نقص الكالسيوم عند الأطفال وعلاجه
الكالسيوم
هو عنصرٌ غذائيٌّ يحتاجه جسم الإنسان لبناء عظام قوية، والمحافظة على وظائف العضلات، وصحة القلب، كما أنّه يُعدّ عنصراً مهمّاً جداً في مرحلة الطفولة، وذلك لأنّها مرحلة بنائيةٌ، ويجب الحصول على الكالسيوم بشكلٍ كافٍ لبناء عظامٍ قوية ما أمكن، كما أنّ الحصول على كمياتٍ كافيةٍ منه ومن فيتامين د يُعدّ مهمّاً لوقاية الأطفال من الإصابة بالكُسَاح (بالإنجليزية: Rickets)، والذي يجعل العظام لينة، ويتسبّب بإصابة الأطفال بالتقزم، وتقوّس الساقين، وغيرها من الأعراض.[1]
نقص الكالسيوم عند الأطفال
نقص الكالسيوم (بالإنجليزية: Hypocalcemia) هو حالةٌ شائعةٌ نسبياً، وخصوصاً عند الأطفال حديثي الولادة، ويمكن تشخيص الرّضع بهذه الحالة عندما يكون تركيز الكالسيوم في البلازما لديهم أقلّ من 8 ملغرامات/ديسيلتر، أمّا الرّضع الذين وُلدوا ولادةً مبكرةً فإنّهم يُشخَّصون بهذه الحالة عندما يكون تركيز الكالسيوم في البلازما لديهم أقلّ من 7 ملغرامات/ديسيلتر، وفي حالة الأطفال الأكبر سنّاً فإنّهم يُشخصون بها عندما يكون تركيز البلازما من الكالسيوم لديهم أقلَّ من 8.5 ملغرامات/ديسيلتر، وتتميز هذه الحالة بكونها لا تسبب أي أعراض، كما أنّ الأطفال المصابين به يكونون أكثر عرضةً للوفاة من غيرهم من الأطفال.[2]
علاج نقص الكالسيوم عند الأطفال
يمكن أن تتحسن حالة نقص الكالسيوم دون الحاجة إلى علاجٍ في بعض الحالات، وخصوصاً إذا لم ترافق هذه الحالة أيّ أعراض، ولكن قد يصفُ الطبيب مُكمّلات غلوكونات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium Gluconate)، وهو شكلٌ من الكالسيوم يَسهُل على الجسم امتصاصه، أو أنّه قد يصفه على شكل حقنٍ في الوريد، وذلك بناءً على العوامل الآتية:[3]
- العمر الحملي (بالإنجليزية: Gestational age) للطفل، وصحته العامة، وتاريخه الطبي.
- معاناة الرضيع من مرضٍ ما.
- قدرة الطفل على تحمل بعض أنواع الأدوية، أو العمليات الجراحية، أو العلاجات.
- آراء والدي الطفل واختياراتهم.
أسباب نقص الكالسيوم عند الأطفال
إنّ أكثر سببٍ شائعٍ لنقص الكالسيوم عند الأطفال هو الفشل الكلوي، والذي قد يسبّب نقصاً في مستويات فيتامين د، وهناك أسبابٌ أخرى لهذا النقص تعتمد على عمر الطفل، ونذكر منها:[2]
- نقص الكالسيوم عند حديثي الولادة: وتحدث هذه الحالة بعد الولادة بـ48-72 ساعة، وقد يحدث ذلك لعدّة أسباب، ومنها:
- نقص الكالسيوم المتأخر لدى الرُّضّع: والذي يحدث عند الأطفال بعد 3-7 أيام من ولادتهم، وقد يُصاب به بعض الأطفال بعد 6 أشهر من ولادتهم أيضاً، ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة الأطفال بهذا النقص:
- الولادة المبكرة: وذلك لأنّ الأطفال الذين ولدوا ولادةً مبكرةً قد يعانون من نقصٍ في العناصر الغذائية، وانخفاضٍ في استجابة هرمون الغدة جار الدرقية لفيتامين د، وزيادة مستويات الكالسيوم المفقود عن طريق البول، بالإضافة إلى زيادة مستويات هرمون الكالسيتونين (بالإنجليزية: Calcitonin).
- التعرّض للاختناق أثناء الولادة: حيث إنّ ذلك قد يؤخر وصول العناصر الغذائية إلى الجنين، ويزيد من إنتاج هرمون الكالسيتونين، وقد يسبب الفشل الكلوي، والعديد من الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة الطفل بنقص الكالسيوم.
- معاناة الأم من السكري: وتعتمد حالة النقص التي يُعاني منها الطفل وشدته على شدة حالة السكري التي تُعاني منها الأم، فقد وُجد أنّ الأم التي تُعاني من السكري تكون مصابةً بنقص المغنيسيوم أيضاً، ممّا قد يؤدي إلى نقصه لدى الجنين أيضاً، وقد يسبب هذا النقص قصور الغدد جارات الدرقية (بالإنجليزية: Hypoparathyroidism)، ممّا يؤدي إلى نقص الكالسيوم، وإضافةً إلى ذلك فإنّ الأمهات اللاتي يعانين من السكري يمتلكن مستوياتٍ مرتفعة من الكالسيوم في الرحم، وقد يسبّب ذلك تثبيطاً لوظائف الغدد جارات الدرقية.
- استهلاك الطفل لكميات كبيرة من الفوسفات، ويُعدّ هذا الأمر شائعاً لدى الأطفال في الدول النامية؛ حيث إنّ تناول الأطفال بهذا العمر الصغير للحليب البقري، أو الحليب الصناعيّ الذي يحتوي على كمية كبيرة من الفوسفات قد يسبب نقص الكالسيوم عند هؤلاء الرُّضّع، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحليب البقريّ يحتوي على كمية من الفوسفات أكثر بـ7 مرات من حليب الثدي الطبيعي.
- معاناة الطفل من نقصٍ في فيتامين د، فقد أشارت إحدى الدراسات التي شملت 78 رضيعاً يعانون من نقصٍ في مستويات الكالسيوم إلى أنّ ذلك كان إشارةً على أنهم أيضاً يُعانون من نقصٍ في فيتامين د، كما لوحظت استجابة هؤلاء الرُّضّع للعلاج بمكمّلات الكالسيوم والمغنيسيوم، والكالسيتريول، واستعمال حليبٍ قليلٍ بالفسفور فترة قصيرة.
- معاناة الرضيع من متلازمة دي جورج (بالإنجليزية: Digeorge syndrome)، وهي حالةٌ تسبب نقص المناعة، ويمكن معرفة المصابة بها في حالة معاناة الطفل من نقصٍ في الخلايا التائية، أو أمراضٍ قلبية خلقية (بالإنجليزية: Congenital heart disease)، وغيرها من المشاكل، وقد تسبّب هذه الحالة نقص الكالسيوم.
- معاناة الرضيع من نقص المغنيسيوم.
- تعرّض الرضيع للعلاج بالأشعة بسبب معاناته من فرط بيليروبين الدم (بالإنجليزية: Hyperbilirubinemia).
- إجراء نقل الدم للرضيع، أو إعطاؤه منقوعاً يحتوي على بيكربونات الصوديوم.
- معاناة الأم من فرط نشاط الغدة الجار درقية (بالإنجليزية: Hyperparathyroidism).
أعراض نقص الكالسيوم
كما ذُكر سابقاً فإنّ نقص الكالسيوم قد لا يسبّب أعراضاً واضحةً للأطفال حديثي الولادة، إلّا أنّها قد تظهر في بعض الأحيان، كما أنّ الأعراض التي يمكن أن تظهر تكون مختلفةً من طفلٍ إلى آخر، وقد تكون دالّة على إصابة الطفل بحالةٍ أخرى غير نقص الكالسيوم، ولذلك فإنّه يُنصح باستشارة الطبيب لتشخيص حالة النقص، ونذكر من هذه الأعراض:[3]
- التهيج.
- تشنج العضلات.
- العصبية.
- الارتعاش.
- الخمول.
- النوبات.
المراجع
- ↑ "What Is Calcium? ", www.kidshealth.org, Retrieved 22-9-2018. Edited.
- ^ أ ب Yogangi Malhotra (5-12-2016), "Pediatric Hypocalcemia"، www.emedicine.medscape.com, Retrieved 22-9-2018. Edited.
- ^ أ ب "Hypocalcemia", www.chop.edu, Retrieved 22-9-2018. Edited.