعر واللغة.
  • العلوم النظرية: شملت كتب العلم الإلهي، والعلم الكلي، والعلم الطبيعي، والعلم الرياضي.
  • العلوم العملية: شملت كتب تدبير المنزل، والأخلاق، والتشريع، وتدبير المدينة.

وفاة ابن سينا

رحل ابن سينا إلى أصفهان، وتلقّى فيها رعاية الأمير علاء الدولة، إلا أنه كان يمرض أسبوعاً، ويشفى أسبوعاً، مما جعله يكثر من تناول الأدوية التي لم تجدِ نفعاً، حتى توقّف عن تناولها، ثمّ اغتسل وتاب، وتصدّق بأمواله إلى الفقراء، وأعتق غلمانه، ثمّ توفي عام 1037م عن عمرٍ يناهز الثامنة والخمسين عاماً، وقد دفن في همدان الواقعة في إيران.