يُعتبر اليانسون (بالإنجليزية: Pimpinella anisum) من أهم الأصناف النباتية التي تحتوي على الزيوت العطرية؛ والتي تُعرف بأنها مزيجٌ مُعقدٌ من المركبات المتطايرة، وتُعد هذه الزيوت من أهم المنتجات النباتية من وجهة نظرٍ اقتصاديةٍ؛ وذلك لامتلاكها خصائص طبية، وعطرية، بالإضافة إلى نكهتها، حيث إنّها تستخدم في الصناعات المختلفة كالصناعات الغذائية، وصناعة الدواء، ومستحضرات التجميل، ومن الجدير بالذكر أنَّ اليانسون يُعدُّ من أقدم الأعشاب التي استخدمها الناس، حيث إنّها زُرعت منذ العصور القديمة في مصر، ثم اليونان، وروما، والشرق الأوسط، ويمتلك اليانسون زهوراً بيضاءً، وتمتلك ثمارها لوناً أخضر مائلاً للبني أو أصفراً مائلاً للبني، وتُجفف ثماره الصغيرة للحصول على بذور اليانسون.[1]
يُنصح بتجنب شرب اليانسون أثناء فترة الحمل؛ وذلك لأنّ الأبحاث العلمية التي تُثبت سلامة التداوي بالأعشاب خلال الحمل غير مكتملة إذ إنَّ اختبار سلامتها على النساء الحوامل لا يُعد أخلاقيًا؛ ومن الجدير بالذكر أنّ اليانسون قد يكون له تأثير على الهرمونات التي من المُحتمل أن تؤثر على الحمل، وقد يُسبب تهيجاً للجلد، وتفاقم حرقة المعدة.[2]
توصي منظمة الصحة العالمية بإرضاع الرضيع من خلال حليب الأم فقط خلال الستة أشهر الأولى من عمر الرضيع؛ وذلك لأنه يُعدّ أفضل تغذية له، وتجدر الإشارة إلى أنّ اليانسون يُعدُّ من أهم الأعشاب التي تُساهم بإدرار الحليب (بالإنجليزية: Galactagogues) وتزيد من إنتاجه، بالإضافة إلى الحلبة، والشومر، والثوم، ويجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل استعمال أي عشبة؛ وذلك لأن الأعشاب تُشبه الأدوية ولها بعض الآثار الجانبية وفي بعض الحالات قد تكون سامة.[3][4]
كما توجد العديد من الفوائد الفعالة لليانسون على الصحة بشكل عام حيث إنّه غني بالعديد من المواد الغذائية، ومن الممكن أن تقلل من أعراض الاكتئاب، ويقي من قرحة المعدة؛ من خلال تقليل كمية الحمض الذي تفرزه، ويُعدّ اليانسون وزيته مضاداً لنمو البكيتريا والأعفان؛ وذلك لاحتوائه على مادة الأنيثول (بالإنجليزية: Anethole) بحسب ما بيّنته دراسة مخبرية، كما وجدت دراسة أنابيب اختبار أخرى أنّ زيت اليانسون وبذوره فعالة في مكافحة بعض سلالات الفطريات كالخمائر، ومن الممكن لليانسون أن يساهم في تخفيف أعراض سن اليأس مثل الهبات الساخنة، ويُقلل من خسارة العظام، كما أنّه قد يقلل من الالتهابات؛ لاحتواء بذوره على كمية مرتفعة من مضادات التأكسد، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ اليانسون قد يُسبب رد فعل تحسسي للبعض؛ خاصةً للذين يُعانون من الحساسية للنباتات الأخرى التي تنتمي لعائلة اليانسون، كما أنّه يمتلك خصائص تُشبه هرمون الإستروجين؛ وذلك قد يزيد من أعراض الأمراض المرتبطة بحساسية الهرمونات؛ كسرطان الثدي، أو الانتباذ البطاني الرحمي.[5]
يوضح الجدول الآتي القيمة الغذائية لملعقة كبيرة من بذور اليانسون تساوي 6.7 غرامات:[6]
بالرغم من أنّ هناك أعشاباً صُنفت بأنها قد تكون آمنة للاستخدام خلال فترة الحمل، كأوراق العليق الأحمر (بالإنجليزية: Red raspberry leaf)؛ الذي يُساهم في تقليل من الغثيان، ويخفف من آلام الولادة، كما يُحسن من صحة الرحم، ويُنصح بتناوله بعد الثلث الأول من الحمل، والنعناع الفلفلي (بالإنجليزية: Peppermint leaf)؛ الذي يساهم في تخفيف الغثيان، تحديداً خلال الصباح، وطرد الغازات، ويُساعد الشوفان في التقليل من القلق، والتخفيف من الشعور بانعدام بالراحة، وتهيج الجلد،[7] إلا أنّ هناك مجموعة من الأعشاب التي يُعد استخدامها غير آمنٍ خلال فترة الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الثلث الأول من الحمل هي الفترة التي يحدث خلالها تطور سريع لأعضاء الجنين؛ ويكون حينها أكثر عُرضةً للآثار المؤذية الناتجة من العوامل الخارجية كالمتناول من الطعام والدواء والسوائل والمركبات الكيميائية الأخرى ليصل إلى الجنين، ومن هذه الأعشاب ما يأتي:[8]