-

تشخيص سرطان الثدي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سرطان الثدي

يتمثل سرطان الثدي (بالإنجليزية: Breast cancer) بنموّ بعض خلايا الثدي وانقسامها بشكل غير طبيعي خارجٍ عن سيطرة الجسم، نتيجة لحدوث طفرات جينية في المادة الوراثية، حيث تنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من سرعة انقسام الخلايا السليمة ممّا يتسبب بظهور الأورام،[١][٢] وبشكل عامّ فإنّ الأورام قد تكون إمّا أوراماً حميدة (بالإنجليزية: Benign tumors) وإمّا أوراماً خبيثة (بالإنجليزية: Malignant tumors)، وإنّ ما يُميّز الورم الخبيث -الذي يُسمّى السرطان- أنّه قد ينتشر من موقع ظهوره إلى أجزاء أخرى من الجسم ويكون شكل وانقسام الخلايا سريعاً وغير طبيعي، في حين أنّ الورم الحميد يستقر في مكان ظهوره ويكون شكل الخلايا طبيعياً إلّا أنّ انقسامها يكون بطيئاً وغير طبيعي، ويجدر العلم أنّ أورام الثدي في العادة تكون حميدة غير سرطانية، وقد تتطور أورام الثدي الحميدة لتصبح خبيثة فيما بعد،[٣] وتجدر الإشارة إلى أنّ سرطان الثدي يمكن أن يُصيب كلاً من الرجال والنساء.[١]

يمكن تصنيف الأورام السرطانية إلى أربع مراحل اعتماداً على حجم السرطان، وانتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتأثّر الغدد الليمفاوية،[٤] وفي سياق الحديث عن سرطان الثّدي يجدر بيان أنّه من أكثر السرطانات انتشاراً، فوفقاً للصندوق العالمي لبحوث السرطان (بالإنجليزية: World Cancer Research Fund International) فقد وصلت عدد حالات الإصابة الجديدة به خلال سنة 2018 إلى أكثر من مليونيّ حالة،[٥] وفي الحقيقة إنّ معدلات الشفاء والبقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بالمرض في ازدياد، ويُعزى ذلك إلى عدة عوامل، مثل: التشخيص المبكر للمرض، والقدرة على استيعاب طبيعة المرض بشكلٍ أفضل، بالإضافة إلى استحداث خطط علاجية جديدة خاصة بكل مصاب على المستوى الشخصي.[٦]

تشخيص سرطان الثدي

إنّ تشخيص سرطان الثدي يتم عادةً نتيجة الفحص الروتيني أو من خلال الكشف السريري بعد إخبار الطبيب بطبيعة الأعراض التي تظهر على المصاب، وهناك العديد من الفحوصات التي تساعد على التأكد من التشخيص، يمكن بيانها كما يأتي:[٧]

فحص الثدي الجسدي

إنّ ظهور أيّ عرض من أعراض سرطان الثدي أمرٌ يستدعي مراجعة الطبيب في أقرب وقتٍ ممكن، حيث يجري الطبيب فحص الثدي للشخص المعنيّ، وقد يتم تحويله إلى عيادة متخصصة في سرطان الثدي، وذلك في حال كانت الأعراض التي يشكو منها الشخص المعنيّ تستدعي إجراء مزيدٍ من الفحوصات،[٨] وقد تتشابه هذه الأعراض مع حالات مرضية أخرى،[٩] وفي هذا السياق يجب التطرّق إلى علامات وأعراض سرطان الثدي، فمن هذه العلامات ما يأتي:[١٠]

  • خروج دم من الحلمة.
  • ظهور كتلة صلبة في المنطقة القريبة من الإبط.
  • الشعور بحكة، أو ظهور قشور، أو قروح، أو طفح الجلدي على الثدي.
  • ملاحظة أي تغيرات في ملمس أو مظهر الثدي.
  • الشعور بالألم أو الدفء عند لمس الثدي، أو ملاحظة انتفاخ أو احمرار الثدي.
  • تغير جلد الثدي، بحيث يصبح مجعداً أو مُنقّراً.
  • تغير جديد في الحلمة بحيث تصبح مقلوبة ومتجهة نحو الداخل بدلاً من الخارج.

يتميز الفحص الذاتي للثدي بأنّه مريح وغير مكلف، كما يمكن للفرد إجراؤه في أي مرحلة عمرية وبشكلٍ منتظم بمفرده، وتجدر الإشارة إلى أنّ البعض يعتقدون أنّ الفحص الذاتي للثدي يعتبر فحصاً مفيداً وضرورياً، وخاصةً عند إجرائه بالتزامن مع طرق الفحص الأخرى، حيث يمكن أن يزيد من احتمالات الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ويمكن بيان خطوات إجراء الفحص كما يأتي:[١١]

  • الخطوة الأولى: النظر إلى الثدي عبر المرآة، بحيث تكون الأكتاف في اتجاه مستقيم، مع وضع الذراعين على الوِركَين، وملاحظة كل من حجم، ولون، وشكل الثديين الذي من الضروري أن يكون طبيعياً، بالإضافة إلى تساوي حجمهما تقريباً، ودون وجود أي انتفاخ أو تشوّه ظاهر فيهما.
  • الخطوة الثانية: رفع الذراعين إلى الأعلى وملاحظة وجود العلامات المذكورة في الخطوة السابقة.
  • الخطوة الثالثة: ملاحظة وجود أية علامات تدل على خروج سائل من إحدى الحلمتين أو كلتيهما من خلال المرآة، والذي قد يكون ذا لون أصفر، أو حليبي، أو مائي، ومن الممكن أن يكون دماً.
  • الخطوة الرابعة: الاستلقاء ولمس الثدي وتحسّسه بواسطة بعض الأصابع، واستخدام اليد اليمنى للثدي الأيسر، واليد اليسرى للثدي الأيمن، ومن الضروري المرور على كامل منطقة الثدي من الأعلى إلى الأسفل، ومن جانب إلى جانب آخر، من خلال اتّباع الحركة بنمط دائري بدءاً من الحلمة وانتهاءً بالجوانب الخارجية، أو الحركة بنمط عمودي من الأعلى إلى الأسفل وبالعكس، وتجدر الإشارة إلى ضرورة التأكد من لمس جميع أنسجة الثدي من الأمام إلى الخلف من خلال الضغط الخفيف على الجلد والأنسجة السفلية، والضغط متوسط الشدة على الأنسجة الواقعة في وسط الثدي، وبالنسبة للأنسجة العميقة يُطبًّق الضغط الشديد الذي يمكن من خلاله استشعار القفص الصدري.
  • الخطوة الخامسة: لمس الثدي أثناء الوقوف أو الجلوس، والتأكد من الكشف عن المنطقة الداخلية للثدي باستخدام حركات اليد نفسها التي تم شرحها في الخطوة السابقة، وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من النساء يفضّلن إجراء هذه الخطوة أثناء الاستحمام، وذلك لأنّهن وجدن أنّ أسهل طريقة للمس الثدي هي عندما يكون الجلد رطباً وناعماً.

قد تظهر بعض التغيرات الطبيعية في الثدي في أوقات مختلفة من الدورة الشهرية لدى المرأة مثل ظهور كتلة أو حدوث تغير في الثدي، وهو أمر لا يدعو للخوف، كما أنّ مظهر وملمس الثدي يتغير مع التقدم في العمر، بالإضافة إلى أنّ ملمسه يختلف عادةً في الأجزاء المختلفة منه، حيث يُعدّ السطح الصلب على طول الثدي حتى الوصول إلى القاع أمراً طبيعياً، وفي الحقيقة تنبغي مراجعة الطبيب في حال ملاحظة إحدى الأعراض والعلامات المذكورة سابقاً.[١٠]

يختلف فحص الثدي السريري عن الذاتي في أنّ الفحص السريريّ يُجرى من قِبَل مقدم الرعاية الصحية المدرّب والمختص في إدراك التغيرات المختلفة أو العلامات التحذيرية، حيث يفحص مقدم الرعاية الصحية مظهر الثدي، والجلد المغطي له لملاحظة أي علامات غير طبيعية، كما يتم فحص الحلمة وملاحظة خروج أي سائل منها عند الضغط عليها قليلاً، وقد يُطلب من الشخص المعنيّ رفع الذراعين أعلى الرأس، أو وضعهما على الجانبين أو على الوِركَين، إذ تسمح هذه الوضعيات لمقدم الرعاية الصحية بملاحظة الاختلافات في الحجم أو الشكل بين الثديين، أما بالنسبة للفحص الذاتي فيُنصح بإجرائه مرة واحدة شهرياً في المنزل.[١٢]

تصوير الثدي الشعاعيّ

يُجرى تصوير الثدي الشعاعيّ (بالإنجليزية: Mammogram) باستخدام جرعة منخفضة من الأشعة السينية التي تسمح للطبيب المختص الكشف عن أي تغييرات في أنسجة الثدي، ممّا يمكّنه من الكشف عن الإصابة بسرطان الثدي بشكلٍ مبكر، حتى عندما تكون الكتلة صغيرة وقبل شعور الشخص المعنيّ بوجودها، وفي هذه الحالة يسهل العلاج غالباً، وفي الحقيقة هناك نوعان لتصوير الثدي الشعاعي، أحدهما يُسمّى التصوير الشعاعيّ للثدي لغرض الفحص (بالإنجليزية: Screening mammograms)؛ الذي يُستخدم لغايات الكشف عن علامات سرطان الثدي لدى النساء اللاتي لا يعانين من أيّ أعراض أو مشاكل، حيث تُؤخذ صور سينية (بالإنجليزية: X-ray pictures) لكل ثدي من زاويتين مختلفتين، بينما يُسمّى الآخر بالتصوير الشعاعي التشخيصي للثدي (بالإنجليزية: Diagnostic mammograms)؛ والذي يستخدم لتشخيص الثدي لدى النساء اللاتي يعانين من بعض الأعراض أو تبين وجود تغيرات لديهن عند التصوير بالفحص السابق، كما قد يتم إجراؤه لدى النساء اللاتي خضعن لعلاج سرطان الثدي في وقتٍ سابق.[١٣]

يمكن اتباع بعض النصائح تحضيراً لإجراء التصوير الشعاعي، ومن هذه التعليمات نذكر ما يأتي:[١٤]

  • اختيار أحد المراكز الطبية المختصة بتصوير الثدي الشعاعي، ويُفضل تلك التي تجري العديد من الصور في اليوم الواحد.
  • إجراء الصورة في المركز الطبي نفسه في كل مرة، وذلك لسهولة مقارنة الصور ببعضها من عام إلى آخر.
  • إحضار قائمة بالأماكن والتواريخ التي سبق فيها الخضوع لتصوير الثدي الشعاعيّ، أو الخضوع لعلاج سرطان الثدي، أو أخذ خزعة، بالإضافة إلى إحضار صور الثدي السابقة حتى تتم مقارنة الصور القديمة بالجديدة، وذلك في حال إجراء الصورة في مركز طبي مختلف عن الذي تم اختياره سابقاً.
  • تجنّب إجراء تصوير الثدي الشعاعي في الأسبوع الذي يسبق موعد الدورة الشهرية، كما يُنصح بإجراء هذا التصوير في الأيام التي لا يكون فيها الثدي منتفخاً أو مؤلماً، وذلك للحصول على صور أفضل، وللمساعدة على تقليل الشعور بعدم الراحة.
  • تجنّب استخدام المستحضرات المزيلة أو المضادة للعرق في يوم إجراء التصوير، وذلك لاحتواء بعض هذه المستحضرات على مواد تظهر على شكل بقع بيضاء في التصوير.
  • ارتداء التنورة أو البنطال، وذلك لرفع الجزء العلوي من الملابس فقط عند التصوير.
  • إخبار مقدم الرعاية الصحية بأية تغيرات جديدة في الثدي ومناقشتها معه قبل إجراء التصوير.

من التوصيات التي تُقدّم قبل الخضوع للتصوير الشعاعيّ ما يأتي:[١٤]

  • إبلاغ تقني التصوير عن التغييرات أو المشاكل التي ظهرت في الثدي، بالإضافة إلى إعلامه بالتاريخ الطبي الذي يمكن أن يؤثّر في خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل: الخضوع لعملية جراحية، أو استخدام بعض الهرمونات، أو في حال وجود تاريخ عائلي أو شخصي للإصابة بسرطان الثدي من قبل.
  • إخبار تقني التصوير باحتمالية وجود حمل أو في حال كانت المرأة المعنية مرضعاً، وذلك قبل إجراء أي نوع من الفحوصات التصويرية.

يستغرق إجراء التصوير الشعاعيّ 20 دقيقة تقريباً، وقد يستمر أكثر من ذلك عند إجرائه لغايات تشخيصية، حيث يتم وضع الثدي وضغطه بين صفيحتين أو لوحتين متصلتين بكاميرا معيّنة لأخذ صورتين من اتجاهين مختلفين، وقد تتطلب بعض الحالات أخذ أكثر من صورتين، ومن ثم تتم إعادة الخطوات السابقة للثدي الآخر، وفي الحقيقة تعتبر خطوة ضغط الثدي ضرورية لجعله مسطحاً، ولتقليل سمكه، حتى يتسنى للأشعة السينية اختراق بعض الطبقات المتداخلة من أنسجة الثدي، ويجدر بالذكر أنّ إجراء هذا التصوير قد يكون مؤلماً لدى بعض النساء، لكنّ معظم النساء يشعرن بانزعاج بسيط فقط.[١٥]

تظهر نتائج التصوير على شكل صور ذات خلفية سوداء، ويظهر الثدي باللون الرمادي والأبيض، إذ إنّ المناطق الكثيفة تكون باللون الأبيض وتمثل النسيج الضام والغدد، أما المناطق الأقل كثافة كالأنسجة الدهنية فتكون باللون الرمادي، وفي الحقيقة تختلف نتائج التصوير من شخص إلى آخر، فبعض الناس يمتلكون نسبة أعلى من الأنسجة الكثيفة، ولأنّ الأورام تظهر باللون الأبيض كذلك؛ فإنّه من الصعب في مثل هذه الحالات التفريق بين النسيج الطبيعيّ والورم، ومن جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أنّ الثدي يصبح أقل كثافة مع التقدم في العمر، وينبغي التنبيه إلى أنّ الصورة المعيارية السليمة للثدي يكون معظمها باللون الرمادي غالباً، إلا أنّ زيادة مساحة المناطق البيضاء لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية.[١٦]

التصوير بالموجات فوق الصوتية

يقوم مبدأ التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) على إرسال موجات صوتية عالية التردد إلى الثدي، ومن ثم تُحوّل إلى صور يمكن رؤيتها على شاشة عرض، ويُعدّ التصوير بالموجات فوق الصوتية إجراءً مكملاً للفحوصات الأخرى؛ إذ لا يمكن استخدامه بشكلٍ منفرد لتشخيص سرطان الثدي، حيث يمكن استخدامه عند ملاحظة وجود أمر غير طبيعي عند إجراء التصوير الشعاعي أو الفحص البدني، ويُعتبر هذا التصوير أفضل طريقة لمعرفة طبيعة الكتلة فيما إذا كانت صلبة أو مملوءة بالسائل، إلا أنّه لا يمكن من خلاله معرفة فيما إذا كانت الكتلة سرطانية أم حميدة، كما يمكن أن يستخدمه الأطباء في توجيه الإبرة بشكلٍ دقيق إلى المنطقة المشتبه إصابتها من الثدي أثناء أخذ خزعة.[١٧]

قد تختلف طريقة إجراء التصوير بناءً على حالة الشخص المعنيّ وطبيعة ممارسة مقدم الرعاية الصحية، إلا أنّه يُجرى بشكلٍ عام باتباع ما يأتي:[١٨]

  • إزالة جميع الملابس والمجوهرات من الجزء العلويّ من الجسم، وارتداء الثوب المُقدّم من قِبَل المختص.
  • الاستلقاء على الظهر أو على الجانب على طاولة الفحص، ورفع الذراع الواقعة في جهة الثدي المراد فحصه أعلى الرأس.
  • تطبيق المختص هلامًا نقيًا ودافئًا على الجلد المغطي للمنطقة المراد فحصها من الثدي.
  • استخدام الجهاز الخاص للضغط على الجلد وتمريره على منطقة الثدي المراد تصويرها.
  • مسح الهلام من قِبَل المختص فور الانتهاء من التصوير.

التصوير بالرنين المغناطيسي

يُستخدم في التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، واختصاراً MRI، مغناطيس كبير الحجم وموجات راديوية، بالإضافة إلى جهاز حاسوب لإنتاج صور واضحة جداً لجسم الإنسان دون استخدام الأشعة السينية.[١٩]

يحتاج الشخص المعنيّ إلى إجراء بعض الخطوات واتباع الإرشادات تحضيراً لتصوير الرنين المغناطيسي للثدي، ويمكن بيانها كما يأتي:[٢٠]

  • الحرص على إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي في بداية الدورة الشهرية للمرأة.
  • إخبار الطبيب بوجود أي جهاز أو أداة طبية مزروعة في الجسم، مثل: مزيل الرجفان، ومنظّم ضربات القلب (بالإنجليزية: Pacemaker)، والمفصل الاصطناعي، وغيرها قبل إجراء التصوير.
  • إخبار الطبيب عن أيّ حساسية يعاني منها الشخص المعنيّ، وذلك لتجنّب الإصابة بمضاعفات ناجمة عن المادة الصبغية المستخدمة في التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث تُستخدم مادة صبغية في معظم حالات التصوير بالرنين المغناطيسي لتسهيل تفسير الصور الناتجة.
  • تجنّب ارتداء أي شيء معدني خلال التصوير، إذ يكون معرّضًا للتلف، ومن الأمثلة على هذه الأشياء: المجوهرات، والساعات، ودبابيس الشعر.
  • إخبار الطبيب في حال المعاناة من مشاكل في الكلى أو امتلاك تاريخ للإصابة بها، وذلك لأنّ مادة غادولينيوم (بالإنجليزية: Gadolinium) المستخدمة كمادة صبغية بشكلٍ شائع لتحسين الصور المجراة بالرنين المغناطيسي تسبِّب المضاعفات الخطيرة لدى المصابين بمشاكل في الكلى.
  • إبلاغ الطبيب إذا كانت المرأة مرضعة، فوفقاً للكلية الأمريكية للأشعة (بالإنجليزية: American College of Radiology) قد يتعرض الرضيع لخطر نتيجة الإشعاع، ولكنّ هذا الخطر ضئيل للغاية، وبشكل عام قد يوصي الطبيب بالتوقف عن الإرضاع لمدة يومين بعد إجراء التصوير، وهي الفترة الكافية لتخلص الجسم من الأصباغ المستخدمة في التصوير، كما يمكن أن يتم تخزين الحليب الذي يتم إدراره قبل إجراء التصوير لاستخدامه خلال هذين اليومين إن أمكن.
  • إخبار الطبيب إذا كانت المرأة حاملاً، إذ لا يُوصى بإجراء التصوير لدى الحوامل بشكلٍ عام، وذلك لخطر مادة غادولينيوم على الجنين.

يحتاج إجراء تصوير الرنين المغناطيسي للثدي مدة تتراوح بين 30 دقيقة إلى ساعة، حيث يُعطى المريض رداءً ويُطلب منه خلع جميع ملابسه ومجوهراته، وقد تُحقن مادة صبغية وريدياً في ذراع الشخص المعنيّ، وذلك لتسهيل رؤية الأوردة والأنسجة عبر الصورة، بعد ذلك يُطلب من المريض الاستلقاء على بطنه على طاولة مجوفة، إذ يُدخل الثديين في تجويف هذه الطاولة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الطاولة هي جزء من جهاز التصوير، فهو جهاز كبير الحجم وفي وسطه فتحة تنزلق هذه الطاولة في داخلها، فإذا كان المريض يعاني من مشكلة في الأماكن الضيقة والصغيرة، فيجب إخبار الطبيب بذلك، فقد يتم إعطاء المريض مهدئاً بسيطاً لحل هذه المشكلة، وفي أثناء إجراء التصوير يصدر الجهاز مجالاً مغناطيسياً حول المريض، وأمواج راديوية موجهة لجسمه، حيث يسمع المريض أصوات قرع ونقر صادرة عن الجهاز دون أن يشعر بشيء، لذلك قد يُعطى سدادات للأذن لتجنّب الصوت المرتفع، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن للمريض التحدث مع المختص عبر مكبر صوت، ويتم إرشاده للبقاء مستلقياً قدر المستطاع والتنفس بشكلٍ طبيعي، إذ تتم مراقبة وتتبع عملية التصوير من غرفة أخرى.[٢٠]

أخذ خزعة من الثدي

يُعتبر إجراء أخذ خزعة من الثدي الطريقة المؤكدة الوحيدة لتشخيص سرطان الثدي، حيث يُؤخذ جزء من نسيج المنطقة المراد فحصها من الثدي باستخدام إبرة مخصصة وموجهة بالأشعة السينية أو غيرها من الفحوصات التصويرية، ومن ثم تُرسل هذه العينة إلى المختبر لتحليلها، ويجدر بالذكر أنّه عادةً ما تُترك علامة على المنطقة التي أُخذت منها الخزعة، وذلك ليسهُل تحديدها في حال الرغبة في إجراء فحوصات تصويرية مستقبلاً.[٢١]

قبل الخضوع لإجراء أخذ الخزعة لا بُدّ من إخبار المختص في حال المعاناة من أيّ نوع من الحساسية، وكذلك يجدر إخباره فيما إن كان الشخص المعنيّ يأخذ دواء الأسبرين أو أيًا من الأدوية المُميّعة أو المضادة لتخثر الدم، وفي بعض الحالات قد تُؤخذ الخزعة تحت التصوير بالرنين المغناطيسيّ، وفي مثل هذه الحالة يجدر التحضير للإجراء كما في التحضير للتصوير بالرنين المغناطيسي سالف الذكر، وتُنصح المرأة بارتداء حمالة الصدر عند الرغبة في إجراء الخزعة لأنّها تساعد على إبقاء الكمادات الباردة في موضعها إذا دعت الحاجة لتطبيقها.[٢٢]

في الحقيقة توجد العديد من الطرق والإجراءات الطبية التي يمكن أن يلجأ إليها الطبيب لأخذ خزعة من الثدي، وإنّ اختيار الطبيب لنوع الإجراء يعتمد على عدة عوامل، من بينها: حجم الكتلة أو التغير غير الطبيعيّ في الثدي، وكذلك موقعها وخصائصها الأخرى.[٢٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ تحليل الخزعة يساعد الطبيب على معرفة المعالم الخاصة بأي سرطان، الأمر الذي يساعد على تحديد الخيارات العلاجية، ويتضمن تحليل الخزعة ما يأتي:[٢٣]

  • فحص خصائص الورم: إنّ فحص الورم تحت المجهر يستخدم في تحديد فيما إذا كان للورم قنوات أو فصيصات (بالإنجليزية: Lobules)، وفيما إذا كان الورم غازِيَاً أي منتشراً إلى أماكن أخرى أو ثابتاً في مكانه، بالإضافة إلى إمكانية تحديد مدى انتشار السرطان إلى العقد اللمفاوية.
  • مستقبلات الإستروجين والبروجستيرون: يساعد فحص مستقبلات الإستروجين والبروجسترون على تحديد مدى إمكانية عودة المرض مرة أخرى، ونوع العلاج الذي يمكن استخدامه للتقليل من ذلك.
  • مُستقبِل عامل النمو الجلدي البشري 2: يتم فحص مُستقبِل عامل النمو الجلدي البشري 2 (بالإنجليزية: Human epidermal growth factor receptor 2)، واختصاراً HER2، في سرطانات الثدي الغازِيَة فقط، إذ يساعد على تحديد مدى إمكانية استخدام الأدوية التي تستهدف هذا المستقبل في المساعدة على علاج السرطان، مثل دواء تراستوزوماب (بالإنجليزية: Trastuzumab).
  • تصنيف السرطان: إذ يبين هذا المعيار مدى اختلاف الخلايا السرطانية عن الخلايا السليمة، ومدى سرعتها في النمو، إذ توجد ثلاث درجات؛ وهي: الدرجة الأولى التي تكون متمايزة بشكلٍ جيد؛ أي أنّها تشبه الخلايا السليمة، والدرجة الثانية التي تكون متمايزة بشكلٍ متوسط، أما الدرجة الثالثة فتكون متمايزة بشكلٍ ضعيف؛ أي أنّها تختلف كثيراً عن الخلايا السليمة.
  • الفحص الجزيئي للورم: قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات مخبرية أخرى للورم لتحديد بعض الجينات الخاصة للورم، والبروتينات، وغيرها من العوامل الخاصة بالورم، وتجدر الإشارة إلى أنّ نتائج هذه الفحوصات تساعد على تحديد الخيارات العلاجية.

من الممكن أن يترتب على الخضوع لإجراء الخزعة ظهور بعض الآثار الجانبية، مثل انتفاخ الثدي أو حدوث كدمة فيه، ومن الممكن أن يحدث نزف بسيط في موضع الخزعة أو أن يُصاب بالعدوى، ويجدر التنبيه إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور أي علامة قد تدل على وجود عدوى، مثل الاحمرار، أو دفء الثدي، أو نزول قيح أو ما شابه من موقع الخزعة، أو في حال ارتفعت درجة حرارة المرأة، وبشكل عام فإنّ المرأة تُنصح بأخذ مسكنات الألم من نوع باراسيتامول مع تطبيق الكمادات الباردة لتخفيف الألم والانتفاخ في حال المعاناة منهما، ويجدر العلم أنّ الشخص المعنيّ غالبًا ما يكون قادرًا على استعادة قدرته على ممارسة أنشطته اليومية المختلفة خلال يوم من أخذ الخزعة.[٢٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "What Is Breast Cancer?", www.cancer.org, Retrieved 6-11-2019. Edited.
  2. ↑ "Breast cancer", www.ghr.nlm.nih.gov, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  3. ↑ "Differences Between a Malignant and Benign Tumor", www.verywellhealth.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  4. ↑ "Breast cancer stages", www.breastcancernow.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  5. ↑ "Breast cancer statistics", www.wcrf.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  6. ↑ "Breast cancer", www.mayoclinic.org, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  7. ↑ "What to know about breast cancer", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  8. ↑ "Diagnosis -Breast cancer in women", www.nhs.uk, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  9. ↑ "Breast cancer symptoms", www.cancercenter.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  10. ^ أ ب "Breast self-exam for breast awareness", www.mayoclinic.org, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  11. ↑ "Breast Self-Exam", www.breastcancer.org, Retrieved 16-9-2019. Edited.
  12. ↑ "Clinical Breast Exam", www.nationalbreastcancer.org, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  13. ↑ "Mammogram Basics", www.cancer.org, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  14. ^ أ ب "Mammograms: What to Know Before You Go", www.cancer.org, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  15. ↑ "Mammography Technique and Types", www.breastcancer.org, Retrieved 18-9-2019. Edited.
  16. ↑ "What does breast cancer look like on a mammogram?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18-9-2019. Edited.
  17. ↑ "Ultrasound", www.breastcancer.org, Retrieved 18-9-2019. Edited.
  18. ↑ "Breast Ultrasound", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 18-9-2019. Edited.
  19. ↑ "MRI & Breast Cancer", my.clevelandclinic.org, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  20. ^ أ ب "Breast MRI", www.mayoclinic.org, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  21. ↑ "Breast cancer", www.mayoclinic.org, Retrieved 18-9-2019. Edited.
  22. ^ أ ب ت "Breast biopsy", www.mayoclinic.org, Retrieved 10-11-2019. Edited.
  23. ↑ "Breast Cancer: Diagnosis", www.cancer.net, Retrieved 18-9-2019. Edited.