-

حالات شفيت من الاكتئاب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الاكتئاب

هل تتخيّل نفسك قادراً على أن تقوم الآن وتحضر مسدساً وتضعه في فمك وتطلقه لتجد نفسك بعد ثوانٍ معدودة قد أصبحت في عالم آخر؟ بالطبع لا، فمن منّا يرغب بإنهاء حياته بهذه الطريقة المأساويّة؟ وما هو الأمر الجلل الذي قد يدفع بعض الناس إلى التهوّر والقيام بهذا العمل الأحمق؟ تساؤلات كثيرة نطرحها على أنفسنا في الكثير من الأوقات التي نسمع فيها عن أشخاص قرروا أن ينهوا حياتهم بأيديهم، وأن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة. في مقالنا هذا سنتعرّف على بعض القصص الواقعيّة التي استطاعت أن تتغلّب على هذا الوسواس.

قد نشعر أحياناً بضيق في النفس، وهمّ وحزن يصيبنا يجعلنا لا نرى ألوان الدنيا إلا سواداً، ويغطّى التشاؤم والحزن على كلّ ملامحنا وأفكارنا، فنكون مقيّدين بقيود حديديّة وأغلال لا تصنعها إلّا أوهامنا التي سيطرت علينا حتماً، فالاكتئاب حالة نفسيّة نشعر بها بين الفينة والأخرى، وهو شعور مزعج، يسيطر على تفكيرنا بطريقة مؤلمة، وعلينا أن نكون حريصين على أن لا نترك مخالب هذا المرض الخبيثتعمل فينا، كما يعرف اليوم فالاكتئاب مرض العصر، يصيب الكثير من الناس لزيادة المسؤوليات والهموم والواجبات التي تتطلب من الإنسان في بعض الأحيان أن يبذل الغالي والرخيص، وقد لا يجد مقابلاً أبداً ممّا يدخله في حالة نفسية من الحزن تعرف بـ "الاكتئاب".

فلو تصفحنا الجرائد والمواقع الإلكترونيّة والإخباريّة، أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي سنجدها جميعها متخمة بالكثير من أخبارالانتحار الذي قرّر صاحبه أن ينهي حياته بيده، كالذي يشنق نفسه في غرفته بعد أن عزل نفسه عن الناس لفترة طويلة من الزمن، أو كالتي قتلت رضيعها لأنّها تعاني من الاكتئاب فقط، أو كالذي يقرّر أن ينهي حياته بشرب المئات من حبات المخدّر، وغيرها طرق كثيرة لا تخطر على البال، بنظري هؤلاء كلهم مهما كانت ظروفهم أو قصصهم التي دفعتهم إلى هذا الأمر، كانوا فاشلين جدّاً في تخطي عقبات الحياة التي نمرّ جميعنا بها، فالإنسان القويّ السويّ لا يفكّر أبداً بهذه الطريقة.

الشفاء من الاكتئاب

وفي المقابل، قد لا نقرأ كثيراً عن حالات استطاعت التغلب على هذا المرض النفسيّ، والذي لا يحتاج منّا سوى إلى القوّة والعزم والإرادة، إرادة قويّة تدفعنا إلى كسر قيود الاكتئاب والخروج إلى الحياة الطبيعيّة، والنظر إليها بكل نظرات التفاؤل، ولا يخفى علينا طبعاً أنّ الخطوة الأولى في هذا الأمر هو التوكّل على الله تعالى، الذي بيده يدبّر الأمر كلّه، وييسر أمورنا، ممّا يجعلنا نرى الحياة جميلة بكلّ ألوانها. فكم من حالة شفيت من السرطان بسبب القوّة والإرادة، وبسبب قدرة الشخص على كسر قيود الاكتئاب التي تصيب صاحب هذا المرض؟ بالتأكيد حالات كثيرة لا تحصى، وكذلك من شخص رمته الحياة في غياهب الظلم والسجن، ولم يسمح لهذا الأمر أن يجعله كسيراً، بل على العكس أصبح شخصاً أقوى بكثير ممّا كانه قبلاً، ففي النهاية الاكتئاب مرض يصيب الجميع، وقصة واقعية يعيشها الكثير من الناس يوميّاً، وأنت عزيزي القارئ واحداً منهم، لكنّا على يقين أنّ الله جعل من ضيق مخرج، وما بعد الضيق إلّا الفرج، وتذكر دائماً: "لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

كمثال واقعيّ على قصة لشخص استطاع أن يتحرّر من الاكتئاب يذكر الدكتور محمد بشناق في إحدى مقابلاته قصة امرأة أصيبت بسرطان الثدي، والتي اضطرت للخضوع لعملية استئصال الثدي ممّا كان له أثر بالغ على نفسيتها بعد انتهاء العملية، وذلك لأنّ هذا المرض بالذات الأكثر ارتباطاً بنفسية المرأة لما له من علاقة بالشكل الخارجي لها والذي يمنحها ثقتها بنفسها، وقد أصيبت بحالة اكتئاب شديدة بعد العملية، إلّا أنّ دعم زوجها وعائلتها ساعدها بشكل كبير في تخطّي هذه الأزمة وتقبّل نفسها وشكلها الجديد بعد مرور فترة من الزمن.