أسباب الصداع والدوخة
الصداع والدوخة
يُعدّ الصداع (بالإنجليزية: Headache) أحد أكثر المشاكل الصحيّة شيوعاً بين أفراد المجتمعات، فهو يُصيب الأشخاص باختلاف فئاتهم العمريّة، ولكنّه غالباً ما يؤّثر في الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 25-44 سنة، فهم الفئة العُمريّة الأكثر عُرضة للإصابة بالصداع، وفي الحقيقة يشعر المصاب بالألم نتيجة تهيّج بعض التراكيب التي تقع في الرأس أو تعرّضها للالتهاب أو التلف، إذْ يمكن تقسيم الصداع إلى نوعين اعتماداً على سبب حدوثه، فهناك الصداع الأولي الذي يحدث دون اكتشاف أي أسباب تحفّز ظهوره، مثل؛ الصداع التوتّري، والصداع العنقودي، ومن جانب آخر، هناك الصداع الثانوي الذي يحدث نتيجة وجود مشكلة صحيّة أو إصابة معيّنة، أو كونه عَرَضاً جانبياً للإصابة ببعض الأمراض.[1] أمّا مصطلح الدوخة (بالإنجليزية: Dizziness) فيُستخدم لوصف مجموعة من الأحاسيس، كفقدان التوازن، أو الضعف العام، أو الشعور بأنّك على وشك الإغماء، أو أن يتولّد لدى المصاب إحساس زائف بأنّ المحيط من حوله يدور. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ معاناة الشخص من الصداع الذي يترافق مع الدوخة في آنٍ واحد، قد يكون أحد تلك المؤشّرات التي تُنذر بوجود مشاكل صحيّة معينة، والتي تتراوح بين المشاكل الخفيفة التي يسهل التعامل معها، وبين المشاكل التي تستدعي اتّخاذ الإجراءات الفوريّة للسيطرة عليها.[2][3]
أسباب الصداع والدوخة
في الحقيقة هناك عدّة أسباب قد تكمن وراء الإصابة بالصداع الذي يترافق في آنٍ واحد مع الشعور بالدوخة، وفيما يلي يمكن إجمال بعض من هذه الأسباب التي قد تسبّب الصداع والدوخة، موضّحه على النحو الآتي:[2]
- انخفاض مستوى السكر في الدم: فالصداع الذي يترافق مع الإصابة بالدوخة، يُعدّ أحد الأعراض المحتملة لانخفاض مستوى السكر في الدم، الذي قد ترافقه أعراض إضافية كالتعرّق، والجوع والعطش الشديدين. يعاني الشخص هبوط السكر في حال لم يتناول وجبة غذائية لعدّة ساعات. وفي حال كان الشخص مصاباً بمرض السكري، فمن الضروري أن يحرص على ضبط مستويات السكر في دمه خلال اليوم.[4]
- القلق: تختلف أعراض الإصابة بالقلق بشكل كبير من شخص لآخر، فهناك عدد من الأعراض النفسيّة، والجسدية التي قد يعاني منها المصاب بالقلق، أمّا الصداع والدوخة، فهما من أكثر الأعراض الجسديّة شيوعاً بين الأشخاص المصابين بالقلق.[2]
- الجفاف: فالشعور بالصداع والدوخة يُعدّ أحد الأعراض الأساسية التي تنجم عن الإصابة بالجفاف؛ الذي يتمثل بأن تكون الكميات التي يفقدها الجسم من السوائل تفوق كميات السوائل التي يقوم الشخص بتناولها. وفي الحقيقة قد يُعاني الشخص من الجفاف نتيجة الإصابة بالحمّى، أو المعاناة من التقيؤ، أو الإسهال، أو حتى نتيجة حرارة الطقس المرتفعة.[2]
- إصابات الرأس: يعاني الشخص الذي تعرّض لإصابة في الرأس من ظهور عدد من الأعراض، التي تختلف باختلاف موقع الإصابة في الرأس، والجزء المتضرّر منه، ففي حال كانت إصابة الرأس خارجيّة، أي أنّ فروة الرأس هي الجزء المتضرّر وليس الدماغ نفسه، يعاني المصاب من الصداع، والذي غالباً لا يترافق مع الدوخة، أو أنّه قد يعاني في هذه الحالة من دوخة خفيفة تزول خلال بضع ساعات، أمّا عن الإصابات الداخليّة التي يتعرّض لها الرأس، فغالباً ما ينجم عنها الصداع والدوخة، ومن الممكن أن تستمر هذه الأعراض لعدّة أسابيع بعد التعرّض للإصابة.[2]
- فقر الدم: يحدث فقر الدم عندما تفقد خلايا الدم الحمراء كفاءتها في نقل الأكسجين إلى كافّة أنحاء الجسم، وعليه فإنّ عدم حصول الجسم على القدر الكافي من الأكسجين، يؤدّي إلى الشعور بالتعب والإرهاق الشديدين، فيسفر عن ذلك شعور المريض بالصداع والدوخة.[2]
- ضعف الرؤية: فالصداع يعدّ أحد الأعراض الشائعة للإصابة بضعف النظر وإجهاد العين، إلى جانب ذلك، قد يترافق الصداع في حالة ضعف النظر بالشعور بالدوخة، وذلك عندما تتسبّب مشاكل النظر بحدوث صعوبة في تكيف العين على رؤية الأشياء البعيدة والقريبة.[2]
- التعرّض لعدوى بكتيريّة أو فيروسيّة: فتعرّض الجسم لعدوى معيّنة، قد يتسبّب بالإصابة بالصداع والدوخة، وذلك نتيجة لتعرّض الجسم للإرهاق، ومقاومته للعدوى، إلى جانب ذلك قد يعاني الشخص من الصداع والدوخة في هذه الحالة، نتيجة تناول بعض الأدوية التي من شأنها أن تعالج الاحتقان الشديد الناجم عن الإصابة بالزكام، فهذه الأدوية قد تسبّب الصداع والدوخة لدى البعض، ومن الأمثلة على أنواع العدوى التي قد تسبّب الصداع والدوخة؛ الإنفلونزا، والرشح، وعدوى الجيوب الأنفيّة، والالتهاب الرئوي.[2]
- التهاب الأذن الداخلية: (بالإنجليزية: Labyrinthitis)؛ قد تتعرّض الأذن الداخليّة للالتهاب نتيجة الإصابة بعدوى معيّنة، والتي غالباً ما تكون عدوى فيروسيّة، فيُعاني المصاب في هذه الحالة من عدّة أعراض، تتضمّن الشعور بالصداع والدوخة.[2]
- الشقيقة: إذْ يُعاني الأشخاص المصابون بالشقيقة من الصداع الشديد، والذي غالباً ما يترافق مع أحد أشكال الدوخة أو الدوار.[4]
- تمدّد الأوعية الدمويّة الدماغيّة: (بالإنجليزية: Brain aneurysm)؛ تتمثل هذه المشكلة الصحيّة في حدوث تمدّد وانتفاخ للأوعية الدموية في الدماغ، فتظهر أولى أعراض الإصابة بهذه المشكلة عند انفجار هذه الأوعية المتمدّدة، فيعاني المصاب غالباً من الصداع الشديد والمفاجئ، والذي قد يترافق مع الشعور بالدوخة، وأعراض أخرى مختلفة، ويجدر التنبيه إلى ضرورة إسعاف المُصاب بانفجار الأوعية الدمويّة الدماغيّة بشكل فوري إلى الطوارئ.[2]
- الجلطة الدماغيّة: تحدث الجلطة الدماغيّة نتيجة وجود اضطراب معيّن يعمل على إعاقة تدفّق الدم وتوصيله للمواد الغذائيّة والأكسجين إلى أحد أجزاء الدماغ، وتجدر الإشارة إلى أنّه من المحتمل أن يُعاني المصاب بالجلطة الدماغيّة من الصداع الشديد، والذي قد يترافق مع حدوث دوخة مفاجئة، وغيرها من الأعراض الأخرى؛ كالخدر، والارتباك المفاجئ، وحدوث مشاكل في النظر أو المشي والتوازن بشكل مفاجئ.[2]
علاج الصداع والدوخة
أمّا في ما يتعلّق بطرق علاج الصداع والدوخة، فإنّ وجود أيّ من المشاكل الصحيّة التي تكمن وراء حدوث هذه المشكلة، يتطلب اللّجوء للطبيب المختص، وعلاج المشكلة الصحيّة والتغلّب على أعراضها المزعجة، وبشكلٍ عام، هناك عدد من الخيارات العلاجيّة التي يمكن اللّجوء إليها للتخفيف من الصداع والدوخة، حيث يمكن أن نذكر بعضاً منها على النحو الآتي:[4]
- ممارسة تمارين الاسترخاء.
- تناول الأطعمة الصحيّة والوجبات بشكل منتظم.
- تناول الأدوية المسكنة المتاحة دون وصفه طبيّة.
- تناول أدوية الشقيقة، التي يتم صرفها بوصفة طبيّة في حال كان الشخص مصاباً بها.
- تناول الأدوية التي تقي من الإصابة بالصداع أو الشقيقة.
- استخدام مضادّات الإكتئاب في بعض الحالات.
المراجع
- ↑ "Headache", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 12-11-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Corinne O’Keefe Osborn (18-4-2018), "What’s Causing My Headache and Dizziness?"، www.healthline.com, Retrieved 12-11-2018. Edited.
- ↑ "Dizziness", www.mayoclinic.org, Retrieved 12-11-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Madeline R. Vann (10-4-2010), "Headaches and Dizziness"، www.everydayhealth.com, Retrieved 12-11-2018. Edited.