يُمكن أن تتسبب المقارنات في إرسال رسالة سلبية للأطفال، حيث تُحذّر المؤلفة والمحاورة مورين هيلي بأنّ المقارنات يُمكن أن تتسبب في تدني مستوى ثقة الطفل بنفسه ومستوى تقديره لذاته؛ وذلك لكونه لا يحصل على رسالة مضمونها أنّه بارع وقادر على النجاح، ففي حال مقارنة طفلين متواجدين مع بعضهما والتركيز على نقاط القوة لدى الطفل الأول ونقاط الضعف لدى الطفل الثاني، فغالباً ما يتسبب ذلك في شعور الطفل الثاني بالاستياء وبتدني قيمته.[1]
لاحظ إريك إريكسون العالم النفسي أنّ بعض الأطفال يُدركون أنّ الجهود التي يبذلونها لا توازي الجهود التي يبذلها أقرانهم، ممّا يؤدي إلى شعورهم بالدونية نحو أنفسهم، ومع ذلك فإنّ الشعور بعدم الكفاءة لا يؤدي إلى تدني مستوى احترام الذات على العموم؛ ففي حال عدم قدرة الطفل على العمل بكفاءة عالية في مجال لا يُحبّه فمن المرجح ألّا يؤدي ذلك إلى تدني ثقته بنفسه، أمّا في حال عدم قدرته على العمل بكفاءة في مجال يُحبّه فعلى الأغلب أنّه سيشعر بضعف الثقة في النفس.[2]
يؤدّي وجود صراع دائم بين الوالدين إلى التسبب في تشرّب الأطفال للعواطف السلبية التي تعرّضوا لها، كما يُمكن أن يتعرّض الطفل لهذه المواقف في حال كان تصرف أحد الوالدين مضطرباً أو غير منطقي مع الطفل، وفي حال عيش الطفل في مثل هذه الظروف فيُمكن أن يُولّد ذلك شعوراً لديه بأنّه قد يكون سبباً في هذا النزاع، كما يُمكن أن يتسبب ذلك في شعوره الشديد بالتهديد والخوف، وقد تستمر هذه المشاعر لديه حتّى مرحلة البلوغ.[3]
يتسبّب بعض الأباء في قتل ثقة الطفل بنفسه من غير قصد، وذلك بسبب الحماية الزائدة له أو عدم السماح له بالتصرف بشكل مستقل، الأمر الذي يُمكن أن يتسبب في إشعار الطفل بأنّه يمتلك أفكار أو قدرات متدنية، وأنّه بحاجة دائمة للمساعدة في اتخاذ القرارات والقيام بأمور جديدة.[1]