أسباب ونتائج تلوث البيئة
تعريف التلوث البيئي
يُعرَّف تلوث البيئة بأنَّه التَغَيَُر الذي يطرأُ على خصائص البيئة كإضافة مواد سائلة أو صلبة أو غازيةٍ أو حرارةٍ أو صوتٍ أو نشاطٍ إشعاعيٍ، مما يؤدي إلى اختلال نظامها في بعض المجالات.[1]
أسباب تلوث البيئة
إنَّ أسباب التلوث البيئي متعددة وكثيرة، سنذكر بعضاً منها فيما يلي:[2]
- الصناعات: يشهد القرنان التاسع عشر والعشرين ثورة صناعية ضخمة سببها الاستخدام المتزايد للوقود الأحفوري، ويتمثل أحياناً بصناعة الفحم الذي يُستخدم في تشغيل الآلات المختلفة بدلاً من استخدام قوة البشر وذلك لإنجاز المهمات بوقت أقل، فيكون بذلك مُعاوناً للبشر ولكنَّه مضراً للبيئة بمختلف أشكالها فهو يؤثر في الهواء والماء والتربة، وخاصة الصناعات المولدة للطاقة كالنباتات التي تُستخدم في إنتاج الكهرباء.
- وسائل النقل: تساهم وسائل النقل المختلفة في التلوث البيئي؛ ويعود السبب في ذلك إلى الوقود الأحفوري المستخدم في تشغيل المركبات، والذي يتزايد يوماً بعد يوم.
- الأنشطة الزراعية: تُعتبر المبيدات المستخدمة في الأنشطة الزراعية المختلفة سلاح ذو حدين؛ فسلاحها الأول هو التخلص من الحشرات والأمراض التي تهدد التربة والمياه، أمَّا سلاحها الثاني فهو يُلَّوثُ البيئة لما يحتويه من مركبات كيميائية ضارة تُؤَثر في المياه والتربة.
- الأنشطة التجارية: تشمل الأنشطة التجارية تصنيع وتصدير وتبادل كلّ من السلع والخدمات المختلفة، وهي أحياناً تؤثر سلباً في البيئة من خلال المواد المستخدمة في نقلها أو المواد التي صُنِعَت منها كالبلاستيك المصنوع من الوقود الأحفوري.
- الأبنية: هي من ملوّثات البيئة التي يساهم فيها الإنسان من خلال تدمير مساحات خضراء واستبدالها بأماكن سكنيةٍ أو مناطق استثماريةٍ أو غيرها من المُنْشآت التي تخدمه، ولا يقف حد تلوثها إلى ذلك بل إنَّ النُّفايات الناجمة عن من يستخدم هذه الأبنية لا يمكن أن تَتَحلل أو تُعالج، مما يُسبب ضرراً وخيماً على البيئة المحيطة.
نتائج تلوث البيئة
هنالك العديد من الأضرار الناجمة عن التلوث البيئي نذكر منها ما يلي:[3]
- تدهور البيئة: إنَّ التدهور البيئي يشمل اختلالاً في عناصر البيئة المختلفة كالهواء والماء والتراب، ويَحول ثاني أكسيد الكربون الذي ينطلق صاعداً من الملوثات البيئية إلى السماء وغلافها الجوي ضوء الشمس الطبيعي من الوصول إلى الأرض، وبالتالي يؤثر ذلك سلباً في غذاء النباتات في عملية التمثيل الضوئي، كما أنَّ غازي ثاني أكسد الكربون وأكسيد النيتروجين من الغازات التي يتكّوَّنُ منها ما يسمى بالمطر الحمضي، كما يؤدي تسرب النفط إلى البحار في التلوث البيئي المائي وقتل العديد من الأنواع المختلفة فيه.
- مشاكل في صحة الإنسان: يتأثر الإنسان بثلاثة أنواع مختلفة من التلوث، النوع الأول هو تلوث الهواء الذي يؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض متعددة وأهمها تلك التي تُهاجم الجهاز التنفسي ومنها: الربو، وسرطان الرئة، والتهاب الحلق، وآلام متنوعة في الصدر، بالإضافة إلى أمراضٍ تتعلقُ بالقلب والأوعية الدموية، أمَّا النوع الثاني هو تلوث الماء الذي يؤثر سلباً في جلد الإنسان فيُسبب تهيُّجاً للجلد والطفح الجلدي، والنوع الأخير هو التلوث الضوضائي والتي تظهر أعراضه على الإنسان واضحةً كالإجهاد وإضطرابات في النوم ومن الممكن أن يؤدي هذا التلوث إلى فقدان في السمع.
- العقم الأرضي: يطلق هذا المصطلح على التربة التي تمتلك نباتات غير قادرة على النمو بشكلها الطبيعي، ويعود سبب ذلك إلى استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الآفات الزراعية بشكلٍ دائمٍ ومستمرٍ، وتساهم النفايات الصناعية بإنتاج مركباتٍ كيميائيةٍ تضر المياه مما يؤدي إلى التأثير في نوعية التربة وكفائتها.
- الاحترار العالمي: يُسَّبب زيادة ثاني أكسيد الكربون الذي يُعتبر من الغازات الدفيئة أضراراً وخيمة على البيئة كالاحترار العالمي ويتكون من خلال تناقص أعداد المسطحات النباتية بيد الإنسان، عندما يُريد استغلالها في خدمته كإنشاء الطرق أو بناء المنازل، كما يُسَّبب زيادة ثاني أكسيد الكربون إلى زيادة مستوى سطح البحر من خلال ذوبان الجبال الجليدية القطبية مما يُشكلُ خطراً على سكان المنطقة.
- استنزاف طبقة الأوزون: بسبب ما يفعلُه الإنسان من نشاطات مختلفة تُلوث البيئة كتلك التي تُنتِج مواداً كيميائيةً مثل مركبات الكلوروفلوروكربون التي تؤثر على طبقة الأوزون وهو الغلاف الرقيق الموجود في السماء والذي يحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية.
أنواع ملوثات البيئة
يتكون التلوث البيئي من ثلاثة أنواع رئيسية وهي: تلوث الماء، وتلوث الهواء، وتلوث الأرض، كما استُحدثت أنواع جديدة من التلوث البيئي مثل: التلوث الضوئي، والتلوث البلاستيكي، وتلوث الضجيج.[1]
التلوث في العصر الحديث
انطلاقاً من أهمية الحفاظ على البيئة، أصبح الوعي المتزايد بحماية البيئة من مختلف ملوثاتها إن كانت ملوثات تهاجم الأرض أو الماء أو الهواء، متطوراً في القرن العشرين أكثر مما كانت عليه في السابق، ومن الجدير بالذكر أنّ كتاب "راشيل كارسون" الذي نُشرَ في عام 1962م اهتم بالأضرار البيئية التي تَنجم عن استخدام المبيدات غير الآمنة مثل "DDT" وغيرها من المواد الكيميائية الضارة التي تُهاجم السلسة الغذائية وتتشبثُ فيها معلنةً استقرارها، مما يؤدي ذلك إلى اختلال التوازن الطبيعي بشكل كبير على الأنظمة الأيكولوجية، ويعدّ التلوث البشري جزء من التلوث في العصر الحديث حيث يرتبط بأنشطة الإنسان المختلفة، ويُلازم التلوث البشري الأماكن التي مكث فيها بعضاً من البشر لفترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ في مكان واحد، كالمستوطنات القديمة التي تَضج بملوثات خطيرة كالأنقاض والقذائف، ومع ذلك فإنَّ هنالك مسببات طبيعية للتلوث مثل حرائق الغابات والبراكين النشطة.[1]
المراجع
- ^ أ ب ت Jerry A. Nathanson, "Pollution"، britannica, Retrieved 22-02-2018. Edited.
- ↑ "Environmental Pollution", conserve, Retrieved 22-02-2018. Edited.
- ↑ "What is Pollution?", conserve, Retrieved 22-02-2018. Edited.