أعراض فيروس سي وعلاجه
فيروس سي
يُعدّ فيروس سي أو ما يُعرف طبياً بفيروس الالتهاب الكبديّ ج (بالإنجليزية: Hepatitis C virus) أحد الفيروسات المسبّبة لالتهاب الكبد، وتنتقل العدوى بهذا الفيروس من خلال اتصال الدم الحامل للفيروس بدم الشخص المستقبل، فيهاجم الفيروس خلايا كبد المصاب، ويتسبّب بانتفاخها واضطراب وظائفها، ووفقاً لتقديرات منظمة الصحّة العالمية؛ يُقدّر عدد المصابين بعدوى مزمنةٍ بفيروس الالتهاب الكبدي ج حول العالم بنحو 71 مليون مصاب، بينما يُقدّر عدد الوفيّات الناجمة عن الإصابة بالفيروس سنويّاً بما يقارب 399 ألف حالة وفاةٍ حول العالم، ومن الجدير بالذكر أنّ العدوى قد تكون حادّةً وغير مصحوبةٍ بأيّة أعراضٍ واضحةٍ، ولا تسبّب مضاعفاتٍ صحيّةً خطيرة، أو قد تتطوّر إلى عدوى مزمنةٍ، والتي بدورها قد تؤدي إلى بعض المضاعفات الصحيّة الخطيرة على المدى البعيد، مثل تشمّع الكبد، وسرطان الكبد. وتجدر الإشارة إلى أنّ عدوى فيروس الالتهاب الكبدي ج الحادّة تزول خلال فترةٍ لا تتجاوز الستّة أشهرٍ دون أيّ علاجٍ في ما نسبته 15-45% من الحالات، أمّا في الحالات الأخرى التي لا يكون فيها الجسم قادراً على القضاء على الفيروس تتطوّر الحالة إلى إصابةٍ بعدوى مزمنةٍ بهذا الفيروس، ويمكن في هذه الحالة اللجوء إلى عددٍ من الخيارات العلاجيّة للتخلّص من العدوى.[1][2]
أعراض فيروس سي
أعراض التهاب الكبد الفيروسي ج الحاد
يُطلق مصطلح الوباء الصامت (بالإنجليزية: Silent epidemic) على مرحلة التهاب الكبد الفيروسيّ ج الحاد، بسبب عدم ظهور أيّة أعراضٍ واضحةٍ على المصاب في العديد من الحالات، أو تشابه الأعراض مع أعراض أنواع العدوى الفيروسيّة الأخرى، ويمكن أن تظهر هذه الأعراض خلال فترةٍ تتراوح بين 4-15 أسبوعاً من الإصابة بالعدوى، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[2]
- المعاناة من الحمّى.
- الإصابة بالغثيان.
- المعاناة من ألم المفاصل.
- الشعور بالتعب والإعياء.
- الشعور بانزعاجٍ في البطن.
- تلوّن البراز بلون طينيّ، في بعض الحالات النادرة.
- الإصابة باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، في بعض الحالات النادرة.
أعراض التهاب الكبد الفيروسي ج المزمن
عادةً ما يكون التهاب الكبد الفيروسيّ ج المزمن كذلك صامتاً، إذ قد لا يكون مصحوباً بأيّة أعراضٍ واضحةٍ لسنواتٍ عديدةٍ في معظم الحالات، وقد يعاني بعض المصابين من نوباتٍ مستمرّةٍ من ألم البطن، والإعياء، وألم المفاصل. ويزداد الضرر الحاصل على الكبد بشكلٍ تدريجيٍّ خلال هذه المرحلة نتيجة تندّب أو تليّف الكبد، ممّا قد يؤدي إلى الإصابة بتشمّع الكبد، أو فشل الكبد، أو سرطان الكبد. وفي الحقيقة، قد يستغرق المريض ما يتراوح بين 25-30 سنةً حتى يتطوّر المرض إلى هذه المراحل المتقدّمة، إذ تعتمد سرعة تدهور الحالة وتدمير الكبد على الصحّة العامّة للمصاب. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأعراض تبدأ بالظهور نتيجة حدوث ضررٍ كبيرٍ للكبد في المراحل المتقدّمة من المرض، وفي ما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:[2][3]
- سهولة ظهور الكدمات على الجلد، وسهولة النزف.
- المعاناة من فقدان الشهيّة.
- الإصابة بالتعب والإعياء.
- خروج البول بلونٍ داكن.
- الإصابة باليرقان؛ حيث يصبح لون الجلد والعينين مُصفرّاً.
- المعاناة من حكّة الجلد.
- المعاناة من فقدان الوزن.
- ظهور أوعيةٍ دمويّةٍ تشبه شبكة العنكبوت على الجلد تُعرف بالورم الوعائيّ العنكبيّ (بالإنجليزية: Spider angiomas).
- المعاناة من انتفاخ الساقين.
- الإصابة بالاعتلال الدماغيّ الكبديّ (بالإنجليزية: Hepatic encephalopathy)؛ والمتمثل باضطراب القدرة على الكلام، والمعاناة من التشوّش والنعاس.
- المعاناة من تجمّع السوائل في البطن؛ وهو ما يُعرف بالاستسقاء البطنيّ (بالإنجليزية: Ascites).
علاج فيروس سي
كما ذكرنا سابقاً، إنّ بعض حالات العدوى بفيروس الالتهاب الكبديّ ج تُشفى دون الحاجة إلى علاج، حيثُ يكون الجهاز المناعيّ للجسم قادراً على القضاء على الفيروس بشكلٍ نهائيّ، ويتمّ في هذه الحالة الاكتفاء بإجراء اختبارات الدم بشكلٍ دوريّ لتأكد من صحّة الكبد ومراقبة الحالة، أمّا في الحالات التي لا يكون فيها الجسم قادراً على التخلّص من العدوى؛ فتوجد عددٌ من الخيارات العلاجيّة المختلفة، وتجدر الإشارة إلى أنّه على الرغم من عدم وجود مطعومٍ للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي ج، إلّا أنّه يُنصح بالحصول على مطعومٍ ضدّ فيروسَي الالتهاب الكبدي أ و ب في هذه الحالة، وهما نوعان آخران من الفيروسات التي تتسبّب بالتهاب الكبد، إذ يوصي الطبيب بهذا المطعوم لتجنّب الإصابة بهذه الفيروسات وحدوث مضاعفاتٍ وتلفٍ إضافيٍ للكبد. وفي الحقيقة، إنّ الهدف من العلاج هو التأكّد من عدم وجود فيروس الالتهاب الكبدي ج في الجسم عند الكشف عنه بعد 12 أسبوعًا على الأقل من إكمال العلاج.[4][5]
العلاجات الدوائية
يتمّ اللجوء إلى استخدام الأدوية المضادّة للفيروسات (بالإنجليزية: Antiviral medications) للقضاء على عدوى فيروس الالتهاب الكبديّ ج، ويعتمد اختيار الدواء المناسب ومدّة العلاج على النمط الجيني للفيروس، والحالة الصحيّة للمصاب، ووجود تلفٍ في الكبد. وفي الحقيقة، كانت فترة العلاج في السابق تصل إلى 48 أسبوعاً تقريباً؛ يتمّ فيها الحصول على جرعةٍ واحدةٍ من الدواء كلّ أسبوع، إلّا أنّه نتيجة تطوير مجموعةٍ من الأدوية المضادّة للفيروسات التي تستهدف الفيروس بشكلٍ مباشرٍ؛ انخفضت مدّة العلاج لتصل في بعض الحالات إلى ثمانية أسابيع فقط، كما تتميّز هذه الأدوية الجديدة بأنّ لها آثاراً جانبيّةً أقلّ من الأدوية السابقة، ونتائج علاجيّةٍ أفضل.[4][5]
زراعة الكبد
قد يتمّ اللجوء إلى إجراء عمليّة زراعة الكبد (بالإنجليزية: Liver transplantation) في الحالات الشديدة التي يتضرّر فيها الكبد بشكلٍ كبير، حيثُ يتمّ إزالة الكبد المتضرّر وزراعة كبدٍ سليمٍ مكانه؛ يؤخذ عادةً من شخصٍ متوفّى، وفي حالاتٍ قليلة يؤخذ من متبرّعٍ حيٍّ يتبرع بجزءٍ من كبده، وتجدر الإشارة إلى أنّه من المرجّح أن تعود العدوى للمصاب بعد معظم حالات زراعة الكبد، وللقضاء على الفيروس في هذه الحالة يمكن استخدام الأدوية الجديدة ذات التأثير المباشر على الفيروس، لمنع تضرّر الكبد المزروع، حيث أثبتت العديد من الدراسات فاعلية هذه الأدوية في علاج التهاب الكبد الفيروسي ج اللاحق لعملية زراعة الكبد.[5]
تغيير نمط الحياة
بالإضافة إلى طرق العلاج التي تمّ ذكرها سابقاً؛ فإنّ إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة قد يساعد على الحد من سرعة تطوّر المرض، إذ يجدر بالمصاب الامتناع عن تناول الكحول، وتجنّب تناول بعض الأدوية التي قد تؤدي إلى الإضرار بالكبد، لذلك تجدر استشارة الطبيب قبل تناول أيّة أدويةٍ، أو مكمّلاتٍ غذائيّة، أو مستحضراتٍ عشبية، كما يجب على المصاب الحرص على منع انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين من خلال تجنّب التبرّع بالدم أو مشاركة شفرات الحلاقة وفرشاة الأسنان مع الآخرين، وتغطية الجروح بشكلٍ مناسب، و تجنّب ممارسة العلاقة الجنسيّة دون اتّخاذ إجراءات السلامة المناسبة كاستخدام الواقي الذكري.[5]
المراجع
- ↑ "Hepatitis C", www.who.int,18-7-2018، Retrieved 18-12-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Kathleen Davis (28-9-2017), "Everything you need to know about hepatitis C"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18-12-2018. Edited.
- ↑ "Hepatitis C Symptoms & causes", www.mayoclinic.org,6-3-2018، Retrieved 18-12-2018. Edited.
- ^ أ ب April Kahn, "Everything You Want to Know About Hepatitis C"، www.healthline.com, Retrieved 18-12-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Hepatitis C Diagnosis & treatment", www.mayoclinic.org,6-3-2018، Retrieved 18-12-2018. Edited.