مرض السكر
يُعدّ مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes) أحد الأمراض المزمنة، التي تصاحب الشخص طيلة حياته، وتتسبّب بارتفاع مستوى السكر في دمه، وتؤثر في قدرة جسمه على استخدام الطاقة التي يحصل عليها من الغذاء، ففي الوضع الطبيعي يحطم الجسم السكريات والكربوهيدرات التي يتناولها الشخص إلى نوع من السكريات البسيطة يُعرف بالجلوكوز، وبمساعدة الإنسولين يتمّكن الجلوكوز من الدخول إلى خلايا الجسم وتزويدها بالطاقة اللازمة لها، وفي الحقيقة يتمثل الاختلال الحاصل لمرضى السكري بعدم استجابة الجسم للإنسولين المفرز، أو توقف قدرة الجسم على تصنيعه، ممّا يحول دون دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم، ويتسبّب بتراكمه وارتفاع تركيزه في الدم.[1]
أسباب مرض السكر
تتفاوت أسباب الإصابة بمرض السكري باختلاف أنواعه، وفيما يأتي بيان لذلك:
- مرض السكري من النوع الأول: (بالإنجليزية: Type 1 diabetes) يشكّل هذا النوع ما يقارب 10% من مجموع حالات الإصابة بالسكري، ويُطلق عليه أيضاً اسم سكري الأطفال نظراً لبدء الإصابة به قبل بلوغ الأربعين من العمر، وغالباً ما يكون ذلك في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويتمثل بفقدان جسم المصاب قدرته على تصنيع الإنسولين بشكلٍ نهائي، ممّا يضطره إلى استخدام حقن الإنسولين طيلة حياته،[2] وفي الحقيقة يحدث هذا المرض بسبب مهاجمة الجهاز المناعي الخلايا المسؤولة عن تصنيع الإنسولين في البنكرياس وتحطيمها، وعلى الرغم من أنّه لم يتم تحديد سبب واضح ومحدد لقيام الجهاز المناعي بفعل كهذا، إلّا أنّ العلماء يعتقدون أنّ توفر مجموعة من العوامل الجينية، وبعض العوامل الأخرى، مثل الإصابة بأنواع معينة من الفيروسات قد يكون سبباً في حدوث ذلك.[3][4]
- مرض السكري من النوع الثاني: (بالإنجليزية: Type 2 diabetes) يُعدّ هذا النوع أكثر أنواع مرض السكري شيوعاً، فهو يشكل 95% تقريباً من مجموع حالات الإصابة بمرض السكري، ويتمثل بعدم استجابة الجسم للإنسولين أو عدم قدرته على إنتاج كميات كافية منه، ومن عوامل خطر الإصابة به ما يأتي:[2][1]
- السكري الحملي: (بالإنجليزية: Gestational diabetes) يصيب هذا النوع من مرض السكري بعض النساء في فترة الحمل، إذ يحدث بسبب إفراز المشيمة لبعض الهرمونات التي تؤثر في استجابة خلايا الجسم للإنسولين، بالإضافة لتوفر بعض العوامل الجينية والحياتية الأخرى، مثل السمنة ووجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري.[3]
- السمنة وزيادة الوزن.
- نمط الحياة الخالي من الحركة، وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
- التاريخ العائلي للإصابة بمرض السكري.
- العمر؛ إذ يرتبط التقدم في العمر بالإصابة بمرض السكري.
- العرق؛ فالأفارقة من أصل أمريكي، والأشخاص الذين تعود أصولهم إلى المناطق الآسيوية من المحيط الهادئ يُعدّون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري.
أعراض الإصابة بمرض السكر
بشكلٍ عام، تبدأ أعراض الإصابة بمرض السكري بالظهور بشكلٍ أسرع لدى المرضى المصابين بالنوع الأول من السكري، بينما تحتاج إلى فترة أطول حتى تتم ملاحظتها لدى المرضى المصابين بالنوع الثاني من السكري، ويمكن القول بأنّ الأعراض الظاهرة على المرضى تتفاوت بناءً على مدى ارتفاع نسبة السكر في الدم لديهم، وفيما يأتي ذكر لبعض هذه الأعراض والعلامات:[4]
- التبوّل المتكرر.
- زيادة الشعور بالعطش والجوع.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- زغللة العين.
- الإصابة بالعدوى على نحو متكرر، مثل العدوى المهبلية والجلدية.
مضاعفات مرض السكر
يعتمد ظهور المضاعفات الناتجة عن الإصابة بمرض السكري على مدة الإصابة بالمرض، ودرجة التحكم والسيطرة على مستويات السكر في الدم، ومن هذه المضاعفات ما يأتي:[4]
- أمراض القلب الوعائية: (بالإنجليزية: Cardiovascular disease) يزيد مرض السكري من خطورة الإصابة بالعديد من أمراض القلب الوعائية، مثل الذبحة الصدرية، والسكتات الدماغية، ومرض القلب التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease)، ومرض تصلب الشرايين.
- اعتلال الكلى: (بالإنجليزية: Nephropathy) يتسبّب مرض السكري بإتلاف بعض الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الكلى والمسؤولة عن فلترة الدم وتنقيته من الفضلات، مما يعرّض الشخص للإصابة بالفشل الكلوي (بالإنجليزية: Renal failure).
- اعتلال الشبكية السكري: (بالإنجليزية: Retinopathy) من الممكن أن يؤثر مرض السكري في الأوعية الدموية االموجودة في شبكية العين، ممّا يعرّض الشخص للإصابة بالعمى، والعديد من أمراض العين الأخرى، مثل الغلوكوما (بالإنجليزية: Glaucoma) ومرض الساد (بالإنجليزية: Cataract).
- مشاكل القدم: (بالإنجليزية: Foot damage) يؤثر مرض السكري في الأعصاب والأوعية الدموية الموجودة في القدم أيضاً، وإنّ عدم تلقي العلاج المناسب للجروح والقروح الظاهرة في قدم المصاب بالسكري، يُعرّضه للإصابة بأنواع خطيرة من العدوى قد يتطلب علاجها بتر أحد الأصابع، أو القدم، أو حتى الساق بأكملها.
- مشاكل الجلد: (بالإنجليزية: Skin conditions) يزيد مرض السكري من احتمالية الإصابة بالعديد من أنواع العدوى الجلدية البكتيرية والفطرية.
- مشاكل السمع: (بالإنجليزية: Hearing problems) تزداد احتمالية الإصابة بمشاكل واضطرابات في السمع لدى المصابين بالسكري.
- مرض الزهايمر: (بالإنجليزية: Alzheimer's disease) إنّ ارتفاع مستوى السكر في الدم لدى المرضى المصابين بمرض السكري من النوع الثاني يزيد من خطر الإصابة بأمراض الخرف بما في ذلك مرض الزهايمر.
- الاعتلال العصبي: (بالإنجليزية: Neuropathy) يشتكي بعض المصابين بمرض السكري من الشعور بنمنمة، أو تنميل، أو حرقة في الأطراف، ويُعزى ذلك إلى تعرّض الأوعية الدموية المسؤولة عن تغذية الأعصاب في الأطراف للتلف بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ عدم تلقي العلاج المناسب لهذه الحالة، قد يفقد المصاب الشعور بالطرف المتأثر بالاعتلال العصبي.
- الاكتئاب: فقد لُوحظ أنّ أعراض الاكتئاب أكثر شيوعاً لدى المرضى المصابين بالسكري مقارنة بغيرهم من الأشخاص غير المصابين بالسكري.
المراجع
- ^ أ ب "Types of Diabetes Mellitus", www.webmd.com, Retrieved 25-10-2018. Edited.
- ^ أ ب "Diabetes: Symptoms, causes, and treatments", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-10-2018. Edited.
- ^ أ ب "Symptoms & Causes of Diabetes", www.niddk.nih.gov, Retrieved 26-10-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "Diabetes", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-10-2018. Edited.